السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«البارسا» ملوك الـربع قرن.. وأبطال «النهـــايات السعيدة»

«البارسا» ملوك الـربع قرن.. وأبطال «النهـــايات السعيدة»
17 مايو 2016 10:07
القاهرة (الاتحاد) تُوَّجِ برشلونة الإسباني بلقب الليجا للموسم الحالي 2015/ 2016 للمرة الرابعة والعشرين في تاريخه، والثانية على التوالي، بعد موسم متقلب ومثير للغاية، احتل فيه «البلوجرانا» المركز الأول في البطولة الإسبانية طوال 17 جولة متتالية، وتحديداً منذ الجولة 21 حتى النهاية، ورغم سيطرة البارسا المطلقة على الأمور فوق القمة في بداية هذه الفترة، إلا أن هزة مفاجئة أصابت استقرار الفريق عقب خروجه من دوري الأبطال الأوروبي، ثم تعرضه لثلاث خسائر متتالية، فيما عرف بـ «هزة أبريل» والتي قلصت الفارق مع منافسيه، ريال وأتلتيكو مدريد، وكادت أن تطيح آماله في الاحتفاظ باللقب. لم يظهر الفريق الكتالوني بالشكل المثالي مع انطلاق الليجا، وعبر 10 جولات في البداية، لم يحصد برشلونة المركز الأول إلا مرة واحدة في نهاية الجولة الثالثة، ثم ظل الفريق متأرجحا بين الخمسة مراكز الأولى، حتى وصل إلى القمة مجدداً في الجولة 11 وقبض على زمام الأمور بعض الشيء.. وكان الفريق قد تعرض لهزيمتين في أول 7 مباريات بالبطولة الإسبانية، إلا أنه نجح مع الجولة 8 في أن يحقق الفوز في 6 مباريات متتالية، حسنت وضعه كثيرا. وبعد فترة مضغوطة ما بين نهاية ديسمبر الماضي وحتى بداية يناير من العام الحالي «معاناة الكريسماس»، لخوض الفريق مباريات عديدة في مختلف البطولات، المحلية والقارية والعالمية، وما عاناه الفريق من فقدان 6 نقاط بسبب 3 تعادلات في هذه الآونة، بدأ منحنى أداء البارسا في تصاعد هائل، مكنه من تحقيق 12 فوزاً متتالياً ما بين منتصف يناير حتى منتصف مارس تقريباً، ساهمت في إحكام قبضته الكاملة على مقاليد القمة الإسبانية واتسع الفارق النقطي إلى 8 نقاط مع اتلتيكو، وبلغ الفارق بينه وبين غريمه، ريال مدريد إلى 12 نقطة آنذاك. إلا أن الهزيمة الأوروبية أمام أتلتيكو مدريد وقبلها التعادل مع فياريال في الدوري، ثم التعرض لثلاث هزائم متعاقبة كانت بدايتها أمام الريال في الكلاسيكو، دفعت بالفريق إلى نفق مظلم كاد أن يحطم مسيرته الناجحة طوال الموسم، ومع اقتراب البطولة من أمتارها الأخيرة، كان على الفريق الكتالوني أن يستعيد حماسه ورغبته في القتال والحفاظ على كبريائه الكروي، وهو ما حدث بالفعل، ونجح في تحقيق الانتصار في 5 جولات متتالية، ليختم الليجا بشكل رائع، مسجلا خلال تلك المباريات 24 هدفا دون أن تهتز شباكه على الإطلاق ودون أن يفقد أي نقطة أخرى، ليستحق الفريق لقب برشلونة 24 »بعد أن ساهمت تلك الأهداف في إضافة اللقب 24، ليرسم ملحمة مثيرة للغاية. المؤكد أن تاريخ الليجا يشير إلى أفضلية رقمية واضحة للفريق الملكي ريال مدريد، بعد نجاحه في الحصول على اللقب الإسباني 32 مرة، كان آخرها في موسم 2011/2012، إلا أن ربع القرن الماضي شهد تفوقاً كاسحاً لبرشلونة جعله يقفز بخطوات واسعة مكنته من الاقتراب من الريال.. فالفريق الكتالوني منذ موسم 1990/1991 وحتى الموسم الحالي، نجح في الفوز ب 14 لقباً مقابل 7 ألقاب للنادي الملكي، أي أن البارسا حقق خلال تلك الحقبة الأخيرة ضعف عدد الألقاب التي فاز بها غريمه، والحقيقة أن البلوجرانا يدين بفضل كبير للغاية في هذا الأمر إلى نجمه الأسطوري الراحل يوهان كرويف الهولندي الطائر، الذي نجح في قيادة برشلونة إلى الفوز بأربعة ألقب متتالية منذ موسم 90/91 وحتى موسم 93/94، بعد فترة خضعت فيها الليجا لسيطرة ريال مدريد الكاملة عبر 5 مواسم، ثم كانت الفترة الذهبية الأخرى مع المدير الفني المميز، بيب جوارديولا، والذي قاد البارسا إلى الفوز بثلاث ألقاب متتالية في الليجا (2008/2009,2009/2010، و2010/2011)، وها هو يعود مع لويس انريكي لتحقيق لقبين متتاليين، ناهيك عن كم هائل من البطولات المختلفة، كأس الملك الإسباني والسوبر المحلي، دوري أبطال