الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيؤول.. مدينة تجمع عراقة التاريخ بحداثة العصر

سيؤول.. مدينة تجمع عراقة التاريخ بحداثة العصر
1 مارس 2011 20:14
شهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية عقب زيارة الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك إلى الإمارات في ديسمبر عام 2009، تطوراً غير مسبوق بمختلف المجالات في إطار شراكة اقتصادية استراتيجية اتفقت عليها حكومتي البلدين، بعد فوز مجموعة من الشركات الكورية الجنوبية بعقد تاريخي لبناء وتشغيل أربعة مفاعلات للطاقة النووية في الإمارات تقدر قيمتها بنحو 40 مليار دولار أميركي. وفي ديسمبر 2010، حطت أولى رحلات شركة “الاتحاد للطيران”، الناقل الرسمي لدولة الإمارات بمطار “إنشون” الدولي في سيؤول عاصمة كوريا الجنوبية، مدشنة بذلك أول خط مباشر يربط ما بين عاصمتي الدولتين بواقع رحلة يومياً. ضياء عبد العال (أبوظبي) - في سياق الترويج لخط الطيران الجديد الذي شكّل الوجهة الخامسة والستين لطيران “الاتحاد”، وضمن جهود هيئة السياحة الكورية لجذب السياح الإماراتيين إليها، استضافت الناقلة الوطنية والهيئة وفداً إعلامياً من الدولة على مدى 5 أيام في سيؤول. بداية “التجربة”، كانت في السفر على درجة “رجال الأعمال” على متن طائرة “إيرباص” (200-A330) التي خصصتها “الاتحاد” للطيران للمسافرين بين البلدين على خطها الجديد، والمصممة وفق نظام المقصورات الثلاث، لتوفر نحو 3000 مقعد كل أسبوع في الاتجاهين بين أبوظبي وسيؤول. نحو 8 ساعات قضاها الوفد في الجو، استمتع خلالها بكل مزايا الراحة والرفاهية التي توفرها الطائرة لركابها على درجة “رجال الأعمال” طوال الرحلة التي انطلقت عند منتصف الليل لتحط في منتصف نهار اليوم نفسه نظراً لفارق الوقت بين البلدين البالغ 5 ساعات في التوقيت الشتوي. عبق التاريخ لم تستغرق إجراءات الخروج من مطار “إنشيون” الدولي” في سيؤول وقتاً طويلاً، وعلى عجل ركب الوفد الحافلة هرباً من برد الشتاء القارس والجاف وتدني الحرارة إلى ما دون الثماني درجات تحت الصفر. وقد أوضحت المرشدة السياحية سينج مي التي انتدبتها هيئة السياحة الكورية لمرافقة الوفد الإعلامي الإماراتي في الطريق إلى الفندق، أن فصل الشتاء جميل في كوريا، إلا أن كثيرين يفضلون زيارة “بلدنا” في الخريف خلال الفترة الممتدة من سبتمبر إلى نوفمبر، حيث يكون الجو معتدلاً ومشمساً في الغالب، أو في الربيع الذي يتميز بطقسه الجميل والذي يمتد من أبريل وحتى مايو، بعكس الصيف الذي يعتبر فترة غير مناسبة بسبب الطقس الحار جدا والرطب والمعرض كذلك للأعاصير. وقالت المرشدة خلال الرحلة التي استغرقت نحو ساعة من المطار إلى مكان إقامة الوفد في وسط العاصمة “إنكم ستشاهدون في سيؤول امتزاج عراقة التقاليد وجمال القصور التاريخية وهدوء المعابد البوذية والكنائس ومسجدها “المركزي”، مع عصر الحداثة والتكنولوجيا الذي دخلته كوريا الجنوبية وعاصمتها سيؤول من أوسع أبوابه، فباتت واحدة من أكثر مدن الأعمال حيوية في العالم مع احتلال اقتصاد البلاد المرتبة 11 كأكبر اقتصاد في العالم”. وأضافت المرشدة أن سيؤول توفر لوحة جميلة تجمع بين القديم والحديث، فتتيح للسياح قضاء أوقات في جو يعبق