الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اتجاه لبناء أكبر مركز للمصادر الوراثية النباتية في المنطقة

اتجاه لبناء أكبر مركز للمصادر الوراثية النباتية في المنطقة
7 ابريل 2017 01:09
كشفت هيئة البيئة في أبوظبي أنها في صدد البدء في إنشاء مركز المصادر الوراثية النباتية الذي يعد الأكبر من نوعه في الدولة والمنطقة، وذلك بهدف صون وحماية وضمان تخزين كل المجموعات النباتية البرية الموجودة في الدولة، إضافة إلى بعض النباتات ذات الأهمية الاقتصادية في الزراعة والتي تعتبر أصولاً وراثية نباتية مهمة. وأوضحت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة، الانتهاء من عمليات التصميم للمركز والموافقة عليها، وأيضاً عمليات تجهيز الرسومات التفصيلية ووثائق طرح العطاء وتتم حالياً مراجعتها النهائية، بحيث تتم عملية طرحها للمقاولين المتخصصين خلال الفترة المقبلة، على أن يتم البدء في إنشاء المركز في الربع الثالث من العام الحالي. وأبلغت الظاهري في حوار مع «الاتحاد» أن المركز سيكون جاهزاً قبل نهاية العام 2019، وسيتم خلال السنوات الثلاث المقبلة بناء القدرات لمجموعات مختارة من الكوادر الوطنية. هالة الخياط (أبوظبي) سيكون موقع المركز ضمن مزرعة جامعة الإمارات في العين، وتديره هيئة البيئة بالشراكة مع جامعة الإمارات، مع وجود تنسيق ضمن لجان عليا وفنية تغطي كل الجهات ذات العلاقة، بما فيها وزارة التغير المناخي والبيئة وجهاز الرقابة الغذائية والبلديات في الإمارة. ويشتمل المركز على مختبرات وغرف تبريد لمجموعات البذور التي يتم تبريدها ضمن الغرف الخاصة بدرجات حرارة منخفضة تصل إلى ما دون الـ 20 درجة تحت الصفر، بما يتيح الحفاظ عليها فترات زمنية طويلة تصل في بعض الأنواع إلى مئة عام، وهو ما يعتبر كرأس مال طبيعي للمحافظة على الأنواع المحلية النباتية، كما سيشتمل على بيت زجاجي ممثل لأنماط بيئية مختلفة من الدولة، ويتم التحكم في درجات الحرارة والرطوبة ضمن أقسام مختلفة، لتحاكي هذه الأقسام المجموعات النباتية المختلفة. مشتل مركزي وأوضحت الظاهري أن الخطة تتضمن التوسع في الإكثار المشتلي، وذلك عن طريق إنشاء مشتل مركزي في منطقة الوثبة خلال السنوات الثلاث المقبلة، بحيث يكون ذا مقدرة إنتاجية تصل إلى نصف مليون شتلة سنوياً، ويخدم كل مؤسسات حكومة أبوظبي وتديره هيئة البيئة، على أن تتم الاستفادة من منتجاته الموجودة حالياً. وأشارت إلى أن مجموعات البذور المخزنة في مركز المصادر الوراثية سيتم إكثار أنواعها ضمن حقول الأمهات في المنطقة المحيطة بالمركز، بهدف الحصول على الكميات الكبيرة المطلوبة من البذور واستخدام هذه البذور في الإنتاج المشتلي وعمليات إعادة التأهيل للبيئات. وقالت المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي:«إن مركز المصادر الوراثية النباتية سيكون بمثابة مركز للأبحاث والتعليم لكل طلبة الجامعات في الدولة، باعتباره الأول من نوعه على مستوى المنطقة لعمل الأبحاث ذات العلاقة بالتنوع البيولوجي النباتي». حماية النباتات وحددت الظاهري أبرز التهديدات التي تواجه التنوع البيولوجي النباتي ممثلة في التغير المناخي، والرعي الجائر، والمشاريع الإنمائية والتطويرية، وفترات الجفاف المتعاقبة، والضغوطات على الموارد المائية، والأنواع الغازية، والقيادة العشوائية ضمن البيئات الطبيعية، إضافة إلى جمع النباتات البرية واحتطاب الأشجار. وأشارت إلى أن حماية الأنواع النباتية البرية المحلية تعتبر جزءاً من مسؤوليات الهيئة التي تهتم بالوقت الحالي بصونها ضمن بيئاتها الطبيعية، عن طريق إنشاء شبكة من المحميات الطبيعية ومناطق ذات أهمية حيوية عالية أو عن طريق إصدار مجموعة من القوانين والتشريعات التي تعمل على حماية الأنواع البرية المختلفة، ومنها الأنواع النباتية ، وهذه الأعمال تعتبر جزءاً من مشاريع