الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جلسة فاشلة لمجلس الأمن وأميركا تهدد بتحرك أحادي

جلسة فاشلة لمجلس الأمن وأميركا تهدد بتحرك أحادي
6 ابريل 2017 12:35
عواصم (وكالات) فشل مجلس الأمن الدولي أمس، في تمرير مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بشأن الهجوم الكيميائي في سوريا، بسبب معارضة روسيا والصين طرحه على التصويت، وانتهت الجلسة بلا نتيجة. فيما هددت واشنطن بالتحرك أحاديا في حال فشلت الأمم المتحدة حيال الملف السوري. وتبادل مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن الاتهامات خلال الجلسة التي استمرت ساعتين، بعدم إيجاد الرد المناسب على الوضع في سوريا التي تعاني حرباً أهلية منذ سنوات. ووصفت الأمم المتحدة الهجوم على بلدة خان شيخون في ريف إدلب السورية بأنه ثاني أكبر هجوم كيميائي في سوريا بعد الهجوم على الغوطة الشرقية في أغسطس عام 2015. وحذرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات أحادية في سوريا إذا فشلت الأمم المتحدة في الرد على الهجوم الكيميائي. وقالت خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن الهجوم الذي استهدف خان شيخون «عندما تفشل الأمم المتحدة باستمرار في مهمتها القاضية بتحرك جماعي، هناك أوقات في حياة الدول نجبر فيها على التحرك بأنفسنا». وهاجمت هايلي روسيا لعدم ممارسة نفوذها لدى حليفها السوري، وقالت «كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعد لكي تبدي روسيا اهتماما بالأمر؟». وأضافت «إذا كانت روسيا تملك التأثير الذي تدعيه في سوريا، فعليها أن تستخدمه»، عارضة أمام أعضاء المجلس ما قالت إنه صورتان لضحايا الهجوم الكيميائي المفترض الثلاثاء. وطالبت موسكو أيضا بـ«وضع حد لهذه الأفعال الوحشية». وقال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدات على «تويتر»، إن «الجرائم بحق المدنيين والاستخدام المروع للسلاح الكيماوي يكرس صورة النظام البشعة، عجزنا الجماعي عن وقف العنف المجنون في سوريا مفجع». و«المأساة الأكبر أن العنف الممتد في سوريا لا معالم تؤشر إلى نهايته، وفظائع الحرب وقودها حياة المدنيين العزل وجنونه الوهم بالقدرة على الحسم». وألقت الدول الغربية باللوم على القوات الحكومية السورية في الهجوم الذي وقع بمدينة خان شيخون في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة قصفتها طائرات سلاح الجو السوري. ودعت فرنسا روسيا إلى ممارسة مزيد من الضغط على الحكومة السورية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ستة أعوام، كما دعت الولايات المتحدة للالتزام الجاد بالتوصل إلى حل للصراع. وقال مندوب فرنسا بالأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر «نتحدث عن جرائم حرب». من جانبه، هدد مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت بفرض عقوبات جديدة على دمشق بعد هجوم خان شيخون الكيميائي، إذا استخدمت روسيا حق الفيتو ضد مشروع القرار الغربي بهذا الشأن. وأضاف أن استخدام الفيتو بعث برسالة تشجيع للأسد، وإن هجوم الثلاثاء هو «العاقبة». وقال مندوب الصين بالأمم المتحدة ليو جيه يي «المندوب البريطاني، يشوه بوضوح موقف الصين، لا يمكن التهاون مع ذلك». وأضاف «إساءة استخدام مجلس الأمن الدولي لن تكون في مصلحة الشعب السوري». وقال ممثل الأمم المتحدة السامي لشؤون نزع السلاح كيم وون