الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي تسهر على أهازيج إبراهيم صبيحات في العرس الفلسطيني

أبوظبي تسهر على أهازيج إبراهيم صبيحات في العرس الفلسطيني
11 ابريل 2010 21:01
“وتستمر الفرحة الفلسطينية”، تحت هذا العنوان احتفلت اللجنة الاجتماعية الفلسطينية في أبوظبي “البيارة”، مساء أمس الأول بزفاف العروسين الفلسطينيين عبد الرحمن العرقاوي وآية حنون على الطريقة التقليدية، حيث ارتدت العروس الثوب الفلسطيني المطرّز فيما ارتدى العريس الزيّ التقليدي المكوّن من “القمباز” والعباءة واضعاً على رأسه “الحطّة” الفلسطينية، وسط حضور كثيف بلغ عدده حوالي الألف، على رأسهم السفير الفلسطيني في أبوظبي الدكتور خيري العريدي، ورئيس بلدية أريحا حسن صالح، وعدد من السفراء والدبلوماسيين، غنوا وأدوا الدبكة الشعبية في حديقة “هيلتونيا” حتى وقت متأخر من الليل. أجواء تراثية فلسطينية أحياها الفنان الفلسطيني إبراهيم صبيحات، والذي حضر من جنين لإحياء الليلة أعادت الحضور إلى الماضي، ومنحتهم الأمل في مستقبل أفضل ووحدة فلسطينية هم بانتظارها. حماية التراث حول هذه الفرحة الفلسطينية المستمرة، أشار عمار الكردي، رئيس اللجنة الاجتماعية الفلسطينية في أبوظبي، إلى أن الهدف من العرس السنوي هو تعريف الجيل الفلسطيني الجديد والشباب المولود خارج فلسطين بعاداته وتقاليده في الأفراح والأعراس والاحتفالات، لكي تظل حاضرة في ذهنه وليحافظ عليها. ويقول: “نعاني من محاولات وهجمات إسرائيلية دائمة لطمس هذه الهوية وتضييعها، ولذلك نحاول أن نحمي هذا التراث ونورثه للأجيال القادمة، من خلال هذه الفعاليات، بالإضافة إلى إظهار تاريخنا وعاداتنا للثقافات والشعوب والجاليات الأخرى التي تعيش على أرض الإمارات. وإن تمسكنا بإحياء هذه العادات وتوريثها لهو جزء أساسي من تمسك الفلسطيني بحلم التحرر من الاحتلال والعودة إلى أرضنا الأم”. ويتابع الكردي: “هذا العرس الثالث الذي تحييه “البيارة”، وفي كل واحد كنا نركز على قضية مهمة في فلسطين، واليوم نحتفل بمرور 10 آلاف عام على بناء مدينة أريحا، أقدم مدينة في التاريخ وأول مكان استوطنه الإنسان، حيث استلهمت الخلفيات والديكورات التي وضعت على المسرح من معالم مدينة أريحا، كما تمت دعوة رئيس بلدية أريحا لحضور هذه الاحتفالية تكريماً له وللمدينة التاريخية العظيمة”، وفيما يتعلق بالتحضيرات التي سبقت هذه الفرحة والمهرجان الفلسطيني الضخم، يوضح الكردي أنها بدأت منذ حوالي ثلاثة أشهر، حيث تم اختيار العروسين أولاً، وقد بلغ عدد المتقدمين للمشاركة في الحفل 20 شاباً وفتاة مقبلين على الزواج، ولكن وقع الاختيار على هذين العروسين إذ انطبقت عليهم كافة الشروط، كما وافقا على إحياء زفافهما حسب العادات والتقاليد الفلسطينية الأصلية. إلى ذلك فقد تمت دعوة فرقتي دبكة شعبية محلية أحيتا الدبكة في الفرح، وشاركتا في أداء مراحل العرس. مراسم العرس في الخيمة العربية المعدّة للحناء واستقبال العريس، جلست العروس آية وأمامها أطباق الورود والحناء المزينة بالشموع، تحيط بها أخواتها وقريباتها، وهن يغنين لها الأغاني التقليدية فيما يخضبن يدها بالحناء، ومنها أغنية “حنا يا حنا يا ورق الريحان.. يا محلا الحنا عإيد العرسان”، وأغنية “نزلت الليمونة عا جنين”. وبعد أن انتهت مراسم الحناء بدأت مرحلة إعداد العريس على منصة المسرح، والتي استهلت بالحلاقة، وسط تهليل الحضور من الرجال والغناء بأغان مناسبة من بينها “واحلق يا حلاق بالموس الياقوت، احلق للعريس تا عدوه يموت”. وبعد الحلاقة، قام أصدقاء العريس وأقاربه بمساعدة العريس على ارتداء ملابسه المكوّنة من السروال و”القمباز” والعباءة بالإضافة إلى “الحطة” بعدها ذهب العريس ممتطياً جواده، المزين بالألوان الزاهية، إلى خيمة العروسة لإحضارها إلى بيت الزوجية، يرافقه أهله وأصدقاؤه وسط الأهازيج والدبكة الشعبية. عجين وريحان رغم أن الاتفاق قد تم سابقاً بين العريس والعروس وأهلهما على مبدأ الزواج وتفاصيله، إلا أن العادات والأصول الفلسطينية تقتضي بأن يستأذن العريس من والد عروسه لكي يأخذها إلى بيته، وبعد الحصول على موافقة الوالد ومباركته قبّل العريس يد حماه احتراماً له وعرفاناً بالجميل، وكناية عن أنه، أي العريس، قد أصبح فرداً من العائلة أو بمثابة ابن لها، ثم اصطحب زوجته إلى البيت على الهودج المزركش والمعدّ خصيصاً لهذا اليوم السعيد. واستمرت الفرحة الفلسطينية طوال الطريق الذي يمشيه العريس والعروس وصولاً إلى منزلهما، حيث رافقهما الحضور مغنين راقصين، فيما رشوا الحلوى، تعبيراً عن الفرح والسعادة بالزفاف. وبمجرد أن وصلت العروس إلى بيت الزوجية يتم إعطاؤها عجينة مخلوطة بأوراق الريحان، لتلصقها على باب المنزل. ويعتبر لصق العجينة على باب منزل العروس طقساً فلسطينياً، يشير إلى التفاؤل باستقرار العروس وثباتها في بيتها ومع زوجها عند التصاق العجينة، أما في حالة سقوطها فإنها تعتبر فألاً سيئاً. الصمدة والتلبيسة جلست العروس أوصمدت، والصمدة مصطلح فلسطيني يستخدم لجلسة العروس، إلى جانب العريس على “اللوج” أي الجلسة المعدة للعريسين، وبدأ الغناء والتهليل والرقص أمامهما ثم شاركا بالرقص التقليدي، وسط فرحة الجميع، وبعد ذلك بدأت “التلبيسة” حيث لبس العريس عروسه ما اشتراه لها من ذهب وحلي، وسط أغان مخصصة لذلك. حفلة أخرى بدأت بعد انتهاء مراسم العرس الأصلية، حفلة تجلى فيها الغناء الفلسطيني، بصوت المطرب إبراهيم صبيحات وفرقته بصوته وأدائه المتميز، كما تجلت فيها فنون الدبكة الفلسطينية والتي قدمتها فرقتا “ألحان” و”دلعونا” وهما فرقتان محليتان للفنون الشعبية، بالإضافة إلى أداء الحضور العفوي والذي أضفى على العرس نكهة خاصة. 10 آلاف عام على قيام أريحا عبر رئيس بلدية أريحا، حسن صالح، عن سعادته بالاحتفالية التي أقامتها لجنة “البيارة” في العرس الفلسطيني وبادرتها الوطنية في تكريم مدينة أريحا التاريخية في هذا الوقت بالتحديد والذي تتزايد فيه الهجمة الإسرائيلية على المدن والمعالم الفلسطينية وتراثها، مشيراً إلى أهمية مثل هذه الاحتفالات والتي تؤكد للفلسطينيين أنفسهم وللعالم أجمع أن التراث والهوية الفلسطينية ستظل خالدة إلى الأبد، وأن الأمل بالتحرر والعودة لن ينقطع. وبمناسبة مرور 10 آلاف عام على قيام مدينة أريحا، قال صالح، إنه تمت إقامة العديد من الفعاليات بهذه