الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجبال أوتاد.. حقيقة علمية كشفها القرآن الكريم

الجبال أوتاد.. حقيقة علمية كشفها القرآن الكريم
19 يونيو 2009 00:13
احتوت الإشارات الكونية والحقائق العلمية في الآيات القرآنية أسرارا منها ما يتعلق بعلم طبقات الأرض وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى في سورة النبأ: «ألم نجعل الأرض مهادا. والجبال أوتادا» فهذه الآية تكشف حقيقة علمية لم يتوصل إليها علماء الجولوجيا ألا في العصر الحديث، وهي أن الجبال تتشابه مع الأوتاد في الشكل وفي الوظيفة. ويوضح الدكتور كارم غنيم - الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر أن الجبال من حيث الوصف مطابقة للأوتاد في أمور كثيرة، منها أن جزءا من الجبال ظاهر فوق الأرض وجزء يغوص في باطن الأرض، وهما معا يأخذان وضعا مائلا، ويختلف الرسوخ في الأرض بحسب الصلابة والشكل وطبيعة الأرض ، ولكن كان ذلك مجهولا بشأن الجبال واحتاج تفسيره الى إجراء دراسات لم يقم بها العلماء إلا في عصور متأخرة. وإذا كانت وظائف الأوتاد هي تثبيت الخيام، فما هي وظيفة الجبال المجهولة التي تشابه وظيفة الأوتاد؟ يجيب الدكتور كارم غنيم: إن وظيفة الجبال هي التثبيت ايضا، اي أنها تثبت القشرة الأرضية التي تطفو على باطن الارض المنصهر، وذلك بجذورها المنغمسة في باطن الأرض، ولولاها لطفت القشرة الارضية وتحركت وانعدم ثباتها وهذا يصدقه قول الله تعالى في سورة النحل: «وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون». وهناك وظيفة أخرى للجبال لم تعرف إلا حديثا وهي تثبيت الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية تماما كما تقوم الأوتاد بتثبيت الخيمة والغلاف الجوي هو بمثابة خيمة عظمى أوجدها الله سبحانه وتعالى لحماية الأرض. وحول الشواهد الأخرى للإعجاز العلمي في القرآن الكريم المتعلقة بعلم طبقات الأرض، يذكر الدكتور غنيم قوله تعالى في سورة النازعات: «والجبال أرساها» موضحا أن تلك الآية الكريمة تشير إلى حقائق كونية حديثة الاكتشاف، والمدخل البلاغي الذي تكمن فيه الإشارة العلمية الى تلك الحقائق هو كلمة «أرساها» فالرسو يشير الى حالة من الثبات يكون الجسم فيها طافيا ومستقرا فوق سطح السائل، وبحيث يكون الجزء الغاطس في السائل بالقدر الذي يتناسب مع حجم الجسم الطافي وثقله فيما يعرف بقوانين الطفو. والذي يحدث للسفن الراسيات على الماء بفعل قوانين الطفو، يحدث للجبال التي تستقر عائمة راسية على الطبقة السائلة في باطن الأرض. ويضيف أن في قول الله سبحانه وتعالى في سورة النازعات :»والأرض بعد ذلك دحاها. أخرج منها ماءها ومرعاها» يذكر المفسرون انه أخرج من الارض العيون والينابيع وهذا هو المعنى القريب الذي يفهمه الناس جميعا في كل الأزمان. وعند التعمق في فهم النص القرآني عرف المتخصصون اشياء اخرى كشفت عنها الأبحاث والدراسات في الازمنة الحديثة ومنها ان هناك اعتقادا علميا بأن الماء على الكرة الارضية في أول الأمر خرج من باطن الارض على هيئة بخار الماء الذي قذفت به البراكين في بداية تكوين الأرض وتشكيلها كما جاء في الآية الكريمة : «والأرض بعد ذلك دحاها» فالماء جاء من باطن الارض بهذه الصورة في البداية. اما المياه الجوفية التي يتحصل عليها الناس من الآبار وعلى شكل ينابيع فهي نتيجة لسقوط الأمطار على الارض وتسربها الى الباطن ثم خروجها بعد ذلك من الارض فلا تكون المياه في هذه الحالة من ذات الأرض ولكنها من الامطار التي سقطت عليها. وهنا يظهر الفارق الكبير بين فهم آيات القرآن الكونية بالمعنى اللغوي العام ببساطته وفهمها بالمعنى العلمي بعمقه وحقائقه مما يكشف عن الاعجاز العلمي للقرآن الكريم. وفي موطن آخر ذكر الدكتور كارم غنيم حول قول الله سبحانه وتعالى في سورة النبأ :» ألم نجعل الارض مهادا» إن المفسرين يقولون فيه: جعلنا الارض مهدا لكم كالفراش وهذا هو المعنى اللغوي لكلمة «مهد» أما علماء الكونيات فقد فهموا من الكلمة جملة من المعطيات العلمية التي توصلت إليها الاكتشافات الحديثة منهاأن سطح الارض في الأزمنة السحيقة كان صلبا وخشنا وله بروز وغير مريح للإقامة وغير سهل للسير عليه فتولته عناية الله سبحانه وتعالى بما سخره من عوامل التعرية التي قامت بتشكيل قشرة الارض بدقة بالغة وبالشكل المناسب وألقت التربة الناعمة على السطح لتصبح بمثابة الفراش ويصبح سطح الارض مهدا. وقد وردت بالقرآن نظائر كثيرة لكلمة «مهادا» يفسر بعضها بعضا وتزيد من الرؤية العلمية ومنها «فراشا وبساطا ومهدا وقرارا» وجاءت هذه الكلمات في آيات قرآنية موزعة على عدة سور منها الزخرف وطه والنازعات والبقرة ونوح والرعد.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©