السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
تكنولوجيا

إنتاج كهرباء صديقة للبيئة من جبنة الصويا

16 مايو 2016 21:33
بات سكان منطقة كاليساري، في جزيرة جاوا والمتخصصة في إنتاج جبن "التوفو" المصنوع من الصويا، ينتجون كهرباء صديقة للبيئة من رواسب تلك الصناعة. وتتوارث الأجيال تلو الأخرى هذا التقليد في هذا البلد الاستوائي المناخ. فسكان كاليساري يمخضون أولا حليب الصويا الممزوج مع مخثرات ثم يصفون الرواسب ويقطعون العجينة البيضاء إلى مكعبات صغيرة. هكذا يصنع "التوفو" الناجم عن ترويب حليب الصويا وهو يشكل أساسا مهما للتغذية في آسيا.  لكن منذ سنوات قليلة، يترافق هذا التقليد القديم مع عملية إنتاج حديثة بامتياز. فاليوم لا ترمى الرواسب الحمضية السائلة. بل تعاد معالجتها لإنتاج الغاز الحيوي المتدني الكلفة الذي يستخدم في الإنارة والطبخ. وتطمح بلدة كاليساري إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي على صعيد الكهرباء قريبا.   ويستفيد ما لا يقل عن 150 شركة صغيرة لإنتاج "التوفو" مقامة بغالبيتها في منازل عائلية، من هذا البرنامح المبتكر المراعي للبيئة.   فبعد ترويب اللبن إثر إضافة حمض الخل، تتم تصفية السائل. وتمر هذه "المياه المبتذلة" عبر قساطل موصولة بأحواض كبيرة حيث تتخمر المواد العضوية بفضل إضافة بكتيريا ما يسمح بإنتاج الغاز الحيوي. وتحتاج هذه العملية إلى كميات كبيرة من المياه توازي 33 ليترا لكل كيلوغرام من جبن الصويا.   ومن المستفيدين الكبار من هذه الثورة الصغيرة، منتجو "التوفو". فبعدما كانوا لفترة طويلة يعتمدون على عمليات التزويد العشوائية للغاز الطبيعي أو الخشب لوقد الأفران، بات بإمكانهم اليوم الحصول على الغاز الحيوي ساعة شاؤوا.   ويقول واره، وهو منتج للتوفو في البلدة "الفوائد كبيرة جدا".   وهذه الطاقة أقل كلفة بثلاث مرات من الغاز الطبيعي المسال وتسمح كذلك للمزارعين بخفض انبعاثات الكربون التي تعتبر اندونيسيا من أكبر المسببين لها في العالم.   ولو عمم هذا الإنتاج على البلاد برمتها، يمكن لهذا الغاز الحيوي أن يحل سنويا مكان أكثر من 56 ألف طن من الوقود الاحفوري، على ما تفيد الوكالة الرسمية للتكنولوجيات.   وهذا الموقف المتفائل تؤيده المنظمة غير الحكومية الهولندية "هيفوس" التي اقامت في اندونيسيا 20 الفا من هذه الاحواض التي تنتج الغاز الحيوي بفضل التحلل الطبيعي للنفايات العضوية في غياب الاكسجين. في كاليساري، يساهم إنتاج الغاز الحيوي بخفض الأضرار اللاحقة بالبيئة جراء إنتاج التوفو. وكانت آلاف الليترات من المياه المبتذلة تلقى قبل ذلك في أنهر المنطقة ملوثة مجاري المياه وحقول الأرز.   ويقول مسؤول الإدارة المحلية عزيز مسروري "البيئة هنا ملوثة جدا"، مشيرا إلى نهر كانت تلقى فيه رواسب "التوفو" السائلة. ويؤكد "كان ذلك يؤثر على زراعتنا فيما رائحة المياه نتنة".   ومنذ بدء الاحتفاظ بهذا السائل السميك والكريه الرائحة لاستخدامه في إنتاج الغاز الحيوي، أصبحت مياه النهر أكثر صفاء وتراجعت رائحتها الكريهة، على ما يؤكد مسروري.   ونظرا إلى هذه الفوائد، تطور سريعا إنتاج الغاز الحيوي. وانتقلت كاليساري من حوض إلى خمسة أحواض في غضون سنوات قليلة. والنماذج الأحدث من هذه الأحواض لها قدرة احتواء أكبر ويمكنها أن تغذي مئة منزل بالتيار الكهربائي.   وجراء هذه التجربة الناجحة، تستضيف البلدة بانتظام مسؤولين من مناطق مجاورة يرغبون في إنتاج الغاز الحيوي بدورهم، على ما يوضح مسروري. وبات الطلب على الغاز الحيوي في كاليساري يتجاوز العرض وعلى المزارعين الراغبين في اعتماد الغاز الحيوي انتظار وصول حوض جديد على ما يفيد مسروري الذي يطمح إلى أن تصبح البلدة "مراعية للبيئة 100 %" في يوم من الأيام أي أن تحقق الاكتفاء الذاتي على صعيد الكهرباء بفضل التوفو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©