المناسبة، ومنها مباراة كرة قدم بين فريق “دينامو” الروسي وفريق فلسطين القومي، بالإضافة إلى فعاليات تولتها بعض المدن التي تربطها بمدينة أريحا علاقة توأمة، حيث سيقوم وفد قادم من مدينة “ليون” الفرنسية بإضاءة قصر هشام بن عبدالملك في أريحا، بالإضافة إلى إضاءة شجرة “زكا العشار”، وهي شجرة جميز قديمة في أريحا عمرها 2000 سنة، كما سيتم وضع حجر أساس لمتحف روسي في مدينة أريحا، وكذلك سوف يتم البدء في ترميم نبع عين السلطان في مدينة أريحا. السفير يثمن احتضان الإمارات للفلسطينيين ثمن السفير الفلسطيني في الإمارات، الدكتور خيري العريدي، الدور الذي تقوم به دولة الإمارات على الدوام في استيعاب واحتضان الجالية الفلسطينية وثقافتها وتقاليدها، قائلاً: “على أرض الإمارات دائماً نجد هذه الفسحة لنقل التراث الفلسطيني وأدبياته في الأفراح، لنقول لشعب الإمارات إنه بهذه الثقافة وهذا الغناء شعبنا صامد على أرض فلسطين، ونقول للعدو نحن هنا وإرادتنا لا تنكسر”. موضحاً أن المقاومة الفلسطينية تشمل أنواع الفن والثقافة، وهي مناسبة لجمع الجالية الفلسطينية تعزيز العلاقة فيما بينهم وفيما بين إخوانهم الإماراتيين، ومتمنياً دوام الأفراح في فلسطين والإمارات والعالم العربي كافة. العروس تتخلى عن الفستان الأبيض وتنتصر للثوب الفلسطيني تخلت العروس الفلسطينية آية حنون عن رغبتها كفتاة عصرية بارتداء البدلة البيضاء يوم الزفاف، لتنتصر إلى جذورها وعروقها الفلسطينية عن طريق ارتداء الثوب التقليدي الذي ارتدته والدتها وجداتها فيما مضى، وإقامة مراسيم العرس حسب العادات والتقاليد الفلسطينية القديمة. وفي خيمة العرس العربية، جلست العروس آية مبتسمة لكاميرات وعدسات المصورين الذين جاؤوا لتصوير العرس، وهي تخضب يديها بالحناء، فيما ترتدي ثوب منطقة الخليل باللون البيج المطرز بلونين الأحمر والأزرق، معبرة عن سعادتها بإحياء عادات وتقاليد أجدادها، وعدم أسفها على التخلي عن ارتداء البدلة البيضاء والتي تحلم بها كل فتاة، قالت آية (23 سنة) لـ”الاتحاد”:”إنني فخورة بمشاركتي في هذا العرس الفلسطيني، والذي أقدم فيه العادات والتقاليد الفلسطينية الأصيلة إلى جيل الشباب، كما أنني فخورة بارتداء الثوب الفلسطيني فهو جميل، ومن أجله تخليت عن الفستان الأبيض لصالح وطني”. وأضافت:”إنه يوم سعادتي، ففي هذا اليوم أزف إلى عريسي عبد الرحمن الذي أتمنى أن أعيش بقربه طوال العمر، كما أنني أسعد والدي الذي كان يتمنى أن يتم زفافي على الطريقة التقليدية، كما أن العالم كله يحتفل معي في يوم زفافي، ولذلك فإن سعادتي كبيرة، ولا يكملها سوى تحقيق أحلامي وأحلام شعبنا الفلسطيني بتحرير الأسرى في السجون الإسرائيلية، وأن تتحرر فلسطين”. أما عريسها عبد الرحمن العرقاوي (33 سنة) فقال إنه لم يشعر بالخجل أبدا من الحلاقة أمام كل هذا الجمع من الناس، ما دام أن ذلك يخدم القضية الفلسطينية بشكل ما، وأضاف:”ما دام ذلك يساهم في حفظ التراث الفلسطيني وإحيائه، فإنني سعيد بالقيام به، وأنا سعيد بارتدائي الزي الفلسطيني التقليدي، كما أنني سعيد بزي عروسي فهو يبدو جميلا جدا عليها”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©