الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لمن نصفق؟

18 يونيو 2009 23:54
كثيراً ما أصفق هذه الأيام لابن اختي كي أشجعه على المشي والمضي في محاولاته لكي يبدأ أولى خطواته على أرض الشقاء، وأنا بهذا التصفيق أعطيه الدافع ليواصل تكرار الوقوف والسقوط، وذلك بكل تلقائية مني وبدون أي ضغوط، أي أن تصفيقي عفوي الخاطر. فلمن تصفق أنت؟ هل سألت نفسك يوماً لمن تصفق؟ وهل التصفيق عندك يأتي تلقائياً وذلك حين تستحسن أمراً يدفعك لرفع يديك والتقائهما معاً ليصدر ذلك الصوت الذي يشير عادة الى الإعجاب والتشجيع على شيء إيجابي. وأتساءل هنا، هل نحن محتاجون لإيلام ايدينا كلما احتجنا للتعبير عن الرضا في أمرٍ ما؟، وهل نمارس فعل التصفيق فعلاً دون إشارة مسبقة، ودون ضغوط؟، هل نفعل ذلك بموضوعية وعن وعي تام باستحقاق من نصفق له أم أن الأمر تحول الى عادة نمارسها بدون تفكير؟! كثيراً ما نرى التصفيق المنتظم او المعد سلفاً في البرامج الحوارية أو المتلفزة والتي يحضرها الجماهير، وذلك برفع إشارة، ما ان يراها الجمهور حتى يبدأ بالتصفيق، او حتى العمل على تكليف أشخاصٍ مأجورين لتحفيز الجمهور على القيام بالتصفيق، ولكن ووسط كم التصفيق الذي يحيط بنا، هل نصفق بكل حرية، وبكل قناعة، ودون الشعور بازدواجية الفعل، بين ما نريد القيام به وما لا نريد القيام به. هل التصفيق في وطننا العربي مرض مزمن، فنحن نصفق لمن يستحق وكثيراً لمن لا يستحق، فكم طالعنا اشخاصاً يقولون كلاماً لا منطقياً، ليكون الرد هو التصفيق الحار الفارغ من المعنى، فإذا ما صفق أشخاص من حولك على كلامٍ ما، ستجد أن يديك وحدها بدأت تصفق تلقائياً. هل نحن نصفق لكل من يعتلي منصةً أمامنا، ولكل خطيب فينا، وكأنها عدوى انتقلت اليك دون ان تشعر ودون ان يكون لك حرية الاختيار. هل تصفق الآن على ما أقول؟ عليك أن تسأل نفسك الآن هل عليّ أن أصفق أم لا؟ أليس كلامي منطقياً، إن كان كذلك عزيزي القارئ فلك مطلق الحرية في التصفيق أو عدمه. سميحة حسين محمد أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©