الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كبير النواخذة يعلم الطلبة كيفية فلق المحارة

كبير النواخذة يعلم الطلبة كيفية فلق المحارة
17 يونيو 2009 01:09
على صوت الأهازيج الجميلة التي يرددونها وتتناقلها النسائم الدافئة، تلثم وجنات موج جزيرة «السمالية» وتصعد إلى الأعلى: «يا معلم الناس علّمنا...علّمك حدٍ وعلّمنا». فيجيبهم صوت وقور عميق، مرددا ذات اللحن: «علّمت حدٍ وبعلّمكم»، يصعد الطلبة الصغار إلى القارب المستلقي كعروس البحر نصفه على اليابسة ونصفه الآخر في الماء، فيما يمد الوالد حثبور بن كداس- كبير النواخذة، يده إليهم واحدا تلو الآخر، يعينهم على صعود القارب، مرحبا بهم، بينما مساعده سعيد الرميثي يجذب كومة المحار التي جلبها الغواص أحمد عبدالله من الأعماق مع مجموعة الطلبة المشاركين في «ملتقى السمالية الصيفي». يقول بن كداس شارحا أداة جمع المحار: «يستخدم «ادّين» وهو كيس من الحبال يصنع من سعف النخل على هيئة دائرة كبيرة، تربط إليها الحبال (في عصرنا الحديث بات يصنع من الخشب وتجدل الحبال على شكل شبكة صيد) ليعلقه الغواص في رقبته وينسدل كحقيبة على صدره، يغوص بها في الماء ويضع المحار التي يصيدها بداخله، وحين يمتلئ يخرج من الماء وقد جمع ما بين 30- 50 محارة، بحسب ما يرزقه الله». وفيما تحلق حوله الطلبة الصغار (تتراوح أعمارهم بين 8-14عاما) في دائرة وهم بكامل زيهم الخاص بالبحارة وأهل الغوص في البيئة البحرية، حيث القميص الأبيض الطويل فوق وزار أزرق مخطط على شكل مربعات، أشار إلى الغواص أحمد ليوزع عليهم أدوات فتح المحارة وتسمى «مفالق». يوضح ابن كداس طبيعة عمل المفلق بينما يعلم الطلبة كيفية فلق المحار، ويكرر شروحاته ويوصيهم بالانتباه، ثم يقول: «إنه عبارة عن مقبض خشبي في رأسه قطعة معدنية معكوفة تتناسب مع استدارة المحارة، وهي ليست حادة، تدخل في قاعدة المحارة من جهة البطن المستند إلى باطن الكف اليسرى، ثم نشق المحارة باليد اليمنى بصبر وروية لئلا تنكسر عوضا عن ارتفاع المفلق إلى الأعلى كي تنفتح؛ ولا تلبث بحركة أخرى أن تنفلق، فيبحث عن اللؤلؤة في بطانتها بهدوء ورفق كي لا يخدش جدارها». وعلى إيقاع ضحكاتهم حينا، وتوقعاتهم حينا آخر، وإنصاتهم لكبير النواخذة وفريق عمله حينا آخر، يعتبر الطلبة أنهم أمام صناديق مغلقة، فلا يعلم أي منهم حين يفلق المحارة النائمة في باطن كفه هل بداخلها لؤلؤة أم لا؟ لكن هاجس الجميع أن يتعلم كيفية صيد المحار وكيفية فلقه. فهذا كله يشكّل فسحة رحبة لهم تعيدهم إلى زمن الأجداد، وعالم البحر الواسع، حيث يشكّل الغوص أحد أهم عوالم البيئة البحرية، التي تعتبر بدورها شقا مهما من تراث المنطقة وتاريخ الأجداد، وما كان ليقيض لهم دخول هذه التجربة الرائعة واختبار مشاعر الفرح والمتعة والفائدة لولا فعاليات «ملتقى السمالية» التي وجدت لأجل اكسابهم معلومات ومهارات قيمة تساهم في تثقيفهم وتعزيز انتمائهم الوطني.
المصدر: السمالية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©