بالتاريخ والثقافة والعراقة، ولرجال الأعمال مساحة رحبة لممارسة أعمالهم التجارية والمالية، بعد أن تحولت العاصمة إلى موطن لبعض أهم الشركات العالمية، في ظل توفر بنية تحتية متكاملة تضم شبكة مترو الانفاق الذي يسهل على السياح زيارة المدينة بأكملها بكل سهولة ويسر. الفنادق الفاخرة وتقع معظم الفنادق في سيؤول بالقرب من الأسواق والمرافق الأخرى المهمة في المدينة التي توفر لزوارها احتمالات عديدة من أماكن الإقامة بحسب المرشدة سينج مي، وهي تشمل مجموعة واسعة من الفنادق الفخمة والفاخرة وكذلك الفنادق ذات الميزانيات المعقولة”. ومن أشهر فنادق العاصمة، “قصر صم رست” و”ميلينيوم سيؤول هيلتون”، و”بانيان تري” و”جي دبليو ماريوت سيؤول” و”الأمير سيؤول” و”سيؤول بارك حياة” و”دبليو والكر هيل سيوول” و”أبو منجل ميونج دونج” و”أجنحة فريزر سيؤول” و”ويستن تشوسون”، و”شيلا سول”، و”فندق إيبيس سيؤول”. وفي إطار الترويج للمنشآت الفندقية المتميزة في سيؤول بالتنسيق مع هيئة السياحة الكورية، نَزِل الوفد في ضيافة كاملة بفندق “ميلينيوم سيؤول هيلتون” أحد أهم الفنادق وأعرقها في كوريا الجنوبية، الذي يتميز بموقعه عند سفح “جبل نامسان” الذي يبعد نحو 2 كلم عن منطقة الأعمال في سيؤول. ويقول ديبيك ساببياه مدير المبيعات والتسويق في الفندق، إن “ميلينيوم سيؤول هيلتون” يضم 681 غرفة فخمة وجناحا فاخرا من مختلف الفئات، و8 قاعات اجتماعات يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 500 شخص، مضيفاً أن الفندق يتمتع بجاذبية عالية في مختلف المواسم السياحية نتيجة لمستوى جودة الخدمات التي يقدمها لنزلائه وخاصة لفئة رجال الأعمال. وبعد استراحة قصيرة من عناء السفر، كان الوفد على موعد مع عشاء فاخر أعده فندق “بانيان تري كلابْ آند سبا سيؤول” على شرف الإعلاميين الإماراتيين بالتنسيق مع هيئة السياحة الكورية. هناك اصطحب مدير عام الفندق ستيفن سوميجر الوفد بجولة في أرجاء الفندق الذي يعد أحدث المنشآت السياحية الفندقية من فئة 5 نجوم في كوريا الجنوبية، والذي يقع في وسط سيؤول على مقربة من المسرح الوطني وبرج “إن سيؤول” الشهير. ويضم “بانيان تري” المكون من 21 طابقاً، “مزيجاً مغرياً من لمسة وتوقيع سلسلة فنادق ومنتجعات (شجرة بانيان) العالمية، مع أبهى صور الضيافة التقليدية الكورية والحداثة في آن معاً”. أكبر منتجع صحي في اليوم الثاني، استضاف فندق “جي دبليو ماريوت سيؤول” الوفد الإعلامي الإماراتي على الغداء بالتنسيق مع هيئة السياحة الكورية. ويتمتع “جي دبليو ماريوت سيؤول” المكون من 34 طابقاً و497 غرفة وجناحاً فاخراً، بإطلالة بانورامية على رؤوس الجبال المنتشرة في سيؤول وعلى نهر “هان” الذي يشق قلب المدينة وتعلوه عشرات الجسور. ويقول جيمس لي مدير إدارة المبيعات والتسويق في الفندق لـ”الاتحاد”، إن غرف “الماريوت” الذي يقع في منطقة الأعمال الراقية بقلب العاصمة، يتيح لرجال الأعمال كل التسهيلات اللازمة لضمان راحتهم ومتطلبات عملهم خلال الاقامة، مشيراً إلى أن أبرز ما يميز “الماريوت” أنه يضم أحد أكبر المنتجعات الصحية في العالم والأكبر من نوعه على الإطلاق في آسيا، حيث يمتد على مساحة 14 ألف 125 متر مربع، ويتكون من 3 طوابق بمساحات خارجية طبيعية