الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الوصية» تستنهض حق العودة للفلسطينيين

18 يونيو 2009 02:23
أثارت المسرحية الراقصة «الوصية» حماس الفلسطينيين لأغاني ذاكرتهم وأحزان الشتات، في عرض حضره حوالي 700 شخص في دار الأوبرا السورية ضمن احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009. وسادت معظم مشاهد هذه المسرحية الراقصة أجواء احتفالية خيمت على حضور غالبيته من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا. وتدور المسرحية التي كتب نصها محمد صوان، وشارك في التمثيل فيها شوكت ماضي وهبة الشوفي ووسام محمود، بشكل حوار طـويـل بين كهل فلسطـينـي وابنـتــه بعد قراره العودة إلى فلسـطـين إثر تسلمه رسالة مطمئنة من ابنه الذي يقيم في الأراضي المحتلة. ويرفض أبو شحادة العودة قبل تنفيذ وصية ابنه الآخر الذي طلب أن يعاد دفنه في حيفا، فينبش القبر ويضع عظامه في تابوت يجره خلفه في مسيرة العودة. وقال معد «الوصية» ومخرجها الممثل الفلسطيني زيناتي قدسية إن المبدعين الفلسطينيين «بحاجة إلى الانتقال بأعمالهم من حالة التراجيديا إلى تقديم أعمال احتفائية بهذه الإرادة التي لم تنكسر على مدار قرن». وأضاف أن «مشروع مقاومتنا منجز على الأرض ومهمتنا الآن تقديم لمسة الفرح والأمل الذي فيه». ويستحضر أبو شحادة في ذاكرته محطات الصراع العربي الإسرائيلي منذ ما قبل النكبة، وفي كل مرة ينتقل فيها إلى محطة جديدة يكرر أن «الإسرائيلي يقلع الأشجار لأنها تذكره بنا، لكنه لا يعرف أننا مثل أشجارنا، مهما اقتلعنا سنشرش من جديد». والأشجار كانت ذات دلالة خاصة في العرض، فحضرت في ديكور بسيط بشجريتين، يذكر أبو شحادة أن إحداهما هي أول شجرة اقتلعت من أرض فلسطين وتظهر بأغصان يابسة تنتشر عليها الكوفيات بدل أوراقها، والثانية هي آخر شجرة اقتلعت ولا تزال خضراء. ويفاجأ أبو شحادة عند وصوله إلى حدود فلسطين بأن تطمينات ابنه في العودة لم تكن تعني تحرير الأرض، بل إن «تسوية» حصلت فيسخر من التسوية ويصر على إدخال تابوت ابنه معه، رغم رفض الإسرائيليين، فيصل إلى حد التعارك معهم ثم تناله نيران بنادقهم. وقبل أن يسقط يوصي ولديه أن يدفنوه في حيفا مع عظام ابنه. وانتشرت مجموعة من النساء الفلسطينيات مرتديات أزياء تراثية قبل المسرحية وبعدها، يوزعن «الكوفيات» التي تحمل علم فلسطين والورود على الحضور. ورعت منظمة التحرير الفلسطينية تقديم «المسرحية» بدعم من اللجنة الفلسطينية العليا للاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009 في رام الله حسبما ورد في كتيب للعرض. ووزع كتيب آخر من دار الأوبرا السورية لم يتضمن هذه الإشارة الواضحة. ورغم تقديم المسرحية لغضب أبو شحادة وشتائمه للتسوية مع الإسرائيليين، لم تنس تبرير التسوية والمفاوضات على لسان الابن في الداخل الفلسطيني الذي يرد على أبيه بأن «الصراع لم ينته وهذه جولة من جولات الزمان». ويوضح مخرج المسرحية أنهم أرادوا من هذه «الوصية» مخاطبة «شعبنا الفلسطيني كي نستثير ذاكرته ونستنهض أحساسه الوطني أكثر». ويضيف أن «شعبنا لم يستكن، أناسنا يقاتلون العدو يوميا»، ثم يستدرك بالقول «ناس تحاور وناس تقاتل». وبعد حضوره المسرحية، أبدى الشاب راشد بدوي وهو لاجئ فلسطيني في أوائل العشرينات يعمل في دبي، سعادته بمشاهدتها. وقال «جميل جدا أن نرى ما يذكرنا بالقضية الفلسطينية عبر مسرحية راقصة». وأضاف بلكنة تخللتها بعض الكلمات الإنجليزية «هذا مختلف عن الحوار الذي اعتدنا عليه في أعمال أخرى». ورأى هذا الشاب أن العرض هو «وصية لكل لاجئ فلسطيني تقول له إن له حق العودة ويجب ألا ينساه»، مشيرا إلى أن أي عرض من هذا النوع «يشدنا ويحيي ذاكرتنا»
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©