الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ذكرى اجتياح العراق بين التظاهر احتجاجاً والصمت بانتظار الجديد

11 ابريل 2010 01:03
مرت الذكرى السابعة على اجتياح العراق من قبل القوات الأجنبية بين متظاهر ومندد بالاحتلال وصامت، بانتظار الجديد الذي سبقته أنهار الدم العراقية، والتي لم تتوقف عن التدفق منذ سنوات سبع عجاف. فقد تظاهر الآلاف من أتباع التيار الصدري في مدينة النجف بينما تظاهر الآلاف من العراقيين في مدن أخرى احتجاجا على اجتياح العراق عام 2003، وعبر المتظاهرون بغضب وعبر وسائل تندد بالوجود الأميركي والإسرائيلي والبريطاني. والحرب أو الاحتلال أو الاجتياح أو كل التسميات التي أطلقت على دخول القوات الأميركية إلى العراق لم تكن كما صورتها بعض الجهات على أنها حرب تحرير من النظام السابق، بل إن العديد من العراقيين يعدونها خطوة نحو تدمير العراق بشكل جديد بعد أن عانى الويلات بسبب الحروب المستمرة طوال الحقبة السابقة، ليكون يوم دخول القوات الأميركية العراق إيذانا بدخول البلد في دوامة الطائفية والقتل المتعمد من قبل القوات الأجنبية أو المسلحين على حد سواء. وقد عرفت الأمم المتحدة هذه الحرب بأنها "احتلال خارج الشرعية الدولية" وفقا للقرار المرقم 1483 في 2003. ووصل العدد الإجمالي لجنود الائتلاف الذين دخلوا داخل الأراضي العراقية في التاسع من أبريل عام 2003 إلى (300،884)، توزعوا بحسب دولهم كالتالي "الولايــات المتحدة الأميركية 250.000 (83%)، بريطانيا 45,000 (15%)، كوريا الجنوبية 3,500 (1.1%)، أستراليا 2,000 (0.6%)، الدنمرك 200 (0.06%)، بولندا 184 (0.06%)، وساهمت 10 دول أخرى بأعداد صغيرة من قوى "غير قتالية". وأكدت التقارير المحلية والدولية أن هذه الحرب نجم عنها أكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية، وتضحيات كبيرة بين المدنيين العراقيين وأيضا بين الجنود الأميركيين . وكان دخول القوات الأميركية من عدة جهات، فقد اقتحمت قوات الجبهة الجنوبية وتحديدا منطقة حفر الباطن ودخلت محافظات النجف وكربلاء وبابل وخاضت القوات العراقية هناك أشرس المعارك التي وصفها أحد الضباط بغير المتكافئة لا بالعدة ولا بالعدد، وكانت القوات العراقية بلا غطاء جوي أو إمداد أو وسائل اتصالات. ودخلت القوات الأميركية أيضا عبر مدينة الفاو بالبصرة جنوب العراق وهناك نشبت أشرس المعارك التي دامت حتى بعد سقوط بغداد فقد تمكنت القوات العراقية من منع دخول الأميركية لأكثر من أسبوعين في قتال شرس. لكن قلة الإمداد أضعفت القوات المقاتلة العراقية، كما أن الأميركيين قاموا بعملية التفاف عبر ذي قار وطوقوا جنوب العراق. وأعلن عن سقوط النظام السابق بحادثة ساحة الفردوس وسط بغداد بإسقاط تمثال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والذي سحب بواسطة همر أميركي. واستذكرت عدة جهات سقوط بغداد يوم أمس فأصدر الحزب الإسلامي بيان استذكار، أكد فيه أن "العالم كله يدرك اليوم بأن احتلال العراق لم يأت بأي خير لوطننا وأبناء شعبنا. لكنه فتح الأبواب مشرعة لموجات العنف الأعمى والقتل والتهجير والانتقام على يد القوات التي رفعت شعار التحرير الزائف من جهة، ويد المليشيات الإرهابية والعصابات الإجرامية التي وجدت في هذا الواقع الشاذ فرصة لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها الخبيثة المأجورة من جهة أخرى". وأشار إلى أن "تحطيم مقومات الدولة العراقية ومؤسساتها ونهب ثرواتها أحدث دمارا هائلا ليس من السهل إعادة بنائه. وما تحقق إلى اليوم جزء بسيط جدا لا يرقى إلى مستوى الشعـارات التي طرحت في مشاريع إعادة الإعمار، لاسيما في ظل استشراء الفســاد في مفـاصل عديدة منها". ومرت ذكرى الحرب واحتلال العراق هذه السنة في مفترق طرق حساس للغاية وسط أجواء التخوف من عودة العنف وأعمال الفوضى، وسط السجالات السياسية المتصاعدة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©