الحرب تعرقل برامج الصحة العقلية في الجيش الأميركي

أعلن الجيش الأميركي أمس أنه سيسحب قريباً 3500 جندي من العراق في سياق إعادة تعزيزات قوامها 30 ألف عسكري، نشرها هناك منذ مطلع العام الماضي، إلى الولايات المتحدة، أجمع محللون عسكريون وخبراء مستقلون ومنتقدون على أن الحرب تعرقل برامج الصحة العقلية لأفراد القوات الأميركية· وقال الجيش الأميركي في بيان رسمي ''إن جنود اللواء الثالث بالفرقة الثالثة مشاة سيعودون إلى قاعدتهم في ولاية جورجيا، خلال الاسابيع المقبلة بعد أن ساهموا في خفض أعمال العنف في مناطق جنوب بغداد''· وقد أرسلت الولايات 5 ألوية اضافية إلى العراق العام الماضي للمساعدة على كبح العنف المتصاعد وقررت سحبها تدريجياً بحلول شهر يوليو المقبل وتم حتى الآن سحب لواءين· في غضون ذلك صرح رئيس المعهد الأميركي للصحة النفسية بأن حالات الانتحار و''الموت لأسباب نفسية'' بين الجنود الأميركيين العائدين من حربي العراق وافغانستان يمكن أن تزيد الخسائر البشرية إذا لم تتم معالجة مشاكلهم النفسية· وقال خلال مؤتمر صحافي على هامش المؤتمر السنوي لجمعية الأطباء والمحللين النفسيين الأميركيين في واشنطن مساء أمس الأول 300 ألف جندي، يشكلون ما بين 18% و20% من 1,6 مليون عسكري أميركي حاربوا في البلدين، يعانون من حالات الإضراب الناجم عن الصدمة والانهيار العصبي أو الأمرين معاً· وقدر أن 70% من هؤلاء لا يطلبون مساعدة وزارة الدفاع الأميركية أو إدارة المحاربين القدامى التابعة لها خوفاً من الوصمة· وحذر من أن عدم معالجة الاضطرابات التالية للصدمات والانهيار العصبي يمكن أن يؤدي إلى ''حالات انتحار أو الموت لأسباب نفسية مما يفاقم الخسائرالبشرية''، أو إلى إدمان الكحول وأشكال أخرى من السلوك المنحرف المهدد لحياة الأفراد· ويجمع الجيش الأميركي ومنتقدوه على حقيقة عدم توافر أي معالجين بأعداد كافية للتعامل مع جميع الجنود العائدين من العراق وافغانستان بذكريات أليمة عن الحروب· وذكر تقرير لجماعة ''قدامى المحاربين الأميركيين في العراق وأفغانستان'' أن نظام مركز رعاية الصحة العقلية في قاعدة ''درام'' شمالي الولايات المتحدة، لا يفي بالمتطلبات الضرورية ولم يكن مجهزاً لعودة 3500 جندي من العراق أواخر العام الماضي· وقالت المتحدثة باسم الجماعة ادريان ويليس ''لاتزال أمامنا قوائم انتظار طويلة تصل إلى شهرين''· وعزا رئيس قسم العلاج السلوكي في المركز تود بنهام قوائم الانتظار الطويلة إلى عدم توافر عدد كافٍ من المعالجين وقال إن خططاً للتوسع تحتاج إلى مزيد من الوقت لتعيين اختصاصيين لاسيما في منطقة ريفية مثل درام· وأضاف أن مشكلة استقدام اختصاصيين ملحة وصعبة على المدى الطويل ومن الخطأ التظاهر بأنها قد تلاشت·