قرية السلامة المرورية تجمع بين الترفيه والتوعية

استطاع مهرجان صيف دبي أن يجمع تحت مظلته الفعاليات التوعوية بقالب ترفيهي، مما لاقى إقبالا جماهيرا منقطع النظير. وقد نجح بتعدد نشاطاته واختلاف أساليبه أن يملئ فراغ الصيف بالمتعة ويسد فجوة الملل بالمهارة و إكمال مسيرة المدرسة بالتعلم المستمر بابتكار أساليب تعليمية مزجت المعلومة بالترفيه، وابتعدت فيه عن الأساليب الكلاسيكية في إيصال صوتها لجمهورها من الأطفال. كما حرص المهرجان على دمج هؤلاء الصغار وإدخالهم في عالم الكبار بعيدا عن أسلوب الترهيب بابتداع لغة جديدة للحوار مفادها النزول إلى عالمهم المرح، فبدلا من أن يصعدوا إلينا ذهبنا إليهم وولجنا إلى دنياهم، وهو تحديدا ما قامت به هيئة الطرق والمواصلات في دبي بتشييد قرية السلامة المرورية في مدينة «مدهش»، هذه القرية الصغيرة التي تحتضن عالما بأكمله بداخلها يضم طرق ومنازل وإشارات مرورية وحدائق ترفيهية ومسرح مصغر لتقديم العروض التوعوية, وهدفها من ذلك إرساء الثقافة المرورية لدى الأطفال بطريقة يسهل عليهم فهمها، كما يسعدون بتطبيق قوانينها، وهذا ما بدا جليا لنا عند رؤيتنا تلك العيون الصغيرة وهي تراقب الطريق متأهبة للعبور، وتلك النظرات المتمعنة بالضوء المنبعث من إشارة المرور، أهو أخضر يحرضها على المسير، أم أحمر يطالبها بالانتظار الشيء القليل. وبصمت يلف الجميع يحدقون أنظارهم بتلك الإشارات المرورية التي أرادوا أن يفهموا معناها ويتعرفوا على مغزاها. ولإطلاعنا على المزيد كان لنا لقاء مع مسؤولة التوعية المرورية في هيئة وطرق ومواصلات دبي، ديما حسين، التي بدأت حديثها قائلة: قرية السلامة المرورية مدينة توعوية نعلم فيها الأطفال قواعد السير وقوانين المرور، حيث تضم ورش عمل كل أسبوع ورشة لها طابعها وأسلوبها المختلف عن الأخرى، فهناك شاشات البلازما المرئية ليشاهدوا برامج مرورية هادفة. بالإضافة إلى فعاليات المسرح التي يشارك بها الصغار وفنون يدوية، كذلك المسابقات المرورية اليومية التي تثري لديهم المعلومة وتشعل بنفسهم المنافسة للتعلم، ولا يقتصر ذلك على الأطفال فأولياء الأمور لهم منا نصيب أيضا بتخصيص ركن للقراءة يضم مجلات مرورية متوفرة بأكثر من لغة. وتضم القرية كذلك ملعب البراعم الصغار ومرسم للأطفال ويشاركهم اللعب شخصيات كرتونية هم «سلامة وصحيح والمهندس»، ومنذ البداية تشهد قرية السلامة إقبالا جماهيريا، ونحن نهدف من خلالها إلى إيصال الرسالة التوعوية للجمهور المقيم على أرض الدولة أو القادم للزيارة، شعارنا في ذلك الطريق مسؤولية الجميع، وأن نجعل من ثقافة المرور عادة سلوكية عند الصغار.