الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبو داود.. فارس الحديث

6 ابريل 2017 23:56
أحمد مراد (القاهرة) أحد الأعلام من أكثر العلماء معرفة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقهه وعلله ومتونه ورجاله. هو الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي، ولد في سجستان -جنوب أفغانستان حالياً- عام 202 للهجرة، ونشأ محباً للعلم شغوفاً به، وكان همه منذ نعومة أظفاره طلب الحديث وتدوينه، وتنقل بين البلاد الإسلامية في طلبه، ولقي خلال رحلاته عدداً كبيراً من كبار الحفاظ والمحدثين، فسمع عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والمصريين، ومن أبرز شيوخه أبو عمر الضرير، ومسلم ابن إبراهيم، وأحمد بن حنبل، وعبدالله بن مسلمة القعنبي، وعبدالله بن رجاء، وأبو الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس، وأبو جعفر النفيلي، وأبو توبة الحلبي، وسليمان ابن حرب. وكان الإمام أبو داود من المكثرين في التأليف، وخصوصاً في فنون علم الحديث روايةً ودرايةً، ومن أبرز مؤلفاته، دلائل النبوة، وكتاب التفرد في السنن، وكتاب المراسيل، وكتاب المسائل التي سئل عنها الإمام أحمد، وناسخ القرآن ومنسوخه. أما الكتاب الذي ذاع به صيت أبي داود وزاده شهرة فهو كتابه العظيم المعروف بـ«سنن أبي داود»، وهو يأتي بعد الصحيحين في الشهرة والمكانة، وعُد أول كتب السنن المعروفة إلى جانب سنن الترمذي والنسائي وابن ماجه، وقد بلغت أحاديث هذا الكتاب 4800 حديث، صنفها وانتقاها من أصل 500 ألف حديث. ورتب أبو داود كتابه على كتب وأبواب، فشمل 36 كتاباً، و1871 باباً، وهي: الطهارة، والصلاة، والزكاة، واللقطة، والمناسك، والنكاح، والطلاق، والصوم، والجهاد، والضحايا، والصيد، والوصايا، والفرائض، والخراج والإمارة والفيء، والجنائز، والأيمان والنذور، والبيوع، والإجارة، والأقضية، والعلم، والأشربة، والأطعمة، والطب، والعتق، والحروف والقراءات، والحمام، واللباس، والترجل، والخاتم، والفتن، والمهدي، والملاحم، والحدود، والديات، والسنة، والأدب. ولم يقتصر أبو داود في السنن على الصحيح، بل خرّج فيه الصحيح والحسن والضعيف، وقد وضح منهجه فيه فقال: ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه وما يقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح، وبعضها أصح من بعض، وحين انتهى أبو داود من هذا الكتاب عرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستحسنه. كان أبو داود يتمتع بمنزلة اجتماعية مرموقة، وقد انتشر كتابه - السنن - في حياته، وكان الطلبة يفدون إلى منزله من كل مكان، وقال عنه إبراهيم الحربي لما صنف كتاب السنن: أُلين لأبي داود الحديث، كما ألين لداود الحديد. وقال أبو بكر الخلال: أبو داود سليمان الأشعث، الإمام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعها أحد في زمانه، رجل ورع مقدم. وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي: سليمان بن الأشعث أبو داود كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله وعمله وعلله وسنده، في أعلى درجات النسك والعفاف والصلاح والورع، كان من فرسان الحديث. وتوفي أبو داود في يوم السادس عشر من شهر شوال سنة 275 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©