الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

3 عقود في بناء درع يحمي الوطن

3 عقود في بناء درع يحمي الوطن
6 مايو 2008 02:37
سيظل يوم السادس من مايو دائماً علامة مضيئة في تاريخ قواتنا المسلحة، ففي مثل هذا اليوم من عام 1976 تم دمج القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة، لتكون السياج القوي الذي يحمي الوطن، والحصن المنيع الذي يذود عن حياضه، والقوة التي تدافع عن مقدراته وسيادته وأمنه وأمانه واستقراره· وحظيت قواتنا المسلحة في جميع مراحل بنائها بدعم واهتمام من قيادتنا الرشيدة والتي حرصت على توفير كافة الإمكانيات للقوات المسلحة وتزويدها بأحدث الأسلحة وبآخر ما وصلت إليه التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وذلك لزيادة دعم كفاءتها القتالية المتكاملة، لتصبح في طليعة الجيوش الحديثة بما حققته من نقلات نوعية متلاحقة· وأصبحت القوات المسلحة اليوم، بفضل الله ثم دعم صاحب السمو الشيــــخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله'' وبجهود أبنائها الميامين، أشد منعة وأكثر تطوراً وأعز نفراً وأعظم اعتزازاً وفخراً بما وصلت إليه، بعد أكثر من ثلاثة عقود من الجهد المتواصل والعطاء اللامحدود· وتمكنت القوات المسلحة في زمن قياسي- بفضل التخطيط والتنظيم والإدارة بأسس علمية سليمة- من التعامل مع أحدث التقنيات في مجال العتاد والسلاح وبناء جيش عصري قوي قادر على مواجهة التحديات والدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته· عمل متواصل ولم يكن ما وصلت إليه قواتنا المسلحة من مكانة متميزة وليد ظروف طارئة، وقد عبر عن هذا بحق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حين قال: ''إن ما حققته هذه القوات من كفاءة كبيرة في استيعاب التكنولوجيا العسكرية المتقدمة والقدرة على مواكبة العصر، لم يكن أمراً سهلاً أو هيناً ولا وليد ظروف طارئة، بل جاء تتويجاً لجهود مضنية وثمرة لاستراتيجية تطوير متكاملة''· وجاءت النقلة النوعية الكبيرة التي شهدتها قواتنا المسلحة -كماً وكيفاً- في جميع أفرعها البرية والبحرية والجوية نتيجة خطط ودراسات متأنية ودعم واهتمام متواصلين من قيادتنا الرشيدة وإحساساً بأهمية دور القوات المسلحة كإحدى ركائز الدولة العصرية· التنظيم والتدريب وواكبت هذه النقلة درجة عالية من التنظيم والإعداد والتدريب للعنصر البشري واقتناء مدروس لأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية من أسلحة ومعدات تتلاءم مع مستلزمات الحرب الحديثة والاحتياجات الدفاعية للذود عن حياض الوطن· وحققت القوات المسلحة تطورات عسكرية مهمة على طريق استكمال بناء قوتها الذاتية إلى جانب قوتها الدفاعية، وذلك بتخريج دفعات متوالية من شباب الوطن من مختلف الصروح الأكاديمية والمعاهد التابعة لها، حيث عمدت القوات المسلحة إلى إنشاء المعاهد والمدارس والكليات العسكرية التي تقوم بتدريب وتأهيل الشباب تأهيلاً عسكرياً يلائم متطلبات العصر ومستجدات الأوضاع، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات مع جامعات مدنية مرموقة لدعم العنصر البشري· وعملت على تزويد هذه المعاهد التعليمية بكافة الإمكانيات والعلوم العسكرية التي تسمح بأن يتلقى الطالب العسكري مختلف العلوم العسكرية الضرورية التي تؤهله لأن يكون قادراً على استيعاب ما يوكل إليه مستقبلاً من مهام تهدف في مجملها إلى خدمة الوطن· المدارس العسكرية إن المعاهد والمدارس العسكرية والكليات بأنواعها المختلفة هي الرافد الأساسي الذي تستمد منه قواتنا المسلحة كوادرها العسكرية، فعن طريقها يكون التأهيل والتدريب، ومن خلالها تتبلور عملية التنشئة العسكرية بصورتها الصحيحة وبمفهومها الأصيل، فينشأ العسكري بعد انضمامه الى الصفوف العسكرية النشأة القوية التي تؤهله تأهيلاً تاماً للقيام بدوره في تحمل المسؤوليات الجسام التي سوف تلقى على عاتقه فيما بعد من حماية