الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحرير المكلا نصر استراتيجي قضى على «فزاعــة المخلـوع»

تحرير المكلا نصر استراتيجي قضى على «فزاعــة المخلـوع»
17 مايو 2016 19:20
سعيد ياسين، حسام محمد وليلى عبدالحميد(القاهرة) أكد عدد من خبراء الشؤون العسكرية والشؤون السياسية والاستراتيجية، أن تحرير المكلا من أيدي تنظيم «القاعدة» الإرهابي الذي كان يعد «فزاعة» يستخدمها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، يعد انتصاراً استراتيجياً يؤكد أن قوات التحالف تعمل وفق أحدث أساليب العمل العسكري الاحترافي. ووصف الخبراء العملية بأنها نصر على مستوى المنطقة والعالم، في وقت بسطت السلطة الشرعية سيطرتها على المنطقة، وأفقدت التنظيم الإرهابي مصادر تمويله ومعاقل كان يتمركز فيها فترة طويلة، وأعادت إلى سكان المدينة حريتهم. وأضاف هؤلاء في وقت يحتفل الجيش اليمني جنباً إلى جنب مع قوات التحالف لاستعادة الشرعية، ودحر التنظيم المتطرف،أن الكثيرين يتطلعون إلى هذه التجربة الخليجية التي مثلت منعطفاً في تاريخ مواجهة التنظيمات الإرهابية. ودع أهل المكلا حقبة سوداء مرت بهم، ويأملون أن يعم ذلك مناطق أخرى في اليمن لا تزال ترزح تحت سطوة الإرهاب، إذ لم يعد يخفى على أحد استخدام جماعة الحوثي وصالح ورقة القاعدة لنشر الفوضى في البلاد وإطالة أمد الأزمة، مؤكدين أن المكلا لن تكون المحطة الأخيرة للقوات اليمنية والتحالف العربي العازمة على اجتثاث الإرهاب من أرض اليمن بشقيه، إرهاب «داعش» و«القاعدة»، وإرهاب المتمردين الحوثيين وأعوانهم. جدار الصمت وأكد اللواء نصر سالم مدير جهاز الاستطلاع العسكري المصري الأسبق، أن قوات التحالف نجحت في توجيه ضربات ساحقة في الفترة الأخيرة توجت بتحرير المكلا الاستراتيجية، وهو أمر يؤكد أنها تعمل وفق منظومة عسكرية تم تدريبها وتأهيلها جيدا للعمل تحت جدار من الصمت، بحيث نجحت في الفترة السابقة في تدريب الرجال وتأهيل العتاد العسكري، وبدء مرحلة الانتشار والسيطرة من دون ضجيج إعلامي، وهي ميزة الجيوش النظامية المحترفة لتبدأ معركتها وتنتصر فيها ولا تعلن النصر إلا بعد تحقيقه كاملاً. ويضيف سالم: إن قوات التحالف رغم العمليات الانتقامية التي قامت بها قوات القاعدة من ناحية، وقوات الحوثيين مدعومة من صالح وأطراف خارجية من ناحية أخرى طوال الفترة الماضية لم ينجحوا في إضعاف الروح المعنوية لقوات التحالف التي أدركت أنها تقاتل قوى شر ليست لديها مبادئ تقاتل من أجلها، وتعمل وفق عقلية الجماعات الإرهابية نفسها.. وقد نجحت قوات التحالف العربي في استغلال عملية التبديل المستمر في الوحدات التي تقوم بفترات خدمتها لمدة ثلاثة أسابيع، بما ساعد في إنشاء قاعدة واسعة من الخبرة القتالية في القوات الجوية المشاركة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر والمغرب والأردن والسودان، وفي الوقت نفسه، استغلت المعلومات الاستخبارية المهمة، ما أدى لتحقيق هذا النصر الباهر. وأضاف سالم: من أهم الإجراءات الاستراتيجية التي تفوقت فيها قوات التحالف بقوة هي قدرتها على استطلاع أرض المعركة بشكل فاق توقعات تنظيم القاعدة، وكذلك قوات الحوثيين، ومن يدعمها، وعلى رأسهم إيران، وقد نجحت خطة الاستطلاع في جمع