السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العَجَبُ كل العَجَب بين جُمَادى ورجب

1 مارس 2011 20:18
بين العَجِيب والعُجَاب فَرْقٌ؛ أمّا العَجِيبُ، فالعَجَبُ يكون مثلَه، وأَمَّا العُجَاب فالذي تَجاوَزَ حَدَّ العَجَبِ..وأَعْجَبَهُ الأَمْرُ: سَرَّه. وأُعْجِبَ به كذلك، على لفظ ما تَقَدَّم في العَجَبِ. والعَجِيبُ الأمر يُتَعَجَّبُ منه.. وأمْر عَجِـيبٌ: مُعْجِبٌ. الـمُعْجَبُ الإِنسانُ الـمُعْجَبُ بنفسه أو بالشيء، وقد أُعْجِبَ فلانٌ بنفسه، فهو مُعْجَبٌ برأيه وبنفسه؛ والاسم العُجْبُ، بالضم. وقيل: العُجْب فَضْلة من الـحُمْق صَرَفْتَها إلى العُجْبِ.. العُجْبُ والعَجَبُ: إِنكارُ ما يرد عليك لقِلةِ اعْتِيادِه؛ وجمعُ العَجَبِ أعْجابٌ. يا عَجَباً للدَّهْـرِ ذِي الأَعْجـــابِ، الأَحْـدَبِ البُرْغُـوثِ ذِي الأَنْيابِ وقد عَجِبَ منه يَعْجَبُ عَجَباً، وتَعَجَّبَ، واسْتَعْجَبَ؛ ومُسْتَعْجِبٍ مما يَرَى مـن أناتِنـا، ولو زَبَنَتْهُ الـحَرــــْبُ لــم يَتَرَمْرَمِ والاسْتِعْجابُ: شِدَّةُ التَّعَجُّبِ. وفي النوادر: تَعَجَّبنِي فلانٌ وتَفَتَّنَني أَي تَصَبَّاني؛ والاسم: العَجِـيبةُ، والأُعْجُوبة. والتَّعاجِيبُ: العَجائبُ، لا واحدَ لها من لفظها؛ قال الشاعر: ومنْ تَعاجِيبِ خَلْـقِ اللّهِ غَاطِيةٌ، يُعْصــَرُ مِنْهـا مُلاحـِيٌّ وغِرْبِيـــبُ الغَاطِيَةُ: الكَرْمُ.. والعَجِيبُ الأَمْرُ يُتَعَجَّبُ منه. ويقال: جمعُ عَجِيب عَجائبُ، مثل أفِيل وأفائِل، وتَبيع وتَبائعَ. وقولهم: أعاجِيبُ كأنه جمع أُعْجُوبةٍ، مثل أُحْدُوثةٍ وأَحاديثَ. والعُجْبُ الزُّهُوّ. ورجل مُعْجَبٌ: مَزْهُوٌّ بما يكون منه حَسَناً أو قَبِيحاً. يقال العَجَبُ كل العَجَب، بين جُمَادى ورجبَ وأول من قال ذلك عاصم بن المُقْشَعِرِّ الضبي - وكان أخوه - أبَيْدَةُ - علِقَ امرأة الخُنَيْفسُ بن خَشرم الشيباني، وكان الخنيفس أغْيَرَ أهل زمانه وأشجعَهم، وكان أبيدة عزيزاً منيعاً، فبلغ الخنيْفس أن أبَيْدة مضى إلى امرأته، فركب الخنيفس فرسه وأخذ رمحه وانطلقَ يرصد أُبيدة. وأقبل أبيدة، وقد قضى حاجتَه راجعاً إلى قومه، وهو يقول‏:‏ ألا إنَ الخُنَيْفــــسَ فَاعْلَمُــــــوهُ كمــــا ســـمَّاهُ والـــدُهُ اللَّعــينُ بَهيمُ اللَّـــونِ مُحْتِقــــِرٌ ضَئِيـــلٌ لئيمـــــاتٌٌ خلائقُـــــهُُ، قَنِيـــنُ أيوعِدُنِي الخُنَيْفِسُ مِــنْ بَعَيــــدٍ ولـمَّا يَنْقَطـــــِعْ مِنــــْهُ الوَتِيـــنُ لَهَوْتُ بِجَارَتَيــــهِ، وَحَـــادَ عَنِّــي وَيَزْعُمُ أَنَّــــــهُ أَنَّــــفٌ شَــــنُونُ قَال‏:‏ فشدَّ عليه الخنيفس، فقال أُبَيْدة‏:‏ أذكِّرُكَ حرمةَ خَشْرم، فَقَال: وحُرْمةِ خَشْرَمٍ لأقتلنَّك. قَال‏:‏ فأمْهِلْني حتى أستلئم. قَال‏:‏ أَوَ يستلئمُ الحاسر‏؟‏ فقتله، وقَال‏:‏ أيا ابْنَ المُقْشــَعِرِّ لَقِيْــتَ لَيْثـــاً له فـي جَــوفِ أَيْكَتـــِهِ عَرِيــــنُ تقولُ صَدَدْتُ عَنْكَ خَـناً وجُبْنــاً وإنَّكَ مَاجِـــــدٌ بَطَــــلٌ مَتِيـــنُ وَإنَّكَ قـــَد لَهَـــــوتَ بِجَارَتَينـــَا فَهَـــاكَ أُبَيــْدُ لاَقَــاكَ القــَرِينُ سَــــتَعْلمُ أَيُّنا أَحْمـــــــى ذِمــاراً إذا قَصُرَتْ شِـــمَالُكَ واليَمَيــنُ لَهَوْتَ بٍها فَقَـــــدْ بُدِّلْـــتَ قَبْراً وَنَائِحـَةً عَلَيْــــكَ لَهــــَا رَنِيــــنُ قَال‏:‏ فلما بَلَغ نَعِيُّه أخاه عاصماً لبس أطمَاراً من الثياب، وركب فرسه، وتقلَّد سيفه، وذلك في آخر يوم من جُمادى الآخَرة، وبادر قَتْلَه قبل دخول رجب؛ لأنهم كانوا لا يقتلون في رجب أحداً، وانطلقَ حتى وقف بفناء خباء الخُنَيفس، فنادى‏:‏ يا ابن خَشْرَم! أَغِثِْ المُرْهَق فطالما أَغَثْتَ، فَقَال‏:‏ ما ذاك‏؟‏ قَال‏:‏ رجل من بني ضَبَّة، غصَبَ أخا امرأته فشدَّ عليه فقتله، وقد عجزتُ عنه. فأخذ الخنيفسُ رمحه وخرج معه، فانطلقا فلما عَلمَ عَاصم أنهُ قَد بَعَدَ عَن قَومهِ داناه حتى قارنه ثم قَنَّعه بالسيف فأطار رأسه، وقَال‏:‏ «العجَبُ كل العجب بين جمادى ورجب» فأرسلها مَثَلاً، ورجع إلى قومه. إسماعيل ديب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©