وبرامج مختلفة تحقق خطة أبوظبي وتحقق أيضاً العديد من الأهداف المرتبطة بتطبيق الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي وخطة العمل للدولة، وبما يتماشى مع صون واستدامة التنوع البيولوجي. فيما الذراع الثانية لحماية الأنواع النباتية تكون خارج موائلها الطبيعية، ويتم هذا الأمر حالياً عن طريق وجود مشتل متخصص بإكثار النباتات المحلية والمحافظة عليها لدى الهيئة، واستخدام النباتات الناتجة في برامج الصون المختلفة. وذكرت الظاهري أن المشتل القائم يحتوي على مجموعة مخزنة من بذور النباتات البرية بهدف استخدامها في العمليات اليومية لإكثار وإنتاج النباتات وتجارب الإنبات أيضاً، بهدف جمع نواة من بذور هذه النباتات ليتم تخزينها على المدى الطويل ضمن المشروع الأكبر وهو مركز أبوظبي للمصادر الوراثية النباتية. وأشارت إلى أن الهدف من المشتل هو إجراء تجارب لإنبات النباتات المحلية لمعرفة مقدرتها على الإنبات في الحالة الطبيعية، وإنتاج كميات من النباتات المحلية لاستخدامها في المشاريع المختلفة والتركيز على مجموعة من النباتات النادرة والمهددة في البرية، وإكثارها لضمان حمايتها وإعادتها عن طريق عمليات إعادة التأهيل في بيئاتها الطبيعية. مشتل بينونة وأوضحت الظاهري أن هيئة البيئة تدير مشتل النباتات في بينونة في منطقة الظفرة، ويحتضن حالياً 49 نوعاً من النباتات، 14 منها مهدد بالانقراض ومن أهمها الغضا، الخنصور، النخيل القزم، الشوع، الأثل الشجري والثمام. وأشارت إلى أن المشتل يلعب دوراً رئيسياً في جمع البذور، ويستفاد منها في مشاريع إعادة التأهيل للزراعة الشتوية لتحسين الموائل الطبيعية وتعزيز الغطاء النباتي، ويغطي مشروع جمع البذور نحو 58 نوعاً مختلفاً. ومن التجارب الناجحة لإكثار النباتات المحلية، أشارت الظاهري إلى أن الهيئة نجحت في إكثار النخيل القزم التي يوجد منها في الحالة البرية في إمارة أبوظبي نبات واحد فقط في أحد الأودية المرتفعة في جبل حفيت، حيث قامت وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية بمحاولات ناجحة لإكثار هذا النبات ، ليصبح لديها في مشتل النباتات الطبيعية ما يزيد على 50 فرداً من هذه النباتات التي سينقل جزء منها لإعادة زراعته في جبل حفيت. نبات الغضا وأيضاً هناك نبات الغضا الموجود فقط في الدولة ضمن إمارة أبوظبي، ويعاني قلة وصعوبة التجدد الطبيعي ضمن بيئاته الطبيعية، ونجحت الهيئة في إكثاره، وهو يعتبر من أكثر الأنواع صعوبة في الإكثار، نظراً لصغر وندرة البذور وحيويتها المنخفضة، مشيرة إلى أن الهيئة قامت بالعديد من التجارب التي ارتفعت من خلالها نسب الإنبات إلى ما يزيد على 20%، ولافتة إلى أن الهدف الآن يتمثل في ضمان جمع البذور ومعرفة أسباب عدم إنباتها في البيئات الطبيعية. التنوع البيولوجي وأفادت الظاهري أن النباتات المحلية هي نباتات متأقلمة من فترات طويلة، وتستخدم كمصدر غذاء مباشر للإنسان أو لرعي الحيوانات، كما تستخدم كعلاج وكنباتات رحيقية للنحل، فيما الفوائد البيئية تتمثل في منع زحف الرمال وتثبيت الكثبان الرملية والنباتات المحلية، بحيث تساهم في المحافظة على البيئات وإغناء التنوع البيولوجي لتستفيد منه كائنات أخرى كالطيور والحيوانات. كما أن الدولة موقعة على اتفاقيات دولية توجب المحافظة على التنوع البيولوجي، إضافة إلى أن لدى الهيئة مسؤولية أخلاقية للمحافظة على هذه الأنواع للأجيال المستقبلية. وذكرت أن أهمية النباتات المحلية تتمثل في استخدامها في عمليات التشجير، سواء ضمن الغابات والأحزمة، أو ضمن التنسيق الحدائقي بسبب تحملها الحرارة العالية والجفاف وملوحة المياه، ما يساهم في تقليل عمليات الري والمحافظة على مصادر المياه المختلفة، إضافة إلى إمكانية استخدام بعض منها كأصول وراثية للأغذية والزراعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©