الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المولى» رب العالمين الميسر لعباده سبل الرزق والخير

«المولى» رب العالمين الميسر لعباده سبل الرزق والخير
6 مارس 2014 22:45
أحمد مراد (القاهرة) - إن الله عز وجل يتولى عباده المؤمنين بالرعاية وبالتربية والمعالجة وهو المولى، والرب والملك، وهو المأمول منه النصر والمعونة، لأنه المالك لكل شيء، وهو الذي سمى نفسه عز وجل بهذا الاسم كما جاء في القرآن الكريم. وورد اسم «المولى» سبحانه في كتاب الله العظيم اثنتي عشرة مرة فقال سبحانه: «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون» «التوبة:51» وقال: «فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير» «الحج:78» وقال سبحانه وتعالى: «وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير» «الأنفال:40» وقال عز وجل: «ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم» «محمد:11»، وعند البخاري أن أبا سفيان قال يوم أحد: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا تجيبوا له؟ قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم. والسراء والضراء ويقول العلماء إن المولى سبحانه هو من يركن إليه الموحدون ويعتمد عليه المؤمنون في الشدة والرخاء والسراء والضراء ولذلك خص الولاية بالمؤمنين، والله جعل ولايته للموحدين مشروطة بالاستجابة لأمره، والعمل في طاعته وقربه، والسعي إلى مرضاته وحبه، والمولى معناه المأمول منه النصر والمعونة لأنه الملك، ولا ملجأ للمملوك إلا لمالكه وهو خالق الخلق ورازقهم وباعثهم ومالكهم. والله سبحانه وتعالى هو مولى الذين آمنوا وسيدهم وناصرهم على أعدائهم فنعم المولى ونعم النصير، الذي يتولى عباده ويوصل إليهم مصالحهم، وييسر لهم منافعهم الدينية والدنيوية ونعم النصير الذي ينصرهم ويدفع عنهم كيد الفجار وتكالب الأشرار، ومن كان الله مولاه وناصره فلا خوف عليه ومن كان الله عليه فلا عز له ولا تقوم له قائمة. دعاء المؤمنين المولى هو من تحتمي به عند الشدة والرخاء وفي السراء والضراء وهذه من ولاية الخصوص فالله سبحانه هو مولى المؤمنين فيدبرهم بحسن تدبيره فنعم المولى لمن تولاه فحصل له مطلوبه ونعم النصير لمن استنصره فدفع عنه المكروه، وقال عز وجل: «بل الله مولاكم وهو خير الناصرين» ومن دعاء المؤمنين لربهم تبارك وتعالى ما أخبر الله عنهم بقوله: «أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين» أي أنت ولينا وناصرنا وعليك توكلنا وأنت المستعان وعليك التكلان ولا حول ولا قوة لنا إلا بك وقال عز وجل: «إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين» وقال: «قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم» وحين يطلق اسم «المولى» على الله عز وجل، فإن معناه القريب من عباده. إن المؤمنين مولاهم الله تبارك وتعالى يدافع عنهم وينصرهم على أعدائهم، وأما الكافرون فليس لهم من يدافع عنهم ولا من ينصرهم لأنهم على باطل، وأهل الباطل لا يستأهلون نصراً، ولا يظهرهم الله عز وجل على أهل الحق وأمر الله المؤمنين بطاعته وموالاته والاستعانة به والتوكل عليه لأنه هو معينهم وناصرهم ومتولي أمورهم، ومن ثم فهو خير من يحقق لهم النصر المبين. الحياة الطيبة وذكر الإمام الشوكاني أن ولاية الله تعالى للمؤمنين بإدخالهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وفي بيان معنى الجزء الخاص بالكافرين أنهم يتمتعون بمتاع الدنيا وينتفعون به كأنهم أنعام ليس لهم هم إلا بطونهم وفروجهم، ساهون عن العاقبة، لاهون بما هم فيه، والنار مقام لهم يقيمون به، ومنزل ينزلونه ويستقرون فيه ولا شك أن ولاية الله تعالى لعباده المؤمنين تسعدهم بالحياة الطيبة في الدنيا، وبدار الكرامة جنات عدن في الآخرة، فهنيئاً لمن بلغ هذه الدرجة الرفيعة فكان الله مولاه ثم بعد الحشر ترد الخلائق إلى الله مولاهم الحق أي مالكهم الذي يلي أمورهم فيحكم فيهم بعدله، وهو أسرع الحاسبين لكونه لا يحتاج إلى ما يحتاجون إليه من الفكر والروية والتدبر. وفي موقف الحساب يوم القيامة تخبر كل نفس وتعلم ما سلف من عملها خيراً كان أو شراً، ورجعوا في جميع أمورهم إلى الله مولاهم الحكم العدل ففصلها، وأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، وتخلى عن المشركين ما كانوا يعبدون من دون الله افتراء عليه. ومن نعم الله الكبرى أن يكون الله عز وجل ولينا، نعم المولى، فهو عليم، حكيم، قدير، يلبي فهو موجود وسميع، وقدير ورحيم، وهذا الاسم «المولى» من أقرب الأسماء للإنسان، ولي أمرك، يتولى شؤونك، ينعم أو يقتر، يرفع ويخفض، يملأ قلبك طمأنينة، أو خوفاً، يتولى أمر الجسم والنفس، وأمر المستقبل والإيمان، والعقيدة. وأيضاً فإن هذا الاسم من أقرب الأسماء للإنسان، لأن الإنسان عنده نقاط ضعف ثلاث خلق هلوعاً، وكان عجولاً، وخلق ضعيفاً، ونقاط الضعف تستوجب أن يكون له سند قوي يلجأ إليه، يحتمي به ويستعيذ، يتوكل ويعتمد عليه، وهذا هو التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©