الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هاجر.. أم العرب وأول ساكني مكة المكرمة

6 مارس 2014 22:44
القاهرة (الاتحاد) - السيدة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم، وأم نبي الله إسماعيل- عليهما السلام- جاء ذكرها باسمها في الأحاديث النبوية، وأشير إليها من دون تسمية في القرآن الكريم، وهي امرأة مكرمة في الإسلام، وعرفت في التاريخ الإسلامي بأم العرب. ولدت السيدة هاجر في مصر، واختلف المؤرخون في وضعها الاجتماعي، فمنهم من قال: إنها نشأت في أسرة فقيرة، وتمتاز بالجمال والذكاء، مما جعل أهل القصر الملكي يعجبون بها، فأرسلوا إليها، وجعلوها من الجواري، وذكر ابن كثير أنها كانت أميرة من العماليق وقيل من الكنعانيين الذين حكموا مصر قبل الفراعنة، وأنها ابنة زعيمهم الذي قتله الفراعنة، ومن ثم تبناها فرعون. الأميرة القبطية وعندما أراد فرعون سوءا بسارة دعت الله فشلت يداه، فقال فرعون ادعي ربك أن يشفي يدي وعاهدها على ألا يمسها، ففعلت فشفى الله يديه، فأهدى إليها الأميرة القبطية المصرية التي اسماها هاجر إكراما لها وليست خادمة. فضلت سارة أن يتزوج إبراهيم هاجر، لأنها كانت تعلم أن إبراهيم كان يريد أن يكون له ذرية، فتزوجها، وهكذا حقق الله دعوة إبراهيم عليه السلام وحملت هاجر بإسماعيل عليه السلام، وولدته عندما كان عمر إبراهيم 86 عاماً. تعرضت السيدة هاجر في حياتها مع إبراهيم لمحنتين، الأولى عندما تركها مع ابنها الرضيع في صحراء جرداء فصبرت، واستعانت بربها، ففجّر لها بئر زمزم، وجاءت إليها وفود الناس، فعاشت في أمن وسلام بجانب بيت الله الحرام، والثانية عندما رأى إبراهيم أنه يذبح ولدها إسماعيل فلم تعترض، وقبلت قضاء الله. المحنة الأولى وفي المحنة الأولى خرج إبراهيم بإسماعيل وأمه هاجر، وهو لا يدري إلى أين يأخذهما، فكان كلما مرّ بمكانٍ أعجبه فيه شجر ونخل وزرع قال: إلى ههنا يا ربّ؟ فيجيبه جبريل عليه السلام: إمضِ يا إبراهيم، وظلَّ هو وهاجر سائرين، ومعهما ولدهما إسماعيل حتى وصلوا إلى مكة، حيث لا زرع هناك ولا ماء إلا حرِّ الشمس، وأراد إبراهيم أن يترك هاجر وولدها، فخافت على نفسها وعلى ولدها الهلاك، فتعلقت بإبراهيم تريد ألا تتركه يذهب، وراحت تسأله: إلى أين تذهب يا إبراهيم وتتركني وطفلي في هذا المكان؟ ألا تخاف أن نهلك جوعا وعطشا؟ لم يجد خليل الله جوابا وإن رق قلبه وتحير في أمره، وألحت هاجر في السؤال، وظل إبراهيم منصرفا عنها يناجي ربه. وفطنت إلى الأمر فجاءت بما أنقذه من حيرته، حين قالت له: - الله أمرك بذلك؟ قال: نعم.. قالت: إذا لن يضيعنا، وبذلك تكون السيدة هاجر هي أول من سكن مكة مع ولدها امتثالا لأمر الله ولحكمة أرادها. وعندما نفد التمر والماء من بين يدي هاجر، واشتدت الحرارة، وراح إسماعيل يبكي، لم تعد هاجر تطيق رؤيته يتلوى من الجوع والعطش، فقامت تسعى بحثاً في الوادي بين جبلين هما «موضع السعي الآن أيام الحج». الهرولة وكان الصفا أقرب جبل إليها، فصعدت عليه وراحت تنظر في كل ناحية، فلاح لها على المروة سراب ظنته ماءً، نزلت عن الصفا وراحت تسعى مهرولة في الوادي باتجاه المروة، وفي ظنها أنها ستجد الماء، لكن لم تجده شيئاً، فوقفت منهكة تنظر وتتفحص فلاح لها سراب على الصفا وكأنه الماء فعادت مهرولة، وهكذا في كل مرة، حتى فعلت ذلك سبع مرات، فلما كانت في المرة السابعة، وقد اشتد بها العطش، نظرت إلى طفلها فإذا الماء ينبع من تحت قدميه، فأتته مسرعة وراحت تجمع حوله الرمل وهي تقول: زم زم، ثم أخذت تشرب من الماء حتى ارتوت وانحنت على إسماعيل لتسقيه. وكانت هاجر هي أول من ثقبت أذنها ولبست القرط، حيث يروى أنه شق على سارة أن أنجبت هاجر من إبراهيم وهي العجوز التي بلغ منها اليأس مبلغه، فحلفت لتقطعن منها ثلاثة أطراف. خاف إبراهيم أن تمثل بها فقال لسارة: ألا أدلك على ما تبرين به يمينك؟ تخصفينها وتثقبين أذنيها فكانت هاجر أول من خصفت وثقبت أذنيها فجعلت فيها قرطين، فقالت سارة: ما أرى هذا زادها إلا حسناً وجمالاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©