الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطنة على طريق الكبار بحثاً عن الاحتراف في عالم التصوير

مواطنة على طريق الكبار بحثاً عن الاحتراف في عالم التصوير
6 مارس 2014 22:42
هناء الحمادي (أبوظبي) - منذ 4 سنوات وجدت عالم تصوير الطبيعة هو الخطوة الأولى لهوايتها التي لقيت فيها كل التشجيع من الأهل والأصدقاء، وعلى الرغم من أنها خلال رحلتها مع الكاميرا شاهدت الكثير والكثير من اللقطات الجميلة والصعبة، إلا أن ذلك لم يثنها عن التجول بكاميرتها في أي مكان، لعل مشهداً ما يستحق التسجيل بكاميرتها، لتفوز بصورة تضاف إلى ملف إنجازاتها التي اعتبرتها ما زالت في بداياتها. استطاعت ميرة الرميثي سنة أولى إعلام بكلية التقنية العليا في أبوظبي، بعدستها وبتأثرها بكل ما تقع عيناها عليه أن تطور مهاراتها، وتترك بصمة واضحة من خلال أعمالها الإبداعية، التي تسعى من خلال لقطاتها أن يكون لها هدف واضح لتحقيقه في عالم الاحتراف بعيداً عن العشوائية والتخبط في التصوير. نظرة فنية وتقول ميرة وهي ممسكة بكاميرتها: الطبيعة هي عشقي الأول في تصوير اللقطات التي تلفت انتباهي، لكن حسب خبرتي طوال تلك السنوات أجد أن الصورة الجيدة ليست من الكاميرا الجيدة، بل من المصور نفسه، فعين المصور هي التي تلتقط اللقطة قبل الكاميرا، باعتبار المصور له نظرة فنية وثقافة تصويرية، لا يمكنه أن يحصل على صورة جميلة حتى لو توافرت له كل المعدات الاحترافية. وتضيف: يبقى التصوير الفوتوغرافي عملية متكاملة بين ثقافة المصور والكاميرات الحديثة، والدليل هو أنه مع تقدم آلات وبرامج التصوير تظل الصورة المأخوذة من عشرات السنين من مصورين محترفين هي الصور المتربعة على عرش التصوير، رغم أن الآلات التي كانت تستخدم بسيطة جدا مقارنة بالمتوافرة حالياً في الأسواق. العين الثالثة الكاميرا لا تفارق الرميثي، فهي العين الثالثة التي تقودها إلى الاكتشاف والابتكار وحب المغامرة، وعن ذلك تقول: حبي إلى الطبيعة ومناظرها المتغيرة والساحرة التي تمنحني رؤية مختلفة للأشياء، إلى جانب حبي لتصوير الصحراء بطبيعتها الخلابة ورمالها الصفراء منحني المزيد من الثقة في نفسي، كما أصبحت أكثر سلاماً وتصالحاً مع ذاتي لأنني وجدت نفسي قادرة على ترجمة أحاسيسي السلبية والإيجابية من خلال عدسة الكاميرا التي أجدها وسيلة للتعبير عما بداخلي، مبينة في الوقت ذاته وهي تستعد لتصوير لقطة طبيعية، أن هناك لقطات لا تتسع إلا لثوان قليلة، فتحتاج إلى سرعة بديهية وهو ما يجب أن يتمتع به «المصور القناص»، حيث يكون موقد الذهن وسهل التأقلم مع المحيط الذي يكون فيه، كما أن المصور يحتاج إلى المصادفة أو الحظ، ولكن هناك قاعدة معروفة في التصوير الفوتوغرافي أن المصادفة لا تأتي إلا للمصور الموهوب أي بمعنى آخر، أن الموهبة مع الاجتهاد تنتج صوراً جمالية. صقل الموهبة الكثير من المصورين يستخدم تقنية الكمبيوتر والاستعانة بالخطوط والألوان لتجسيد دلالة فنية تجمع فيها عناصر مختلفة، لكن الرميثي منذ دخولها عالم تصوير الطبيعة لم تلجأ إلى استخدام تقنية الكمبيوتر، مبينة أن إدخال أي مؤثرات خارجة عن الصورة بوساطة الكمبيوتر أو خلافه يدمر الصورة الفوتوغرافية ويغير مضمونها، مشيرة إلى أن هناك أعمالاً جميلة ولكنها تخرج الموضوع عن إطاره، وهو عمل قد نصفه بأنه تشكيلي أو جرافيكي أكثر منه فوتوغرافياً. وحول عناصر صقل الموهبة تلفت الرميثى إلى نقاط عدة: الثقافة الفنية وسرعة البديهة والقدرة على اختيار واقتناص اللحظة المناسبة بشكل سريع ودقيق لالتقاط الصور بالتمرين المستمر هي أكثر عوامل نجاح التقاط الصورة الطبيعية، وأيضا هناك عنصر مهم هو القدرة على معرفة النواحي الجمالية في اختيار موضوع الصورة بشكل دقيق. والمصور على حد تعبير الرميثي، يستشف تفاصيل صغيرة من الممكن أن تغير المشهد في الصورة، وهذا ما يحاول المصور البارع في تجسيد التفاصيل الصغيرة، وكل تلك العناصر تعتمد اعتماداً كلياً على الموهبة والمعرفة التقنية والعمل على التطوير. رؤية تصويرية لنجاح أي لقطة تصويرية، ترى من خلال خبرتها القصيرة أنه ليس هناك من وصفات جاهزة تجعل من العمل مقبولاً في نظر المتلقي، فالنجاح نوعان من وجهة نظرها، فهناك نجاح في المنجز الفني أي تقديم عمل مكتمل على صعيد الفكرة والمضمون، وهناك نجاح في عين المتلقي، وقد يكون عملاً متحرراً من كل قواعد التكوين والرؤية التصويرية كنوع من ضربة الحظ أو المصادفة من دون تخطيط. وتستكمل: عموماً يتطلب من المصور حتى يقدم أعمال ناجحة باستمرار أن يكون ملماً بقواعد التكوين والرؤية التصويرية قادراً على التعبير عن مشاعره بتكوينات بليغة مع قدرته على فهم حدود أدواته الضوئية، باعتبار من يدخل عالم التصوير سوف يجده علماً كبيراً وبحراً مليئاً بكل جديد ومثير، والغوص فيه ربما يكون مُخاطرة، والمصوّر أعتقد بأنه جزء من هذه المنظومة، وبالعلم والتدريب والتأهيل يستطيع المصوّر رسم خارطة طريق له تحدد أولوياته ووسائله وطُرقه للوصول إلى هذا الفن الجميل، ولهذا فإن التصوير أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولا يمكن أن نستغني عنه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©