الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مستقبل المطابخ الشعبية بالشارقة في مهب الريح

مستقبل المطابخ الشعبية بالشارقة في مهب الريح
8 مايو 2008 02:16
فيما أحيا عمال العالم عيدهم في مطلع مايو الجاري، يغدو العيد في قطاع المطابخ الشعبية في الشارقة يوما للعاطلين عن العمل· ويعاني من كانوا عمالا في أشهر المطابخ الشعبية في الشارقة من ظروف معيشية صعبة بعدما فقدوا مصدر أرزاقهم بعد قرار من البلدية يقضي بنقل المطابخ إلى خارج المناطق السكنية أو إغلاقها في حال عدم توفر البديل· وأصبح هؤلاء أرقاما في قوائم المخالفين والعاطلين عن العمل عقب تصريحات بقطع أرزاقهم من قبل أرباب أعمالهم من أصحاب المطابخ المهددين أصلا بقطع مصدر أرزاقهم في حال نفاذ القرار· محمد عبدالرحمن البالغ من العمر37 عاما هو واحد من بين 400 عامل من المهددين بفقدان وظائفهم في المطابخ الشعبية في الشارقة، والتي يصل عددها إلى 42 بحسب سجلات البلدية· يقول عبدالرحمن إنه لا يجيد سوى مهنة الطبخ التي يمارسها منذ عقد من الزمن· بيد أن أخطار النقل أدت إلى إقفال المطبخ الذي كان يعمل فيه نظرا للتكاليف الباهظة للإيجار والتجهيزات التي عجز عنها رب عمله· واحتج عدد من أصحاب المطابخ الشعبية عقب تسلمهم إنذارات تطالبهم بالانتقال إلى المناطق الصناعية والتجارية أو الإغلاق التام خلال 25 يوما· ووصفوا الإنذارت الموقعة باسم مدير بلدية الشارقة بـ ''الصاعقة'' عليهم· وأكدوا أن قرار البلدية سيلحق بهم ''دمارا ماديا'' جراء التكاليف الباهظة التي صرفت على المطابخ فضلا عن ارتفاع أسعار الإيجارات· وكانت البلدية أنذرت أصحاب المطابخ بوجوب نقلها إلى المنطقة الصناعية في شهر يوليو 2007 ثم قررت تمديد المهلة لحين انتهاء شهر رمضان المبارك· ولكنها تجاوبت لاحقا مع اصحاب المطابخ المتضررين ورضخت لمطالبهم في محاولة منها لتهدئة ردود الافعال ومنحتهم مهلة ستة اشهر اضافية بدأت في شهر ديسمبر الفائت، على ان تنتهي في مطلع شهر يونيو· وعلى الرغم من محاولات اصحاب المطابخ المستمرة لإقناع البلدية بالتراجع عن قرارها' إلا أن مدير عام بلدية الشارقة صلاح طاهر الحاج امتنع مرارا عن استقبال وفد من المواطنين اصحاب المطاعم الشعبية· ويروي طالب حسن صاحب مطعم ''الليلة السعيدة'' أنه اضطر الى بيع ذهب زوجته والاقتراض من البنوك لبناء مطبخه ويقول ''الآن يأتي أحدهم بجرة قلم لينهي مستقبلي ويدمر مستقبل عائلتي ويشرد عشرات العمال''· ووصف قرار البلدية بـ''خراب بيوت''، فهو استثمر 450 ألف درهم لتجهيز المطعم منذ خمسة اعوام· وأشار إلى أن الزبائن لن تغامر في دخول دوامة الازدحام من اجل وجبة برياني بعشر دراهم، مطالبا البلدية بإعادة النظر بقرارها ''لأن تكلفة النقل ستخلق كارثة مادية، بالإضافة إلى عدم وجود مواقف''· ودعا إلى وجود مكان خاص للمطابخ الشعبية بعيدا عن الصناعية وتعويض اصحاب المطابخ عن الخسارات المتلاحقة· وتساءل حسن ''ما الذي يضمن لنا بعد مجازفة النقل عدم صدور قرار يقضي بنقل المطابخ مرة أخرى بعد أن يكتشف أحد المسؤولين تلوثا في المنطقة أو ما شابه''· بدوره، اعتبر خالد حرية صاحب سلسة المطابخ الشعبية الأكثر عراقة وشهرة في الإمارة والتي يصل عمرها إلى 20 عاما، ان القرار خسارة مادية وحضارية ''سيقضي على روح المطبخ الامارتي واندثار الأكلات الاماراتية الشهيرة