الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الناس وقد فاضت أنهارهمو بالماءْ.. عطشوا

الناس وقد فاضت أنهارهمو بالماءْ.. عطشوا
17 يونيو 2009 02:39
ما روته شهرزاد.. ماروته النخلة (إشارات إلى عراق الفترة المظلمة) شهرزاد المياه تلامس أقدامنا والسرير طفا في المياه السرير طفا أين يحملنا الآن؟ هل تبصرين الحكاية طافية؟ أتسمّين تلك القرى والطلول مدائنَ تلك الفلول جيوشاً وهذي الضواري بشرْ؟ أيّ ليلٍ عبرناه؟ أيّ دمٍ أو مياهٍ؟ وأيّ المماليك أيّ الممالك؟ جنكيزُ خان؟ سليمانُ خان؟ سليمانُ باشا وحاجي محمد وحيدرُ آغا وبكتاش؟ أيّ الممالك أيّ المماليك؟ دولة هذا الخروف وذاك الخروف؟ قطيعين صارا خرافاً تدافعُ هل تسمعين الثغاء يردّدهُ الأفق؟ هل تسمعين (القره آق)، ثغاءٌ.. ثغاءٌ.. ثغاء وتلك الحكاية أين انتهت؟ شهرزاد اقلبي الصفحة، الصفحتين بلغنا النهاية هل نبدأ الآن..؟ «أراد الوالي المملوك أن يخمد الفتنة في قلب البصرة، فاستدعى انكشارية، يقيمون بأطرافها. وحين وصلوا كانت الفتنة قد خمدت، لكنّ حرائقها لم تخمدْ في الأطراف وقد عاث بها الجند» أسوار تنهدّ.. خيولٌ تعدو هائمة موتى يطفون وأهراء يجرفها السيل وأسلابٌ يتركها الفارّون ولا يقربها أحدٌ ما للنجمة تخبو وتحدّقُ شاحبة؟ والٍ يجلس في الظلمة ينتظر السيّاف ورأسٌ يقترعون عليه وشحّاذ يلبس تاجاً ويمدّ الى المارّة يدهُ (من مال الله..) وأشباحٌ ما للنجمة تخبو! يا أفراسياب حضر التجار جميعاً الحنفيّ الشافعيّ الأرمنيّ اليهوديّ أما من غائب؟ يا أفراسياب ألا ترى من شرفتك البصرة الآن تهوي بمراياها وسفائنها ومنائرها الألف إلى .. لا لن أروي ستروي عنّي النخلة: في يومٍ قائظْ دخل الأعراب وحوشاً كاسرةً يلتحفون الصحراء ليقتلعوا أشجاراً كالأطفال وأطفالاً كالأشجار ويغتسلوا ـ وهمو من لا يغسلهم ماء أبداً ـ بالدمّ وقالت: مبارك أيها النهر أنت مبارك أيها النهر تشرب منه الملائك؟ وقالت: أغرب ما في تاريخ البصرة أن الناس وقد فاضت أنهارهمو بالماءْ عطشوا ذلك الوحش ذلك الوحش من أين جاءَ؟ وماذا يريدُ؟ ثلاثين عاماً يطاردني وأطاردهُ ويحدّق فيّ كطفلٍ إذا ما هجرتهُ.. وحشٌ غريبٌ يطالعني كلّ يومٍ ويجلسُ بين يديّ ويبكي وأوقظهُ حين يغفو ليحرسني ممّ؟ وحشٌ أليفٌ يروّضني وأروّضهُ ونجلسُ معتنقين ثالثنا السوط يرقبُه خائفاً ذلك الوحش من أين جاء؟ سنوات الشجرة الوحيدة شجرة عيد الميلاد تتطلّعُ فيّ وتبتسم *** ارتديتُ بدلةً قديمةً وربطة عنقٍ سوداء وجلستُ إلى سنواتي وقد امتدّت ذقونها إلى الأرض *** قلتُ لنفسي: «أريد أن أحتفي بك يا نفسي ولو مرّةً واحدةً قالت: «احذر أن تحضر حفلتك الأشباح!» *** قلتُ لظلّي وقد عاد بعد غيبةٍ طويلةٍ: «اجلس!» فجلس مطرقاً ولم يفهْ بحرف *** دخلتُ غابةً لم أرها من قبل وبيتاً لا يسكنهُ أحدٌ وحين أردتُ أن أعود تحرّكت الغابة والبيت *** في السكك النائية رأيتُ قطاراً يُسرعُ ولا يغادر مكانَهُ أبداً فحملتُهُ.. وسرتُ *** أوه.. ما أبطأ سنواتي أسبقها وأنام *** كم مرّةٍ أقف أمامك كالشحّاذ يا سنواتي!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©