السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العريش».. قلب تسكنه أفراح وأتراح أجدادنا

«العريش».. قلب تسكنه أفراح وأتراح أجدادنا
11 ابريل 2010 22:01
كانت بيوت الشعر «الخيام» وبيوت سعف النخل «العريش» هي دور الأجداد المفتوحة على المدى، ضمت في حناياها تفاصيل حياتهم اليومية، وأخفت جدرانها الخشبية خيباتهم ومسراتهم عبر الزمن الذي قضوه في ظل ظروف معيشة قاسية جداً. التحف أجدادنا زرقة السماء، متوسدين تبر الرمال، فيما الشمس الحارقة تسلط عينها على أشجار النخيل التي تتقاسم معهم تلك الحياة. وحين يذكر النخيل فإن المجلدات لا تكفي للحديث عن مكانته لدى إنسان المنطقة، فلم يكن خيره يقتصر على الثمر والفيء واستخدام سعفه. فقد كانت النخلة سكنه وسكينته، ومنها صنع «بيت العريش» وبناه من خشب الدعون والجريد والخوص والسعف والفروع. اليوم، وبعد مرور عشرات السنين على رحلة بيوت العريش، تحرص أندية وقرى التراث في الدولة على بناء مجمعاتها ومرافقها وفق تصميم بيوت العريش القديمة، إحياءً لتراث الأجداد وحفاظاً على زمن التفاصيل الحميمة، ولتظل بيوت العريش وأهلها مقيمون في الذاكرة والوجدان. وفيما يخص صناعة «بيت العريش» قديماً وكيف كانت تتم، يقول حسن بن زعلاستشاري في «نادي تراث الإمارات»: بنى أجدادنا في المنطقة بيوت العريش التي كانوا يصنعونها من خير النخلة المفعمة بالفوائد. كانت غرف العريش تتخذ شكل المربع وأحياناً المستطيل، ولها باب صغير للدخول إليها ونوافذ صغيرة. وكانت تغطى شتاءً في قماش «الطربال» المصنوع من القطن والنايلون لمنع تسرب مياه الأمطار». يتألف بيت العريش من أقسام عدة يشير إليها ابن زعل قائلاً: «يتألف بيت العريش من «المجلس»- غرفة لها شكل المستطيل-، وهو مزود بحصائر وأرائك، ويتوسطه مصب ودلال وفناجين القهوة العربية وصحن تمر، وهناك باب لدخول الضيوف من الخارج، وآخر من داخله يخص سكان البيت. وهناك «غرفة رئيسة» تصنع من خشب الجندل الأفريقي، وتستند إلى أربعة اعمدة من الخشب تربط بالحبال، ثم يغطى السقف والجدران بالجريد وسعف النخيل، ويبنى على الأرض مباشرة، توضع في ركن منه فراش ووسائد النوم، وفي ركن آخر«مندوس» يعتبر خزانة لبعض الملابس والمستلزمات الخاصة، قبالته تمتد حصيرة عليها وسائد كبيرة يستند إليها سكان البيت». أما بقية أجزاء البيت فتتوزع على غرف عدة مصنوعة كذلك من العريش، وهي بحسب ابن زعل: «هناك الليوان- غرفة مرتفعة عن الأرض نوعاً ما، مسقوفة بالخشب لها باب ودرايش- نوافذ لجلب الهواء. كما يقام فوق غرفتي العريش أو الليوان «برجيل» ليجلب الهواء إلى داخل السكن، وتعتبر كل منهما غرفة مبيت أهل البيت، يستخدمان للمعيشة والنوم معاً. وأما المطبخ، فيكون صغير الحجم، يقع في إحدى زوايا المنزل بعيداً عن غرف المعيشة، خشية التلوث بمخلفات الأخشاب المحروقة ورائحة الطعام، وكان طهو المأكولات يتم خارجه، بينما داخله يعتبر مخزناً لأدوات المطبخ المصنوعة من «الخوص» كالسلال والقدور والأواني الفخارية، وكذلك المؤنة البسيطة من طحين وأرز وتمر وسمن وسكر وملح.. وبالقرب منه يقع الحمام، وهو المكان المعدّ لقضاء الحاجة والاستحمام. أما «الطوي» فهو بئر الماء وتكون بالقرب من المطبخ، تستخدم ماؤها في التنظيف والاستحمام. وهناك «الحظيرة»- بيت الحيوانات والدواجن وتكون أيضاً في زاوية من المنزل وبها مستودع للعلف».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©