لصالح المطابخ الأخرى''· وقال إن 99% من نسبة الزبائن هم مواطنون اماراتيون، واشار إلى أن نقل المطابخ خارج المدينة الى مناطق مزدحمة مثل ''الصناعية'' سيؤدي الى القضاء تدريجيا عليها ومن ثم إغلاقها· واعتبر خالد حرية ''أن ما يحدث ظلم كبير سيشتت عائلاتنا بسبب القروض الكبيرة التي سحبناها بغية تأسيس أعمال خاصة ستذهب سدى''· وأجمع أصحاب المطابخ ومعظمهم من المواطنين على وجوب إيجاد بديل للمناطق الصناعية التي أكدوا على أنها لا تصلح لعملية طبخ وتجهيز الأطعمة· ودعا عدد منهم إلى القيام بتقليل أعداد هذه المطابخ وفقا لمبدأ الأقدمية مع الالتزام التام بشروط النظافة والصحة والتركيز على المطابخ التي تحمل على عاتقها تأصيل المطبخ الإمارتي· وردا على مبررات البلدية بشأن الإقفال والمتعلق بخطورة هذه المطابخ على المنطقة المحيطة جراء اسطوانات الغاز المستخدمة فيها· قال حرية إن اسطوانات الغاز موجودة في كل مكان وقد تنفجر في أي مكان وآمل أن تعيد البلدية النظر بالقرار والعمل للقضاء على المطاعم العشوائية التي انتشرت مؤخرا وهي ''لا تمت بصلة للأكلات الشعبية''· وصرح صلاح طاهر الحاج لـ ''الاتحاد'' أن البلدية لن تسمح مطلقا باستمرارية أي مطبخ داخل الأحياء السكنية نظرا لخطورة اسطوانات الغاز المستخدمة فيها· واصفا إياها بالقنابل الموقوتة التي قد تنفجر بأية لحظة· وقال إن الصناعية مكان للتجارة والأعمال بكافة أشكالها وأنواعها كما أن العديد من مصانع الأغذية تتخذ حيزا في الصناعية، وأوضح أنه بإمكان صاحب المطبخ اختيار أي مكان آخر بعيدا عن الاحياء السكنية، مشددا على الاهتمام بشروط النظافة والسلامة· بدوره، أكد رئيس قسم رقابة الأغذية في بلدية الشارقة محمد عمر البناي أن هذا القرار يصب في مصلحة المواطنين والمقيمين على حد سواء، موضحا أن البلدية منحت الملاك الوقت الكافي لإيجاد البديل· وشدد على أن البلدية لن تسمح لأي مطبخ بالاستمرار عقب انقضاء المهلة المحددة وستحمل كل من يرفض الانصياع المخالفة القانونية لذلك· وقال إن القرار ينص على الانتقال إلى المنطقة الصناعية الثانية والمناطق التجارية مثل حلوان وواسط واليرموك ،2 لافتا إلى أن البلدية لن تمنح التراخيص لأي مطبخ شعبي لا يتمتع بكافة الصفات والشروط الواجب توفرها كاختيار المكان الصحي والمناسب· وأضاف أن قسم رقابة الأغذية التابع لإدارة الصحة العامة في بلدية الشارقة قد أغلق في عام 2007 نحو 59 محلا ومطعما لمخالفتها الشروط الصحية وعدم الالتزام بتعليمات البلدية المتكررة· كما تلقى أكثر من 254 شكوى من السكان بهذا الشأن· وعلى الرغم من المبررات التي يدعم بها كل طرف حجته، إلا أن الخوف على مستقبل المطبخ الشعبي الاماراتي تسلل الى سكان الشارقة لا سيما رواد هذه المطاعم· وقال صالح المرزوقي إن نقل المطابخ سيحرم الأسر الاماراتية من تناول الطعام الاماراتي الأصيل لعدم سهولة الوصول الى المناطق المنصوص عليها في القرار· واعتبر أنه ''كان الأولى بالبلدية إغلاق الكافيتريات والمطاعم التى تملؤها الفئران لا المطابخ الشعبية''· واعتبر عبدالله الشيخ أن هذا القرار سيضر بالسكان الذين تعودوا تناول طعامهم من هذه المطابخ· فيما أعرب علي أبوخليفة عن قلقه من إسهام قرار البلدية في القضاء على المطابخ الشعبية لصالح الأجنبية·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©