للوطن وحفظ لأمنه واستقراره· الطليعة وأصبحت قواتنا المسلحة اليوم -بحمد الله- في طليعة المؤسسات في الدولة، كما أصبحت بفضل توجيهات ورعاية واهتمام قيادتنا الرشيدة تواكب أحدث المؤسسات العسكرية المتقدمة في العالم· ويأتي توقيع مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين قواتنا المسلحة وعدد من المؤسسات التعليمية في الدولة للتعاون في المجال الأكاديمي والتعليم الجامعي في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله'' وبتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بضرورة تطوير التعليم في كافة مؤسسات الدولة، وصولاً إلى آفاق التطور الحضاري، وإيماناً منهما بأن تحديات المستقبل تتعاظم، ولا سبيل إلى مواجهتها إلا بسلاح العلم والمعرفة، علماً بأن مثل هذه الأحداث تشير مجدداً إلى اهتمام القيادة العليا المستمر بترجمة الاستراتيجية التعليمية إلى خطوات عملية، يتم من خلالها ربط العناصر الأساسية ببعضها والنهوض بها في آن واحد وهي تشمل الإنسان كونه العنصر الأساسي لكافة مناحي الحياة والمؤسسات التعليمية بما في ذلك الآلية التعليمية بالإضافة إلى الجهات الحكومية والمدنية المستفيدة من قدرات المواطن الكفء على حد سواء· وليس أدل على هذا الأمر من افتتاح فرع لجامعة زايد في مجمع معهد التكنولوجيا التطبيقية بمدينة زايد العسكرية، فقد جسد افتتاح الفرع الجديد لاستقبال الطلبة العسكريين عمق التعاون والعمل المشترك بين قواتنا المسلحة والجامعة، حيث يشمل برنامج التأسيس الأكاديمي دراسة تأسيسية للغة الإنجليزية وعلوم الرياضيات والكمبيوتر، بالإضافة إلى طرح عدد من برامج البكالوريوس في مرحلة دراسية متقدمة في التصميم وعلوم الإدارة وعلوم الاتصال والدراسات الإنسانية، ويمنح الخريجون شهادات البكالوريوس· التعاون العسكري واصلت القوات المسلحة تنظيم التمارين مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة، وذلك في إطار خططها لتأهيل وزيادة قدرات الأفراد وإعدادهم إعداداً يتناسب مع التقنيات الحديثة· واتسعت دائرة التعاون العسكري لتشمل آفاقاً جديدة للتعاون مع جيوش الدول الشقيقة والصديقة، وذلك على مستوى الزيارات المتبادلة والدورات التدريبية والمناورات والتمارين المشتركة، مما جعل قواتنا المسلحة تكتسب الخبرات اللازمة لتطوير قدراتها ومهارتها العسكرية· وقال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله'': ''إننا نؤمن بأن التفوق الحقيقي للجيوش لا يتعلق فقط بالحصول على الأسلحة المتطورة والتكنولوجيا المتقدمة، بل في قدرة هذه القوات على التعامل الإنساني في المجال العسكري''· التمارين والمناورات وتعد التمارين والمناورات العسكرية تعزيزاً للعمل المشترك في إطار استراتيجية تدريبية لتعزيز الأسلوب التدريبي الأمثل بهدف الارتقاء بمستوى التخطيط، لرفع الكفاءة القتالية لقواتنا المسلحة، وبما يتناسب مع التقنيات العسكرية الحديثة، وتأميناً لمزيد من التنسيق بين قوات مجلس التعاون الخليجي ومع الدول العربية الشقيقة والصديقة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون المشترك· وفي إطار استراتيجية رفع الكفاءة القتالية قال صاحب السمــــو الشيخ محمــد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''الجهوزية العسكرية والتدريبية يجب أن تكون في أعلى مستوياتها، تحسباً لأي عارض، فهذا واجبكم كقوات مسلحة يقع على عاتقها المحافظة على سلاحها والإخلاص لوطنها وقيادتها والدفاع عن سيادة الوطن واستقلاله وحماية أمن ومقدرات شعبه''· واستضافت الدولة التمرين العسكري المشترك ''درع الخليج 2008-''1 على أرض الدولة بين قواتنا المسلحة وقوات دولة قطر وقوات الجمهورية الفرنسية، وذلك في إطار التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات العسكرية، حيث شاركت فيه عناصر القوات البرية والبحرية والجوية· إنجازات متصلة واستطاعت القوات المسلحة، خلال