معلومات مخابراتية على قدر كبير من الأهمية جعلت القوات تقاتل وتقتحم المواقع الحوثية، وكأنها شاهدتها على الطبيعة من قبل، وهو ما يستوجب منا كخبراء عسكريين توجيه تحية تقدير لكل من شارك في تلك العملية الكبيرة التي جاءت لتكسر ظهر الحوثيين، وتشكل علامة فارقة في مسيرة دعم النظام الشرعي في اليمن وقت عصيب من جانبه، يقول الدكتور محمد عبدالسلام خبير الشؤون السياسية في مركز الأهرام للدراسات: بلا شك فإن تحرير المكلا جاء في وقت عصيب للغاية كان الجميع يتخيلون في ظل الصلف الذي يميز تنظيم القاعدة أنه قد حقق انتصارات على الأرض ليأتي تحرير المكلا ويؤكد أن قوات التحالف كانت تدرك جيدا أبعاد الموقف السياسي والعسكري. وجاء تحرير المكلا بعد أيام قليلة من تعنت الحوثيين في المفاوضات السياسية ليضرب بيد من حديد على المطامع التي سيطرت على رأس كافة الميليشيات العاملة في اليمن وعلى رأسها التنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة وكذلك الميليشيات التابعة للرئيس المخلوع، ومعه جماعة الحوثيين، وجاء أيضا ليؤكد أن كل الخارجين على الشرعية ليس أمامهم سوى الاعتراف بالهزيمة، والجلوس إلى المائدة السياسية مرة أخرى راضين بما يطرح عليهم من حلول، خاصة وأن دول التحالف العربي لا يريد سوى الخير للشعب اليمني واسترجاع الاستقرار السياسي المطلوب لليمن حتى تبدأ عملية التنمية في أخذ مسارها الصحيح، بعيدا عن المطامع السياسية لجماعات الانقلاب على الشرعية. وأشار عبدالسلام إلى أن من المهم أن تستمر قوات التحالف في توجيه ضرباتها القوية وفي نفس الوقت، فرض الحصار السياسي والبحري على الميليشيات كافة في اليمن لمنع إيران، وغيرها من قوى الشر من تزويدها بأي من العتاد العسكري الذي يستخدمونه في فرض سيطرتهم على الشعب اليمني الذي لا حول له ولا قوة ومن الواضح أن إيران كما حولت الشعب السوري إلى شعب من اللاجئين ترغب في تحويل اليمن أيضا إلى شعب من اللاجئين، وهو أمر لابد أن نقف أمامه وبقوة، ولابد أن تستمر العملية العسكرية حتى يرضخ صالح والحوثيون لرغبة الحكومة الشرعية في اليمن. من جانبه، قال حسن أبوطالب الخبير في مركز القاهرة للدراسات السياسية والاستراتيجية والمفكر السياسي المعروف، أن الوضع في اليمن بدأ يدخل مرحلة الحسم بالفعل بعد فترة صمت عسكري طويل تخيل معه الناس أن الأمر استتب للميلشيات ،ولكن المعادلة العسكرية تؤكد أن الميلشيات إلى تقهقر، وهو ما سينعكس إيجابا على الموقف السياسي برمته، ومن المؤكد أن تلك النجاحات الكبيرة التي تحققت في الأيام الماضية وعلى رأسها تحرير المكلا تؤكد أن قوات التحالف في سبيلها فعلاً إلى دحر الوجود غير الشرعي تماما، وأن المعركة سيتم حسمها بأسرع مما توقع المراقبون، خاصة وأن قوات التحالف نجحت في العمل تحت ضغط المجتمع الدولي الذي علت فيه الأصوات أن القوات العربية لا تحقق النجاح المنتظر في اليمن وهو ما جعل الحوثيين يتعنتون بشدة في الملف السياسي لتأتي تلك الانتصارات على الأرض لتوضح للجميع المؤيد والمعارض أنّ الأمور تجري بسرعة أكبر مما يتوقعها الكثيرون، وتؤكد حجم القدرة العسكرية التي يتمتع بها التحالف العربي، وأنه لن يمر وقت طويل إلا ويتم تحرير كل المراكز الصعبة التي تتحصن فيها ميلشيات الإرهاب، وقد