سون لمجلس الأمن، إنه تم نقل أو تدمير كل المواد والمعدات الكيماوية المعلنة الخاصة بسوريا. وأضاف «في الأعوام الثلاثة الأخيرة عملت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مع الحكومة السورية لتقييم ما أعلنه السوريون والتحقق منه، لا يزال هناك عدد من القضايا المعلقة المفتوحة المرتبطة بما أعلنته سوريا». وقال إن الأعراض التي ظهرت لدى المصابين جراء الهجوم فى خان شيخون، تدل على استخدام غاز سام يشبه السارين، مؤكدا أخذ عينات من التربة لإجراء التحاليل. وأقر بأن الخبراء الدوليين لم يتمكنوا بعد من جمع المعلومات الضرورية، ولم يتأكدوا من كيفية نقل السلاح الكيميائي إلى خان شيخون. وأكدت موسكو أن موقفها إزاء استخدام الأسلحة الكيميائية واضح لا لبس فيه، وأن استخدامها من قبل أي طرف غير مقبول تحت أي ظرف وأن المذنبين يجب محاسبتهم. وقال فلاديمير سافرونكوف مندوب روسيا لدى مجلس الأمن، إن سوريا طلبت الشهر الماضي إجراء تحقيق في واقعة استخدام الكيميائي في منطقة «خان العسل»، مشيرا إلى أن عدم اتخاذ المجلس إجراءات شجع المسلحين وأشعرهم بأنهم سيفلتون من العقاب. وأضاف أن مشروع القرار تم إعداده على عجل، ولا يحتوي على معلومات مؤكدة، مشيرا إلى أن المهمة الأساسية هي القيام بتحقيق موضوعي وتجنب تقارير «الخوذ البيضاء» و«المرصد». وكانت موسكو أعلنت قبيل جلسة مجلس الأمن، معارضتها مشروع القرار الغربي حول الهجوم الكيميائي على خان شيخون، كما أعلنت أنها مستمرة في عملياتها العسكرية دعما لقوات النظام السوري. وقالت المتحدثة باسم الخارجية، إن مشروع القرار الأميركي الفرنسي البريطاني «يحمل طابعا عدائيا، ويمكن أن يقوض العملية التفاوضية» في جنيف وأستانا. وبالتزامن قال وزير الخارجية سيرجي لافروف، إن موقف بلاده من الرئيس السوري لم يتغير. وقبله، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن بلاده مستمرة بالمشاركة في محاربة ما وصفه بالإرهاب في سوريا. وأضاف أنه في حال جرى تصويت في الأمم المتحدة على مشروع قرار بشأن حادثة إدلب، فإن «روسيا ستقدم المعطيات التي تحدثت عنها وزارة الدفاع الروسية»، في إشارة إلى ادعاء المتحدث باسم وزارة الدفاع إيجور كوناشنكوف أمس، أن ما حدث في خان شيخون كان جراء استهداف الطيران الحربي السوري مصنعاً ينتج أسلحة كيميائية. وقال كوناشنكوف، إن ذخائر كيميائية من نفس المصنع استخدمتها المعارضة السورية العام الماضي في حلب، بينما نفى الائتلاف الوطني السوري المعارض الادعاء الروسي، مؤكدا أن ذخائر كيميائية ألقيت من الجو، واستهدفت مناطق سكنية في خان شيخون. من ناحيتها، أكدت سوريا أن جيشها ليس لديه أي نوع من الأسلحة الكيميائية، ولم يستخدمها سابقاً. وقال القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة منذر منذر «نذكر مجلس الأمن بأن سوريا وجهت 90 رسالة للأمم المتحدة تضمنت معلومات موثقة عن حيازة المجموعات الإرهابية مواد كيميائية سامة، وصلت إليها عبر الحكومة التركية بشكل خاص». وقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الهجوم الكيميائي في خان شيخون، ويطالب بإجراء تحقيق بأسرع وقت ممكن، ويطالب دمشق تسليم المحققين خطط الطيران وكل المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي كان يقوم بها حينها، كما يهدد بفرض عقوبات بموجب الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©