مسيرتها، أن تحقق سلسلة من الإنجازات على مختلف الأصعدة وفي نواح كثيرة، ولم تتأخر ولو للحظة عن مساعدة الشعوب الشقيقة والصديقة في محنها وما ابتليت به من نكبات طبيعية وأزمات عصفت بمناطق عديدة في العالم· وأثبتت القوات المسلحة وجودها في أكثر من موقع، حيث لعبت دوراً بارزاً في العديد من المساهمات خارج الوطن، وكان لها الدور العربي والدولي المتميز في كل من لبنان ضمن قوات الردع العربية، وفي تحرير دولة الكويت ضمن قوات التحالف عام ،1990 وفي إعادة الأمل في الصومال عام ،1992 وفي المشاركة في قوات حفظ السلام في كوسوفا ضمن قوات كيفور عام ،1999 وفي المشاركة ضمن قوة الصمود في الكويت، وفي إعمار العراق، كما لعبت القوات المسلحة دوراً رائداً في عمليات إغاثة المنكوبين بالزلزال العنيف الذي ضرب شمال جمهورية باكستان الإسلامية في 8 أكتوبر ،2005 بالإضافة إلى العديد من المشاركات الأخرى· وقد مثلت هذه المشاركات محطات مهمة في تاريخ الدور الإماراتي العسكري على الصعيد الخارجي الذي كان له دور إيجابي في المحافل الدولية· دعم وإعمار لبنان انطلقت فكرة هذا المشروع بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''، ثم سار على نهجه صاحب السمــــو الشيــــخ خليفـــــة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله'' وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئـيس الدولة رئيــس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله'' وبمتابعة واهتمام من الفريق أول سمــــــو الشيخ محمـــد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية هو أول من دشن المشروع الإماراتي الكبير في عام 2002 عندما أطلق عليه في البداية ''مشروع التضامن الإماراتي لنزع الألغام في لبنان''، ثم تحول في مرحلته الثانية إلى ''المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان''، وهذا المشروع خير دليل على الدعم المتواصل الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة لجمهورية لبنان الشقيقة، لتوفير الأمن والأمان لشعب لبنان، والتخفيف من أوجاعه وآلامه نتيجة النكبات والحروب المتتالية عليه· ويقوم المشروع على إزالة الألغام والقنابل العنقودية والقذائف غير المتفجرة في مناطق جنوب لبنان· ويعمل المشروع من خلال هذه المبادرة على تطهير حوالي أربعة ملايين متر مربع يوجد فيها 156 شركاً خداعياً و274 حقل ألغام· وقد بلغت مساحة الأراضي التي تم تطهيرها منذ بداية المشروع وحتى نهاية شهر أكتوبر 2007 ثمانية ملايين و27 ألفاً و215 متراً مربعاً، حيث تم العثور، خلال عمليات التطهير، على سبعة آلاف و506 ألغام وقنابل عنقودية في أقضية النبطية وحاصبيا وصور وبنت جبيل وجزين ومرجعيون· ويعد ''المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان'' أكبر مشروع إنساني وخــــيري داعم للبنان على مستوى الشرق الأوسط، سواء من حيث الحجـــم أو الاستمرارية· الوفاء والولاء وسجل التاريخ بكل إعزاز وتقدير الدور الكبير للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' في بناء وتطوير قواتنا المسلحة، فقد كانت لتوجيهاته الأثر الواضح فيما وصلت إليه قواتنا المسلحة من تطور وإنجازات· وبالدعم الكبير من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله'' وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله'' والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ستواصل قواتنا المسلحة الرقي والتقدم، لتكون دائماً في مصاف الجيوش الحديثة والمتطورة· وسيبقى منتسبو القوات المسلحة، في ذكرى توحيد القوات المسلحة الثانية والثلاثين، على العهد والوفاء للوطن وللقيادة الرشيدة، مواصلين تحمل المسؤولية وأداء الواجب بجدارة وجسارة في تجرد ونكران للذات، واضعين نصب أعينهم أن الوطن أمانة، وأن الواجب المقدس هو الحفاظ على أمنه واستقراره·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©