يفتح تحرير المكلا الباب واسعا أمام رضوخ الحوثيين للمطالب السياسية لمصلحة الشعب اليمني. وأشار أبوطالب إلى أن سيطرة قوات التحالف على المكلا وميناء الريان الجوي يفتح الطريق نحو تطوير العملية العسكرية للأمام، ويجب هنا أن يتوافر دعم سياسي عربي متكامل للقوات التي تقاتل على الأرض، ومن الأفضل أن يتم توفير دعم عسكري أيضا لتوسيع نطاق العمليات بشكل يساهم في تسريع الوتيرة، ويخلص الأمة العربية كلها من الخطر القابع في الجنوب. وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني علي الخلاقي، إن ما تحقق خلال هذا الوقت القصير قد أثار دهشة العالم أجمع، خاصة وان تلك الضربات الموجعة لخلايا ومراكز القاعدة في حضرموت قد تمت بعملية نوعية وبصورة منسقة ومعد لها إعداداً جيداً، وأنها أذهلت ليس فقط المحللين والمتابعين، بل المواطنين أنفسهم الذين فوجئوا بتلك العملية الناجحة، وتخلصوا من كابوس جثم على صدر المكلا ومحافظة حضرموت المعروفة بوسطيتها على مدى عام كامل، وهذه العملية جاءت ضمن سلسلة الحملات الأمنية التي بدأت بنجاح في عدن ومازالت مستمرة لملاحقة تلك الخلايا الإرهابية التي زرعها المخلوع صالح، خاصة في الجسد الجنوبي، واقصد في المحافظات الجنوبية، لأن نشاط تلك الخلايا لا أثر له في تلك المحافظات التي يسيطر عليها المخلوع وميليشيات الحوثيين، وهذه هي إحدى أدواتهم التي استخدموها لإلحاق الضرر بالمحافظات المحررة، وحتى يثبتوا أن لا أمن ولا أمان إلا بوجودهم، وهذه الضربة في تقديري ليست موجهة ضد مراكز القاعدة، ولكنها بالدرجة الأولى موجهة لعصابات الحوثيين وقوات المخلوع الذين فقدوا مبرراً لما يسوقوه أمام الدول الخارجية من أنهم يقاومون الإرهاب، بل إنهم جزء من هذا الإرهاب، وهم من زرعه في هذه الجسد، ثم أنهم فقدوا، ليس فقط القاعدة التي فقدت مصادر تمويل من ميناء المكلا ومن الموارد النفطية في هذه المحافظة الغنية، بل إن المخلوع وميليشيات الحوثيين فقدوا أيضاً تلك الموارد التي كانت تهرب إليهم من تلك المنافذ، بما في ذلك الأسلحة التي كانت تهرب بطرق غير شرعية وسرية عبر تلك الشبكات الإرهابية التي اتضح ضلوع قوات الحرس الجمهوري في هذه العمليات الإرهابية، وأن هذه الخلايا معظمها هي أذرع للحرس الجمهوري العائلي الذي يحركه صالح ورفاقه، ويموله على مدى عام كامل. وتوقف أمام ما قاله قائد العملية فرج سالمين من أن القاعدة فزاعة لا أكثر في يد صالح، وقال: ما قاله سالمين، وهو أحد القيادات الجنوبية التي أبعدت ما بعد حرب 1994، يؤكد فعلاً هشاشة تلك التكوينات الإرهابية على عكس ما نراه من التنظيمات الإرهابية التي تواجه حتى الموت، وهذه يدل على أن تلك الجماعات هي عناصر مدسوسة من الحرس الجمهوري والأمن القومي الذي أعده صالح ويموله ويحركه وهذا ما رأيناه في 2011، وما كشفت عنه الكثير من الوثائق، وهذه الضربة السريعة بينت أن هذه كانت ورقة توت كان يتستر بها صالح والحوثيون أمام العالم، وكان يستخدمها لابتزاز الإقليم والعالم بحجة أنه يكافح الإرهاب، وهذه التنظيمات هي صنيعة له ويحركها ويلعب بها كما يلعب بأدوات الشطرنج، هنا انتهت الآن اللعبة وهذه العمليات السريعة لاشك أنها ستتواصل بدعم من قوات التحالف العربي التي قدمت دعماً لوجستياً، وأعدت