السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحرير المكلا نصر استراتيجي يجفف منابع تمويل الإرهاب

تحرير المكلا نصر استراتيجي يجفف منابع تمويل الإرهاب
16 مايو 2016 09:35
أبوظبي (الاتحاد) ودع أهل المكلا عاصمة حضرموت، حقبة سوداء، بعد النصر الاستراتيجي الذي حققته قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً في المكلا، بعدما بسطت السلطة الشرعية سيطرتها على المدينة، وأفقدت تنظيم القاعدة الإرهابي مصادر تمويله، لتبدأ بعد ذلك معركة التعمير. وأكد خبراء التقتهم «الاتحاد» أن تدخل قوات التحالف العربي لتحرير اليمن أنقذ العالم بأسره من ولادة تنظيم إرهابي متكامل، كالذي نراه في العراق وسوريا، عبر إعادة استنساخ نموذج «داعش»، في ظل تقارير موثوقة تشير إلى أن التنظيمات الإرهابية كانت على وشك إعلان دولة إسلامية مزعومة. وأشاروا إلى أن الانتصار يعزز الدور الإنساني الذي تقوم به الإمارات لتخفيف معاناة المتأثرين في اليمن، من خلال توفير حملات إغاثة لتوفير الاحتياجات والمتطلبات الأساسية، وتخفيف معاناة أفراد الشعب اليمني الشقيق. وفي وقت أكد فيه علماء في الشريعة ومختصون أن الأفكار الدموية التي تبنتها التنظيمات المتطرفة، قائمة على التكفير وتحريف مفاهيم الجهاد واستباحة الدماء والأعراض والأموال والأوطان، وبعيدة عن صحيح الدين. وانتقد العلماء دولاً تعترف بدعمها للإرهاب والإرهابيين، وتجند الشباب المحبطين والمحرومين في دولهم وتغريهم بصنع الاضطرابات، حتى خرج الإرهاب عن السيطرة، مؤكدين لـ «الاتحاد» أهمية تحرير المكلا من تنظيم القاعدة وأذنابه، ومن يوالونه، واصفين الحدث بالإنجاز الكبير. عمر الأحمد (أبوظبي) أشاد خبراء عسكريون بنجاح قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية باليمن في دحر القاعدة بمدينة المكلا، وإحباط محاولة تنظيم القاعدة استنساخ «داعش» لتأسيس دولته بحضرموت، تمهيداً للتوسع في شبه الجزيرة العربية، مشيرين إلى أن ذلك ساهم في إفشال الفكر الإرهابي ومخططاته الآثمة التي كشفت عنها الوثائق المضبوطة، مؤكــدين أن ذلك يســهم في تحقيق الأمــن والاستقرار باليمن، حـيث أكد الخبير العسكري العميد ركن متقاعد خلفان الكعبي، أن العمليات الناجحة والنوعية لقوات التحالف بقيادة السعودية والجيش الوطني اليمني أظهرت خطورة المخططات الإرهابية في حضرموت، وأن لديهم خطة لتأسيس دولة في شبه الجزيرة العربية ومركزها حضرموت، على غرار تنظيم «داعش» الإرهابي. وقال: كشفت العمليات الناجحة عن كمية ونوعية الأسلحة التي استولى عليها تنظيم القاعدة من ألوية ووحدات القوات اليمنية، وأن التفجيرات والأدوات التي ضُبطت بحوزة تنظيم القاعدة تؤكد ضلوعه في العمليات الإرهابية التي وقعت، كما تكشف عن خططه لارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية، وأظهرت العمليات أن نوايا «القاعدة» تتعدى حضرموت، إلى محافظات ومناطق أخرى، حيث إن هذه الكميات الكبيرة من الأسلحة تمكنه من تحقيق أهدافه الإرهابية، وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، ليكتمل المخطط «الصفوي» لضرب الأمن والاستقرار في جميع الدول العربية. وأوضح أن أسباب اختيار تنظيم القاعدة الإرهابي حضرموت، وتحديداً المكلا، تتلخص في أهمية الموقع الاستراتيجي لميناء المكلا، حيث يطل على بحر العرب، ويقع في أكبر المحافظات اليمنية التي تمثل أكثر من ثلث مساحة اليمن، وثانياً توافر التمويل المستمر لتنظيم القاعدة الإرهابي من خلال استغلال