الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيام الشارقة التراثية تفتح أبواب الزمن البهي

أيام الشارقة التراثية تفتح أبواب الزمن البهي
10 ابريل 2010 21:34
في منطقة الشارقة القديمة الواقعة في وسط الإمارة الباسمة قريبا من شواطئ البحر ومراسيه الزاخرة بحركة القوارب والسفن حيث كان يعيش ويقيم الآباء والأجداد، تستمر أيام الشارقة التراثية حتى الثامن عشر من أبريل الجاري، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتشكل أياما جميلة صار ينتظرها أهل الشارقة وأهل الامارات أجمعين، كثمرة بهية يحين قطافها كلما حان أبريل، وكلما حان احتفال العالم بأسره بيوم المتاحف العالمي. أيام ثرية ثراء ماضي الامارات وعبقه الجميل، أيام تعلن بقوة لرائيها أن دولة الامارات ليست مجرد ناطحات سحاب وأسواق ومجمعات تجارية ضخمة وفنادق فاخرة فحسب، وإنما بلاد يرتد أبناؤها كل يوم نحو تراث الأباء والأجداد للاستضاءة بنور قيم عظيمة لا تموت، وعادات وتقاليد عربية أصيلة لا تندثر ونكهة خليجية لا تزال عابقة في وجدان الأبناء الذين يجدون في زيهم الوطني ثوبا لا بديل عنه، وموسيقى وأهازيج وأشعار ماضيهم ومثل ماضيهم نغما لا يمكن أن ينحسر تحت مد الحداثة، وحرفا وألعابا وأزقة وأبوابا وزخارف لا تزال ماثلة أمام العين كما هي ماثلة في الذاكرة والقلب. لهذا كله فإن مجرد زيارة المنطقة التراثية بالشارقة اليوم، تعد بحد ذاتها سفرا جميلا في عالم الألق والبهجة والحنين التي تعبق بها أطياف الإنسان والمكان والزمان الإماراتي، وفرصة عظيمة للمواطنين والمقيمين العرب والسياح الأجانب للاستمتاع بحلقة التواصل المهرجانية الفريدة بين الماضي والحاضر، بما توفره إمارة الشارقة على الدوام من أجواء تراثية تمتزج بروح العصر، خاصة استحضار موسيقى وحرف وعطور الأجداد، إلى جانب أجواء الأسواق والمأكولات الشعبية التي سادت أيام زمان، حين لم تكن هناك وسيلة ترفيه أجمل من المشي في ردهات الأسواق، لتصافح العيون الجديد من البضائع العجيبة والطازج من الزاد والفواكه والخضراوات، خاصة أن بعض المحال تتميز بروائحها الجميلة التي تختلط فتصنع مزيجا عطريا أثيريا ينساب في الهواء بدءاً من رائحة الخبز الفائرة من التنور إلى رائحة الحلوى الممزوجة بطيب الهيل والزعفران وماء الورد ونفحات الأعشاب الطبيعية والعطور المتطايرة من محال العشَّابين والعطّارين. اليوم وجدنا مرة أخرى أبناء وبنات الامارات يلبسون أجمل ما عندهم، ويتطيبون بأفخر عطورهم قبل وضع أقدامهم على أرض هذا المكان الساحر العابق بنداءات مجالس وبيوت وأزقة وشوراع الآباء والأجداد، هنا حيث يلتقي الجيل الجديد بالمهرجان الحي الذي لايذّكره إلا بالمناسبات العزيزة كأعياد ومواسم حج سنوات القرن الماضي، تلك السنوات التي كانت تكتظ فيها جنبات هذا المكان نفسه وأرجاؤه وطرقاته الحميمة الضيقة بخطوات التجار والبائعين والحمالين والنساء والأطفال القادمين من كل حدب وصوب، من كل القرى والبراري والسواحل، ومن كل بحر يأبى أن يموت.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©