القوات الجديدة التي يعهد إليها حماية الأمن والنظام وملاحقة تلك الخلايا لأن الجيش القديم ضالع في مواجهة الشرعية وفي الإرهاب، ولابد الآن من أن يلتف العالم والأصدقاء والأشقاء لدعم المؤسسات الجديدة من الأجهزة الأمنية والعسكرية، حتى تتمكن من أن تكون مكملة لما بدأته قوات التحالف العربي، وتكون أداة تنسيق وتعاون معها في حفظ النظام وفي مواجهة الأخطار التي تهدد أمن المنطقة بشكل عام واليمن شمالاً وجنوباً في المقدمة. أما الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية ماهر فرغلي، فقال: ما حدث في المكلا هو نصر غير اعتيادي وغير مسبوق يمكن أن تقول فيه ما تشاء، هناك مناطق متنوعة في العالم العربي تناشد وتتمنى أن ما حدث في المكلا يحدث فيها، وأن تتدخل قوات التحالف العربي للقضاء على هذه الجيوب الإرهابية المنتشرة في بعض البلدان، بلا شك هذا نصر استراتيجي، حيث تمركزت القاعدة في محافظة من أهم المحافظات ومنطقة مهمة وميناء ضخم كانت تأخذ منه 100 مليون دولار يومياً حصيلة التجارة والتنقلات، وما تأخذه من المواطنين تمول التنظيم بالكامل مما تأخذه من هذه المدينة، حصلت على أسلحة ضخمة جداً من مقر الفرقة 17 للجيش اليمني حينما دخلت المدينة، وحينما تخرج القاعدة من هذا التمركز فأنت أضعفته ووجهت ضربة قوية لقوات صالح والحوثي، لأنهما كانا يروجان طوال الفترة الماضية أن المناطق والمدن التي حررها التحالف العربي هي مناطق حاضنة للإرهاب والقاعدة وداعش، فحينما توجه انت ضربة قوية لهذا المركز الإرهابي الضخم جداً فأنت في هذا التوقيت وجهت ضربة قوية لصالح والحوثي، لتقول لهما رسالة واضحة، وهي أن التحالف العربي هو ضد الإرهاب وجماعاته، والمملكة العربية السعودية التي قضت على الإرهاب داخلها واستطاعت أن تقضي على هذا التنظيم خارجها والإمارات العربية المتحدة التي تقف بجيشها وجنودها حامية لعدن في داخلها وخارجها، وقضت على الحاضنة الإخوانية داخل الإمارات كان لا ينفع بأي حال من الأحوال أن يغضا الطرف عن المكلا، ونجحتا في إخراج مركز تنظيم القاعدة من اليمن. وعن كيفية حماية ما حرر من أي عمليات انتقامية، وتأمين هذه المناطق، قال: التنظيم اتجه كما ورد في بعض التقارير إلى آب والبيضاء وشبوة، وهذه المناطق هي مناطق حاضنة أيضاً للتنظيم، ومن المعلوم أن تنظيم القاعدة يتجه دائماً حينما يفقد ما يسمى بالجبهات المفتوحة، إلى ما يسمى بالخلايا والسرايا السرية التي تقوم بعمليات إرهابية بسيارات مفخخة وبعض العمليات المسلحة التي تشبه حرب العصابات. ومعلوم أن التنظيم كان يخطط منذ أيام أسامة بن لادن لأن يجعل اليمن المركز الرئيس والبديل لتنظيم القاعدة من أفغانستان والمحطة التي انتقل إليها ليجعلها مركزاً عالمياً، وخاطب فعلاً بعض القبائل والمخلوع صالح ساعدهم في ذلك، وفي وثائق «ويكليكس» ورد كيف عقد اتفاقات مع التنظيم سراً، وكيف كان يدفعهم للسيطرة على بعض المناطق في اليمن ليحصل على بعض التبرعات بحجة أنه سيقاوم الإرهاب.. هذه خطة قديمة جديدة هم قاموا فعلاً بمثل هذه الأمور في هذه الأيام، حيث استخدموا تنظيم القاعدة بحجة أن المناطق المحررة تحتضن القاعدة وداعش، وأنها حاضنة للإرهاب».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©