الموارد النفطية الموجودة في محافظة حضرموت، وتشغيل الميناء للتهريب، حيث يدر ميناء المكلا والموارد النفطية مبالغ طائلة لهذا التنظيم، وثالثاً أن ميناء سهّل التنقل لأفراد التنظيم داخل وخارج اليمن، كما أنه يساعد الإرهابيين على الوصول بسهولة إلى اليمن من خلاله، وأخيراً ضعف التنمية والتوعية في محافظة حضرموت من قبل الجهات المسؤولة. وقال: لهذه الأسباب وغيرها، تم التخطيط للعمليات ضد تنظيم القاعدة الإرهابي الذي ظن أن قوات التحالف منشغلة بالعمليات ضد الانقلابيين خلال المفاوضات المتعثرة في الكويت، مشيراً إلى أن العلاقة الوثيقة التي تربط بين تنظيم القاعدة الإرهابي وقوات المخلوع والحوثيين، حيث لم يؤيدوا العمليات التي قامت بها قوات الشرعية وقوات التحالف ضد «القاعدة». القضاء على 800 عضو بـ«القاعدة» وأشاد الكعبي بالعمليات الناجحة والنوعية الجريئة التي قامت بها القوات الشرعية وقوات التحالف، فـخلال 11 ساعة تم القضاء على أكثر من 800 عضو من تنظيم القاعدة، وهو ما لم تستطع دول عظمى تحقيقه خلال سنوات، وهذا ينم عن الكفاءة العالية التي تتمتع بها القوات الشرعية والقوات الإماراتية والقوات السعودية، ويؤكد قدرتهم على اجتثاث الإرهاب ولجمه. إن إفشال الفكر الإرهابي ومخططاته الآثمة من خلال ما تم ضبطه من وثائق سيسهم وبلا أدنى شك في تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن وسيعيده إلى المسار الصحيح. قرارات حكيمة وأشاد الدكتور فهد الشليمي، خبير أمني واستراتيجي، بالعملية العسكرية ضد تنظيم القاعدة، وقال: «التدخل العسكري في حضرموت ضد التنظيم الإرهابي كان من القرارات الحكيمة والاستراتيجية التي تهدف إلى تنظيف المنطقة من العناصر الإرهابية، كما يسهم بشكل كبير في تأمين المناطق التي تؤثر في سير العملية العسكرية اليمن، ويرسل رسالة واضحة لأهل اليمن بنبل هدف قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في تحرير اليمن وحماية الشعب اليمني من التنظيمات الإرهابية. هذه العملية العسكرية ساهمت في تعرية الصلة الخاصة (المغطاة) بين تنظيم القاعدة وبين الرئيس المخلوع والحوثي». أكذوبة النظام السابق وأضاف: «الجماعات الإرهابية في اليمن ليست وليدة الساعة، بل إنها كانت نشطة وعناصرها هاجروا من مناطق أخرى بحثاً عن الاستقرار بالنسبة لهم، هذه الجماعات كــانت موجــودة منذ أكثر من 20 سنة، بل إن النظام السابق كان يتحجج بمحاربتهم، واتضح فيما بعد أنها كانت أكذوبة أراد بها النظام السابق إرساء دعائمه والحصول على الدعم المادي والمعنوي من المجتمع الدولي، هذه الجماعات أصبـح لها نفوذ بعد الانق`لاب على النظام الشرعي وصعود (الحوثيين) للحكم، فأصبحت الدولة (رخوة) وضعيفة، مما جعل (القاعدة) يتقوى أكثر». وقال: هذه الجماعات استولت على الأموال من خلال مهاجمتها البنوك في اليمن، وساندتها أيضاً دعوات الانفصال، كما قاموا بنشر الفوضى، واستغلوا انعدام الأمن لتأسيس إمارة يحلمون بها في جنوب اليمن. وأوضح أن حجم الأسلحة المضبوطة يكشف عن مدى إرهاب تنظيم القاعدة ومخططاته العدوانية، لكن السؤال هنا: من أين أتت كل هذه الأسلحة لتنظيم القاعدة؟ لافتاً إلى أن هذا الحجم من الأسلحة لا يوجد في معسكرات الجيوش، وتساءل: هل تم الاستيلاء عليه من أحد المعسكرات؟ هل وصلت إليهم من إيران؟! هل للمخلوع والحوثي يد في حصول «القاعدة» على هذا الكم الهائل من الأسلحة ؟! وقال: الأسلحة التي تم ضبطها كانت هجومية تستخدم في التخريب والترهيب، مما يدل على أن هذا التنظيم لم يكن يسعى يوماً لحماية المدنيين، بل إنه يهدف إلى قتلهم وتشريدهم، وينشد نشر الفوضى وإضعاف التحالف وتقويض الشرعية. تهديد السلام الإقليمي وأضاف أن تنظـيم القــاعدة وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى، تهدد الأمن القومي والوطني، وتهدد السلام الإقليمي، وتؤثر على الاقتصاد العالمي لما لليمن من موقع استراتيجي مهم، مشيراً إلى أن مثـــل هذه التنظيمات تهدف إلى الاستيلاء على المضايق البحرية المهمة، في اليمن مثل مضـــيق باب المنــدب بهـدف إربـاك إمداد النفــط للسوق الدولية وتهـــديد الأمن النفطي، كما أن السيطرة على هذا المضيق يتيح للتنظيم الإرهابي مهاجمة السفن الدولية وتهديد الملاحة الدولية، بالإضافة إلى سعيه لجلب المزيد من المتطرفين بهدف تعزيز قواته. وربط الشليمي بين «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان»، وقال: تنظيم القاعدة و«داعش» وجبهة النصرة كلهم يحملون فكر «جماعة الإخوان الإرهابية»، الفرق أن جماعة الإخوان مثل «الحية» تغير جلدها حسب الظروف المحيطة بها، وكل هذه الجماعات تهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية، وبث الفتنة الطائفية بتفجير المساجد، كما حدث في الكويت والسعودية. التحديات الحقيقية ويرى عبدالله الجنيد، كاتب صحفي ومحلل سياسي، أن التحديات الحقيقية التي تواجه قوات التحالف هي تمشيط الأراضي اليمنية من تنظيم القاعدة، موضحاً أن الجميع يستشعر خطورة هذا التنظيم الذي يلقى دعماً من جهات خارجية. وأضاف أن تنظيم القاعدة يسعى لصنع دولة في جنوب اليمن ومحاولة لإنعاش «طالبان» أخرى اليمن، لكن تنظيم القاعدة ليس لديه المقدرة على إدارة الدولة، فهو تنظيم يتخذ من الجريمة منهجاً له، ويسعى لصنع الفوضى وعدم الاستقرار، وبالتالي يقود الدولة إلى الفشل، فتصبح الدولة غنيمة للدول التي ترعى الإرهاب. وأكد أنه من الخطير جداً ترك مثل هذه التنظيمات والسماح لها بجلب المتطرفين من شتى بقاع الأرض، خاصة من الدولة القريبة، مثل الصومال والدول الساحلية الأخرى. ومن ثم يجب التعامل معه كـعدو بائن يجب اجتثاثه من على هذه الأرض والقضاء عليه. لذا جاء التدخل العسكري «النموذجي» في حضرموت ضد تنظيم القاعدة رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي، وبالتحديد «أميركا» بأن دول الخليج قادرة على ضرب الإرهاب بيد من حديد، وأن هذه الدول تملك الإرادة السياسية والتنفيذ «وحدها»، وليست في حاجة لأميركا إن تخلت عنها. خوارج العصر وأكد الكاتب الصحفي والمحلل سياسي مشعل النامي أن الضربة العسكرية كانت مهمة جداً للقضاء على التنظيم الإرهابي، كي لا تزيد الأمور تعقيداً في اليمن لتعدد أطراف الصراع. وقال إن التدخل العسكري في سوريا لم يجدِ نفعاً بسبب التعاون المشترك بين جبهة النصرة وداعش والنظام السوري بسبب المصالح المشتركة بينهم، بينما الأمور أكثر إحكاماً في اليمن، وذلك لأن قوات التحالف أحكمت السيطرة على الأراضي اليمنية، وأغلقت المخارج والمداخل والمعابر البحرية، وفرضت حظراً جوياً، القضاء على «القاعدة» كان إحدى ثمرات «الحزم» في اليمن. رئيس «تريندز للبحوث» لـ «الاتحاد»: التحالف أنقذ العالم من ولادة تنظيم إرهابي متكامل يعقوب علي (أبوظبي) أكد الدكتور أحمد الهاملي رئيس مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن تدخل قوات التحالف العربي لتحرير اليمن أنقذ العالم بأسره من ولادة تنظيم إرهابي متكامل، كالذي نراه في العراق وسوريا، عبر إعادة