رُبى شعبان: دخلت «مدينة الضاد» بين المغامرة والمخاطرة

تواجه الأسرة العربية ومعها الهيئة التعليمية في المدارس مشكلة ضعف الأبناء في اللغة العربية، خاصة قواعد النحو، ويعاني منها الكثير من الطلاب والطالبات. فتصدت على طريقتها الكاتبة ربى شعبان كونها معلمة لغة عربية وشاعرة وكاتبة قصص للأطفال، وقامت بتأليف أربع عشرة قصة تقع تحت عنوان رئيسي «في مدينة الضاد» موجهة للأطفال بهدف ترسيخ قواعد النحو لديهم بأسلوب شائق ومرفق برسوم جذابة. طفلة صغيرة داخلي الكتابة للطفل مهمة لا تخلو من المخاطرة، لكن ثمة ما دفع شعبان لخوض هذه المغامرة وتسلحت جيدا قبل خوضها، تقول: «عندما يطرح الكاتب لقرائه الصغار كتابا أو فكرة ما، يكون بداخله طفل ما يتوق لأن يكتب لغته وأفكاره ويكورها بكل ألوان الطيف ليشارك بها القراء الصغار، لذا غامرت فمن لا يغامر بشيء لا يحصل على شيء». تسترسل موضحة: "لعل غيرة ما انتابتني وأنا أرى مدى تعلق أطفالنا بالحاسوب والألعاب الإلكترونية والكتب الأجنبية التي تحبب صغارنا بلغات ليست لغتهم الأم، فتمنيت أن أساهم في محبتهم للغتهم وثقافتهم، وأن أورثهم ذلك الشغف الجميل بالقراءة وباللغة العربية، لغة القرآن الكريم.. لذا تسلحت بإيماني العميق بأن هذه المغامرة تستحق القيام بها، فقد تجد كتبي طريقها إلى القارئ الصغير، ذلك المشاغب المهووس باللعب والكرة وعالم «الديجيتال» وتسلحت كذلك بقناعتي وحبي للغتي العربية، وكذلك بقراءات كثيرة للطفل وعن الطفل، فضلا عن تسلحي بالطفلة الصغيرة التي بداخلي». قصص وقصائد أصدرت شعبان سلسلة قصص، جاءت في عدة أجزء وعناوين مختلفة، تقول عن تلك السلسلة: «إنها سلسلة قصصية مكونة من أربعة عشر جزءا، عنوانها «في مدينة الضاد» تدور أحداثها في مدينة الضاد، المدينة المتخيلة التي استوحيت شخصياتها من مفردات النحو (الفاعل والفعل والمبتدأ والخبر والحروف) ويحكم المدينة «السيد ضاد» وهو حاكم عادل «ديمقراطي» يهتم بشؤون مدينته، ويحمي أفرادها من خطر «مشاكس وخرباش» وهي الشخصيات السلبية التي تقوم بتكسير كلمات اللغة والإساءة إليها. وتعيش المدينة مغامرات كثيرة أشرح خلالها أهم قواعد اللغة العربية، بطريقة مبسطة ومحببة مع ذكر الأمثلة على شكل قصائد غنائية تختم بها كل قصة على حدة، وتعالج المجموعة معظم قواعد النحو الأساسية التي يجب على الطفل أن يعرفها». بُعد أخلاقي وعن مزيد من المعلومات حول ماهية تلك القصص ومدى تأثيرها على الأطفال، تقول شعبان: «تبدأ القصة الأولى «مهرجان الكلمات» بشرح أقسام الكلمة، ومن ثم مجموعة الجملة الاسمية «عودة الخبر وحفلة الأحرف المشبهة بالفعل والمركبة الغريبة»، وبعدها مجموعة الجملة الفعلية «اسألوا الأفعال والفاعل البطل وإنقاذ المفعول به في جبل المجهول»، وبعدها مجموعة الأحرف وهي «حروف تجر الأسماء، والجازمات الساحرات والصديقات الناصبات، وبعدها مجموعة لشرح التوابع والمضاف إليه وهي «طيور العطف، والمضاف إليه، والصفة تكشف الموصوف» وتحتوي القصص على محاور تربوية تضيف بعدا أخلاقيا للقصص غير البعد التعليمي أيضا. والحمد لله عرضت القصص على طالباتي ووجدت ردة فعل طيبة منهن حول السلسلة». وتحدد شعبان الفئة العمرية التي توجهت إليها السلسلة، وتقول: «حاولت التبسيط في الأسلوب قدر ما استطعت، وأعتقد أن الطفل من السابعة وحتى الثانية عشرة يستطيع الاستفادة من المجموعة، وحتى من هم أكبر سنا سيستفيدون، إذ أعتقد أن الضعف في النحو مازال -للأسف- مستمرا حتى في مراحل عمرية متقدمة لدى أبنائنا». حروف وشخصيات أبدت شعبان رضاها عن طباعة السلسلة وتنفيذ رسوم الشخصيات بما يتناسب مع رغبات وفهم الصغار، تقول في ذلك: «بذلت دار النشر في سوريا جهدا طيبا في إخراج الرسوم وعرضها بطريقة «الكوميك»، وهي طريقة مكلفة ومحببة للقراء، وقد تم رسم الأفعال بشكل مختلف عن الأسماء للتمييز بينها وكذلك الحروف أخذت أشكالا طريفة ومحببة كما تم عرض نبذة عن القصص على الموقع الإلكتروني الخاص بالدار.. بينما الشاعرة في أعماقي هي طفلة كبيرة تحب الغناء واللعب والخروج عن المألوف والبحث عن عوالم تحفها الدهشة والتوق للمغامرة، لذلك استطعت أن أغني مع الأطفال في «مدينة الضاد» وختمت كل قصة بمقطع غنائي، فخرج العمل بشكل ناجح أرضاني». وتطمح شعبان إلى تحويل السلسلة إلى عمل تلفزيوني كي يفيد منه عدد كبير من الأطفال في الوطن العربي. باقة من بطاقة - ربى شعبان فلسطينية، مسقط رأسها ومربع طفولتها دمشق، موطنها ومقر إقامتها الإمارات التي تنتمي إليها بحب وفخر. - كتبت الشعر منذ الرابعة عشرة من عمرها، وأصدرت ديوانا واحدا بعنوان «صهيل الصباح» وتستعد لإصدار الديوان الثاني. - اشتركت العام الماضي في مسابقة «أمير الشعراء» وتم اختيارها ضمن الشعراء الخمسة والثلاثين. - لديها أعمال مخطوطة لمسرحيات غنائية قصيرة، وقصص مطعمة بالقصائد، قيد الطباعة.