أوروبا والسوبر وكأس العالم للأندية، في هذه الفترة التي امتدت عبر 25 عاما، ويبدو الفريق الكتالوني قادراً على الاستمرار في هذا التوهج في ظل امتلاكه نجوماً من العيار الثقيل، خاصة المثلث اللاتيني الرهيب المعروف باسم MSN (ميسي، سواريز ونيما)، ويقدم معهم الفريق الكرة الشاملة و«التيكي تاكا» الممتعة التي بدأها كرويف، وطورها بيب ،وحافظ عليها انريكي. وفاز برشلونة بلقب الموسم الحالي بإجمالي 91 نقطة، بنسبة نجاح بلغت 79.8%، بفارق 3 نقاط عن رصيده الذي توج به في الموسم الماضي وقت أن حقق نسبة نجاح 82.5%.. إلا أن البارسا سيطر بشكل كبير على أهم وأبرز الأرقام المهمة في مسيرة الليجا هذا الموسم، فهو الفريق الأكثر فوزاً بـ 29 انتصاراً، وهو صاحب أقوى خطوط الهجوم على الإطلاق في البطولة، حيث سجل لاعبوه 112 هدفا، كما امتلك أكبر فارق تهديفي، مقارنة بكل الفرق المنافسة، وهو + 83.. وكان البلوجرانا هو الأكثر فوزا في المباريات خارج ملعبه بـ 13 انتصاراً، والأغزر تهديفا بعيدا عن الديار، مسجلاً 45 هدفاً.. كما حافظ برشلونة على نظافة شباكه في 18 مباراة (47%) وهز شباكه منافسيه في 36 مباراة من أصل 38 (94.7%). وامتاز البارسا بالهجوم من العمق، بفضل ثلاثي الرعب الكتالوني وخلفهم القدير انييستا، كانت الجبهة الهجومية الأقوى على الإطلاق هذا الموسم، وساهمت في إحراز 55 هدفاً، أي بنسبة تقترب من نصف عدد أهداف الفريق في الليجا، كما امتلك خط هجومه قدرة هائلة على اختراق الدفاعات المنافسة والتوغل إلى داخل منطقة الجزاء مسجلًا 104 هدفا، بنسبة 92.8%، مقابل 8 أهداف فقط من تسديدات بعيدة المدى. وبطريقة لعب برشلونة المعروفة، بالسيطرة الكاملة والاستحواذ على الكرة والتمرير القصير المتنوع واللعب السريع الأرضي والتمرير الحاسم في عمق دفاعات الخصوم، كانت الغلبة في إحراز الأهداف للأقدام، وسجل الفريق 58 هدفا بالأقدام اليمنى مقابل 44 باليسرى، وأحرز اللاعبون 9 أهداف فقط بالرأس عن طريق ألعاب الهواء. يسجل هدفاً كل 78 دقيقة «الإمبراطور لويس»..«توب 40» القاهرة (الاتحاد) لم يقتصر الصراع بين برشلونة وريال مدريد على لقب الليجا فحسب، بل امتد إلى تنافس شرس جداً على لقب الهداف، بين نجم البارسا المتوهج لويس سواريز، وبين نجم نجوم الريال كريستيانو رونالدو، حتى حسمها الإمبراطور الجديد بإجمالي 40 هدفا في الدوري، متفوقا على البرتغالي بخمسة أهداف، ورسمياً، فاز سواريز بجائزة البيتشيتشي، كما بات من المؤكد فوزه بجائزة الحذاء الذهبي أيضا كأفضل هدافي أوروبا، بعدما تفوق على الجميع في مختلف بطولات الدوري هذا الموسم. سواريز ساهم في إحراز 50% من أهداف برشلونة في الليجا هذا الموسم ،أي 56 هدفا، بعدما سجل بنفسه 40 هدفا، وصنع 16 بتمريرات حاسمة وضعته أيضا فوق قمة ال Top Assist بالتساوي مع زميله الأرجنتيني ليونيل ميسي.. بينما أحرز رونالدو 35 هدفا وصنع 11 ليصل إلى إجمالي 46 هدفا، وهو ما يوازي 41.8% من أهداف النادي الملكي. ويتفوق سواريز بالطبع في معدلات تهديفه هذا الموسم على رونالدو، الذي ظل منافسا له حتى الرمق الأخير من البطولة، بعدما استمرت لعبة الكراسي الموسيقية بين الغريمين طوال الموسم، وسجل سواريز 40 هدفا في 35 مباراة، بمتوسط 1.14 هدف/‏ مباراة، بينما أحرز رونالدو أهدافه في 36 لقاء بمتوسط 0.97 هدفا/‏ مباراة.. وهز نجم برشلونة مرمى منافسيه بمعدل هدف واحد في كل 78 دقيقة لعب مقابل إحراز رونالدو لهدف واحد/‏ 91 دقيقة. وكان سواريز قد سجل 14 هدفاً متتالياً في آخر خمس جولات من الليجا، وهو رقم هائل لم يتمكن أي مهاجم آخر من الاقتراب منه، كما سبق له هذا الموسم إحراز عشرة أهداف في 7 جولات دون توقف منذ الأسبوع الثامن حتى الأسبوع الرابع عشر.. أما رونالدو فكان أفضل ما حققه في هذا الموسم هو قيامه بهز الشباك في أربع جولات متعاقبة، وإحرازه خمسة أهداف في مباراة واحدة خلال الجولة الثالثة في مرمى إسبانيول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©