وداخلية فاخرة، تتيح جلسات تدليك وتجميل وفرصا علاجية تساعد على الاسترخاء والتجدد والتخلص من الضغوط واستعادة النشاط على يد فريق من المدربين والخبراء والمعالجين من أصحاب الكفاءات، بالإضافة إلى إمكانية ممارسة أنشطة السباحة والتسلق والغطس والجولف واللياقة البدنية والـ”سكواش” والجري و”اليوجا”. أماكن للزيارة أماكن عديدة جال عليها الوفد على مدى أيام إقامته في سيؤول وتستحق الزيارة. ومن أبرز هذه الأماكن التي تجذب محبي الآثار والتاريخ والقصور الجميلة، دخل الوفد العديد من القصور من بينها، “تشانج ديوك” و”تشانج ديونج” و”ديو كسون” و”جيونج بوك” الذي يعد أهمها، إذ يعتبر أول قصر مركّب بناه مؤسس السلالة الملكية “جو سون” التي حكمت البلاد بين 1392-1910، والذي جعل من سيؤول عاصمة للسلالة الملكية الجديدة قبل أكثر من 6 قرون. ومن الأماكن التي زارها الوفد وتستحق الزيارة في سيؤول “قرية الفولكلور الكورية”، التي تقع جنوب العاصمة ويستغرق الوصول إليها نحو 30 دقيقة من وسط المدينة. وتجسد هذه القرية النموذجية للزوار صورة كاملة عن الحياة القديمة للشعب الكوري، عبر مجسمات بأبعاد حقيقة لبيوت الفلاحين والتجار والطبقات الوسطى والغنية، إضافة إلى كل الأدوات والمعدات التي كانوا يستخدمونها في حياتهم اليومية قديما. وتقول ليم سونهي المرشدة السياحية في هيئة السياحة الكورية التي رافقت الوفد خلال جولته في القرية، أن أساليب الحياة الموجدة في القرية كانت ولا تزال قائمة حتى وقت قريب، مضيفة أن “تصميم الشعب الكوري على الاستثمار في التعليم نظراً لفقر كوريا بالمواد الأولية، هو الذي أدى إلى حدوث هذا التحول المتسارع في طبيعة الحياة وثورة التصنيع ، وهو ما بات المواطن الكوري الجنوبي يجني ثماره الآن بفضل العلم”. مغامرات وعروض توفر المدينة لزوارها فرصا عديدة للاستمتاع بالحياة الليلية التي تناسب جميع الأذواق. كما توفر المدينة نشاطات كثيرة مثيرة للاهتمام للقيام على مدار السنة لمحبي الترفيه والباحثين عن المغامرة والعروض والجولات السياحية، حيث يمكن للمرء المشاركة في سباقات الخيل التي يتم تنظيمها في مضمار السباق والتي تعقد عادة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أو زيارة “إيفرلاند سيؤول” النسخة الكورية من “ديزني لاند”. هذا ولا تكتمل زيارة سييؤول من دون زيارة أسواقها ومراكزها التجارية التي تقدم للسياح والزوار من عشاق التسوق تجربة كاملة ومرضية وتلائم مختلف الأذواق والميزانيات. أما المطبخ الكوري. فيتميز بأطباقه الشهية وبأنها مأكولات صحية بعيدة عن الدسامة، ولربما يكون ذلك السبب في عدم رؤية أي كوري جنوبي يعاني البدانة بين رجالهم ونسائهم وحتى أطفالهم رغم انتشار الكثير من مطاعم الوجبات السريعة العالمية الشهيرة في العاصمة. «برج سيؤول» يمكن زيارة “برج سيؤول” الذي كان يعتبر أطول برج في آسيا. ويمكن من خلاله مشاهدة أفضل عرض “بانورامي” لسيؤول، حيث يقع في وسط العاصمة ويعتبر مرئياً لزوار المدنية من كل مكان فيها تقريباً. وشارع المطاعم العربية الذي تقصده الكثير من جنسيات لتناول الوجبات العربية والنرجيله، والذي يقع في نهايته الجامع المركزي للعاصمة سيؤول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©