استنساخ نموذج «داعش». وأضاف، أن الانتصار في المكلا من شأنه تعزيز الدور الإنساني الذي تقوم به الإمارات لتخفيف معاناة المتأثرين في اليمن من خلال توفير حملات إغاثة لتوفير الاحتياجات والمتطلبات الأساسية وتخفيف معاناة أفراد الشعب اليمني الشقيق، مشيراً إلى أن التنظيم الإرهابي من المكلا ساهم في تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، مما زاد من معاناة المواطنين اليمنيين. وأوضح الهاملي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تطهير المكلا من الإرهابيين كفيل بتجفيف منابع تمويل تنظيم القاعدة، الذي يعتمد بالأساس على تهريب الأسلحة والنفط، مؤكداً في معرض حديثة عن الأهمية الاستراتيجية لتدخل قوات التحالف العربي لدحر الإرهاب من المكلا أن التنظيمات الإرهابية تمكنت، بغطاء من المخلوع علي عبدالله صالح، من السيطرة على أهم المرافق الإيرادية في اليمن، وهو ميناء المكلا الذي يعتبر المنفذ البحري الوحيد في محافظة حضرموت، المطلة على بحر العرب، الذي قام التنظيم بتحويله إلى ميناء خاص به علناً، مشيراً إلى الخطورة البالغة التي خلفتها ذلك بعد تحويل الميناء إلى قاعدة استراتيجية لجني الأرباح من خلال الإيرادات التي بلغت مليار ريال يمني أسبوعياً. وأكمل: استخدم التنظيم الإرهابي الميناء في أعمال القرصنة والإرهاب، فأغرق اليمن بالمسلحين المتشددين، وتحول الميناء إلى منطلق لتنفيذ هجمات تستهدف حركة الملاحة الدولية، ومحطة لتهريب الأسلحة والممنوعات بمختلف أشكالها، مشيراً إلى أن الجماعات الإرهابية في اليمن تعول على استقطاب الشباب العاطلين عن العمل والباحثين عن قوت عيشهم، وتحويلهم إلى عناصر إرهابية هادمة للوحدة الوطنية والصف العربي الواحد، ولعل المعول الأول لبناء مملكتهم الإرهابية كان ضرب وزعزعة الأمن والأمان والاستقرار السياسي والاجتماعي في المنطقة وفي اليمن عموماً، وهو ما انعكس على الإقليم والمنطقة لاحقاً. إلا أن الهاملي عاد ليؤكد أن عملية تحرير المكلا ليست نهاية الحرب على الإرهاب في اليمن، ولكنها خطوة مهمة على طريق التصدي ومواجهة الإرهاب وحماية شعوبنا وممتلكاتنا من ناقلي الموت والدمار. وأضاف: معركة تحرير المكلا لن تكون الأخيرة، بل بداية قوية لمواجهة الإرهاب وترجمة عملية لنظرة قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الاستراتيجية لمواجهة محاولات العبث بالأمن القومي العربي، ولضرورة مساندة أبناء اليمن الشقيق دون النظر لأي من الاعتبارات الطائفية و المذهبية. وفي هذا السياق، يقول الهاملي، إن التحالف العربي كان شديد الوضوح، فيما يخص أهداف الحرب في اليمن، فأعلن أن التحالف ينطلق لإعادة الشرعية وحفظ الهوية العربية الأصيلة لليمن الشقيق، مؤكداً أن الطريق لتعزيز فرص السلام على الأراضي اليمنية، وإعادة سبل الحياة إلى الشعب اليمني الشقيق لن يتم دون استئصال شأفة الإرهاب وتنظيماته. وأوضح أن خطر منظمات «داعش» و«القاعدة» الإرهابيتين لا يقل عن خطر الحوثيين، وبقايا جيش المخلوع صالح، وبالتالي فإن التحالف أيقن أن لا معنى من التدخل ما لم ينقذ اليمن من الطامعين كافة فيه، وهو ما لا يمكن أن يتحقق دون توجيه ضربة قاصمة للتنظيمات المتشددة، وعلى رأسها تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي فرض سيطرته على جزء من الأراضي اليمنية بمساعدة ومساندة من المخلوع على عبد الله صالح. ويؤكد الدكتور الهاملي أنه لم يعد يخفى على أحد تورط الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع على عبدالله صالح في زرع تنظيم القاعدة الإرهابي على الأراضي اليمنية واستخدامه كورقة لبث الفوضى في البلاد وإطالة أمد الأزمة، واتخاذ ذلك أسلوباً لابتزاز الدول الغربية والمجتمع الدولي للحصول على الشرعية في مقابل التصدي للإرهاب والتطرف. ويضيف الدكتور الهاملي، أن علاقة الإرهاب بالمخلوع والحوثيين أكدتها العديد من الوثائق الدولية، وشهود عيان من الشعب اليمني، فضلاً عن اعترافات العديد من المقبوض عليهم من الجماعات الإرهابية، حيث تشير التقارير إلى أن مقاتلي الحوثيين هم الذين اقتحموا السجون وحرروا عشرات المساجين، ومن ضمنهم قيادات محلية بارزة في تنظيم القاعدة، كما لم يثبت مقاومة الإرهابيين لجماعة الحوثي في أي من مناطق اليمن. وأوضح أن تحرير المكلا جزء لا يتجزأ من جهود قوات التحالف العربي في تحقيق العدالة، مشيراً إلى أن التدخل جاء بتخطيط حكيم من قيادات عربية واعية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، ونفذت بسواعد عربية خالصة، ما يبعث إلينا بالفخر، بل ويؤكد قدرة الدول العربية على مواجهة التحديات المفروضة بقدرة عالية، علاوة على قدرة العملية العسكرية على تحقيق الأهداف المرجوة في زمن قياسي يجعل منها نموذجاً يحتذى به عالمياً. أكدوا أن الأمة تواجه فكراً دموياً يتلاعب بالفقه مختصون: عجلة الجهاد ضد المتلاعبين بالدين والوطن لن تتوقف إبراهيم سليم (أبوظبي) أكد علماء في الشريعة ومختصون أن الأفكار الدموية التي تبنتها التنظيمات المتطرفة، قائمة على التكفير وتحريف مفاهيم الجهاد واستباحة الدماء والأعراض والأموال والأوطان، وبعيدة عن صحيح الدين، وأن الانحراف الفكري خلف كل ضالة مضلة تمشي تحت راية القائد المنحرف عن الحق. وانتقد العلماء دولاً تعترف بدعمها للإرهاب والإرهابيين، وتجند الشباب المحبطين والمحرومين في دولهم وتغريهم بصنع الاضطرابات، حتى خرج الإرهاب عن السيطرة، مؤكدين لـ «الاتحاد» أهمية تحرير المكلا من تنظيم القاعدة، وأذنابه ومن يوالونه، واصفين الحدث بالإنجاز الكبير. الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أكد أن الفكر الجهادي لدى الجماعات المتطرفة والإرهابية فكر دموي؛ لأنه يتلاعب بالأحكام الفقهية والقيم، ويطوع النصوص بجهالة واضحة لأهدافه؛ لأنه يفتقر إلى علم العلماء وتنقيح النبهاء، فقد نشروا ديناً ليس من الإسلام في شيء، بل هو تشويه مقصود للإسلام فقهاً وفكراً وممارسة، ولذا لم تستطع تلك الجماعات إقناع المجتمعات العربية والإسلامية قبل غيرها بما تنتهجه، لأنها عاجزة عن امتلاك مشروع فكري تنويري رصين. وتساءل: فهل جاء الإسلام ليدمر الأرض التي أراد الله إصلاحها؟ وهل كان الإسلام عدواً للإنسانية وحضاراتها؟ أم جاء ليحقن الدماء ويصون الأعراض ويرسخ القيم الفاضلة، وليبني على الضرورات الخمس: حماية العقل والدين والنفس والعرض والمال؟ وأضاف الكعبي: دعونا نتساءل بعمق: من يقف وراء الجماعات الإرهابية؟ وهل الإرهاب العالمي قد أصبح البديل الواقعي للحروب التقليدية بين الدول تغذيه وتدعمه أنظمة ومنظمات ودول مارقة؟ وأضاف: للأسف، بتنا نرى ونسمع دولاً تعترف بدعمها للإرهاب والإرهابيين، وتجند الشباب المحبطين والمحرومين في دولهم، وتغريهم بصنع الاضطرابات في دول هشة بالأساس، ولكن الإرهاب خرج عن السيطرة، ولم تعد تجدي تلك الحلول الترقيعية، ولا بد من وقفات حازمة للتصدي لبؤر الإرهاب وتعرية تلك الدول المصنعة والداعمة له. وأضاف: هذا ما بادرت به دول مجلس التعاون في نصرة الشرعية في اليمن الشقيق، بقيادة المملكة العربية السعودية، ودعم عربي وإسلامي صار يتضاعف، فالجهاد في الإسلام ليس لعبة بأيدي الجماعات، بل هو شرع حنيف ومبدأ كبير جعله الله حصراً بيد الحاكم المسلم هو من يقرر من يحارب ومتى وكيف؟ ومتى يجنح إلى السلم والتصالح؟ وأكد أنه لم يعد مقبولاً من كل دول العالم العربي والإسلامي، أن تغض الطرف عن هذه الجريمة الكونية المسماة داعش و«القاعدة» وكل الفرق الضالة. لقد دمروا اليمن وسوريا والعراق وليبيا والصومال، وأصبح الخطر متفاقماً وشراً مستطيراً، ينبغي النهوض بتحالف كبير لإنهاء هذا العبث المدمر للدول والشعوب، وقد وفق الله قيادتنا الرشيدة في دول مجلس التعاون لتحزم أمرها، وتدك معاقل الإرهاب والمتمردين في اليمن، فتحررت مدينة المكلا من تنظيم القاعدة، كما تحرر معظم اليمن من المغتصبين للحق والشرعية، ولن تتوقف عجلة الجهاد ضد المتلاعبين بالدين والوطن والبشر، حتى يعلو الحق. معركة مفتوحة من جانبه، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور سيف الجابري، أستاذ الثقافة الإسلامية بالجامعة الكندية، أن هذا الانتصار مهم، خاصة أن الفكر الذي تبناه تنظيم القاعدة، يشكل المنعطف الخطر الذي أدخل الأمة في معركة مفتوحة، وهذا الانحراف الفكري، تداعى إليه كل سقيم منحرف، أو عليل محروم، أو طاغية متكبر. وقال: علينا جميعاً أن نسخر كل الوسائل للحديث وتبيان الحق للناس بألسنة مختلفة عن تلك الألسنة المتبوعة، وبشخصيات مضادة لها، وإعادة الشباب إلى مصادر العلم والفقه الأصلية، مشيراً إلى أن الطريق السليم لحماية مستقبل الشباب هو إيجاد العاطفة الدينية الصادقة، لتعلم الفقه بأصوله، والعبادات بأركانها، والثقافة الإسلامية بعمومها من خلال مناهج مدروسه. شرور القاعدة من جانبه، أكد فضيلة الشيخ أحمد محمد الشحي، مدير عام مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه، أن النجاح المبهر الذي حققته قوات التحالف العربي والشرعية في اليمن في طرد تنظيم القاعدة من مدينة المكلا، التي سيطر عليها التنظيم لأكثر من عام، هو انتصار كبير مشهود من ضمن الانتصارات المسجلة للتحالف العربي والشرعية في اليمن. وقال: إن هذه العملية العسكرية التي أثمرت عن دحر «القاعدة» وتخليص المكلا من قبضته، ذات أهمية كبرى بكل المقاييس، فهي من جهة خلصت أبناء المدينة من شرور «القاعدة» وظلمه وظلماته، وألحقت هزيمة نكراء بهذا التنظيم الأسود، كما أن دحر التنظيم هو في المقابل دحر للقوى الانقلابية في اليمن، والتي تستعين بـ«القاعدة» لتحقيق مآربها، كما عكست هذه العملية من جهة أخرى استراتيجية عسكرية عميقة وفذة لقوات التحالف والشرعية، وأعطت مؤشراً واضحاً على مقدرتها الكبيرة والمذهلة في دحر قوى الإرهاب والتطرف، وعلى جديتها وتصميمها على تحقيق هذا الهدف الكبير، كما أنها أعطت رسالة صريحة ومباشرة للعالم كله بالتصميم العربي والإسلامي على دحر الإرهاب وهزيمته واقتلاع جذوره، وأنه لا مكان للإرهاب ولا لتنظيماته. وأضاف: المكلا كانت طيلة عام كامل تحت أسر «القاعدة»، وتحت ظلم قمعها وإرهابها، وكانت السجون والمعتقلات معاقل لاضطهاد الناس، وكانت الظروف الاقتصادية قاسية نتيجة عمليات النهب والسرقة وغيرها، كما شهد بذلك الواقع، فجاء هذا الانتصار الكبير من قبل التحالف والشرعية ليعيد لهذه المدينة حياتها الطبيعية، ويعيد للناس أمنهم وأمانهم، ويفتح أمامهم أبواب الأمل بحاضر ومستقبل مشرق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©