الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علقمة بن قيس.. الفقيه المجاهد

27 فبراير 2015 00:28
أحمد مراد (الاتحاد) أبرز فقهاء الكوفة، إمام حافظ، مجتهد كبير، هاجر في طلب العلم والجهاد، ونزل الكوفة ولازم الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وتفقه وتعلم على يده، ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى أصبح من كبار فقهاء عصره، وذاع صيته في جميع أرجاء الدولة الإسلامية. هو أبو شبل علقمة بن قيس بن عبدالله بن مالك بن علقمة، ولد في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره، وتلقى أحاديثه على أيدي مجموعة كبيرة من الصحابة رضي الله عنهم، أمثال عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي الدرداء، وخالد بن الوليد، وحذيفة وخباب وأم المؤمنين السيدة عائشة وسعد وعمار وأبي مسعود البدري، وأبي موسى، ومعقل بن سنان، وسلمة بن يزيد الجعفي، وشريح بن أرطاة، وقيس بن مروان، وغيرهم. حسن الصوت وكان أبو شبل يشبه بابن مسعود في هديه وسمته، وكان طلبته يسألونه ويتفقهون به والصحابة متوافرون، وقد تصدى للإمامة والفتيا بعد علي بن أبي طالب وابن مسعود، وتتلمذ على يديه عدد كبير من فقهاء وأئمة التابعين أمثال أبو وائل، وعبيد بن نضيلة، وإبراهيم النخعي، ومحمد بن سيرين، وأبو الضحى مسلم بن صبيح، وأبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي. كني عبدالله بن مسعود علقمة «أبا شبل» وكان علقمة عقيماً لا يولد له، وقال أحمد بن حنبل: علقمة ثقة من أهل الخير، وقال ابن المديني: لم يكن أحد من الصحابة له أصحاب حفظوا عنه وقاموا بقوله في الفقه إلا ثلاثة زيد بن ثابت وابن مسعود وابن عباس وأعلم الناس بابن مسعود علقمة والأسود وعبيدة والحارث. وروى زائدة عن أبي حمزة قال: قلت لرباح أبي المثنى أليس قد رأيت عبدالله بن مسعود، قال: بلى وحججت مع عمر ثلاث حجات وأنا رجل، وكان عبدالله وعلقمة يصفان الناس صفين عند أبواب كندة، فيقريء عبدالله رجلاً، ويقرئ علقمة رجلاً، فإذا فرغا تذاكرا أبواب المناسك وأبواب الحلال والحرام، فإذا رأيت علقمة فلا يضرك أن لا ترى عبدالله أشبه الناس به سمتا وهديا، وإذا رأيت إبراهيم النخعي فلا يضرك أن لا ترى علقمة أشبه الناس به سمتا وهديا، وروى مغيرة عن إبراهيم أن علقمة والأسود كانا يسافران مع أبي بكر وعمر، وكان يقال لأبي شبل: أبو الصلاة لكثرة صلاته. وكان ابن مسعود تعجبه قراءة علقمة، حيث كان حسن الصوت، فكان يقول له: زدنا فداك أبي وأمي، فإني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: حسن الصوت زينة للقرآن، وكان يقول: رتل فداك أبي وأمي، وقال أيضاً: ما أقرأ شيئاً ولا أعلمه إلا علقمة يقرؤه ويعلمه. قوي الحفظ وكان علقمة قوي الحفظ، فقال ما حفظت وأنا شاب فكأنما اقرأه في ورقة، وكان يتحاشى فضول الأمراء والسلاطين، وكان يقول لا أصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من ديني أفضل منه، ومن حسن معاشرته مع أهله إنه كان يقول لإمراته اطعمينا من ذلك الهني المريء، إشارة إلى قوله تعالى: (... فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا)، «سورة النساء: الآية 4». وشهد أبو شبل صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقاتل حتى خضب سيفه دما، وعرجت رجله، قال نصر بن مزاحم: وقطعت رجل علقمة بن قيس الفقيه، فكان يقول ما أحب أن رجلي أصح مما كانت، لما أرجو بها من حسن الثواب من ربي. توفي علقمة في خلافة يزيد بن معاوية سنة 62 ويقال سنة 65 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©