الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المدينة التعليمية» معرفة توفر أساليب فريدة لبناء الإنسان

«المدينة التعليمية» معرفة توفر أساليب فريدة لبناء الإنسان
17 يونيو 2009 01:05
تعتبر «المدينة التعليمية» الممتدة على مساحة 10 ملايين متر مربع في ضاحية مدينة الدوحة، من أهم وأبرز مشاريع تطوير قطاع التعليم في قطر خلال الألفية الثانية، وتضم في الوقت الحاضر فروعاً جامعية لبعض من أبرز جامعات العالم بالإضافة إلى عدد كبير من المؤسسات التعليمية والبحثية تعمل في مجملها لتوفير التدريب لأجيال المستقبل في منطقة الشرق الأوسط وتخريج قياديين ومبدعين قادرين على تحويل قطر إلى مجتمع قائم على المعرفة والعلم. إضافة إلى ذلك فإن المدينة التعليمية ليست مجرد مكان أو مبان مشيدة على أرض الواقع بل إنها مدينة توفر أفضل فرص التعليم للطلبة في المراحل الجامعة ليكونوا بناة المستقبل في أوطانهم، وركائز تعتمد عليها المجتمعات في الازدهار والنهضة، لذلك يصح وصف هذا الصرح بأنه ثروة وطنية غير قابلة للنضوب يتم فيه استثمار الإنسان وبنائه. حاضنة العلم والبحوث تضم المدينة 6 جامعات أميركية معروفة عالميا، ومنها جامعة (فرجينيا كومنولث، وتكساس، وجورج تاون)، وفي المدينة هناك قطاع للأبحاث بغية إدارة جهود إرساء مجتمع علمي مزدهر، وقد استضاف قطاع الأبحاث عدة مؤتمرات دولية في مجالات التكنولوجيا الحيوية، وتم تأسيس صندوق لرعاية البحوث لدعم الإبداع، علاوة على ذلك هناك صرح «واحة العلوم والتكنولوجيا» في قطر ومركز للأبحاث والتنمية وأول منطقة حرة في قطر. وتم افتتاحها قبل عدة أشهر، وتتضمن قائمة المستأجرين شركات مثل الشركة الأوروبية لطيران الدفاع ومايكروسوفت، وتحتوي المدينة «مركز السدرة للطب والبحوث» وهو مستشفى جديد تعليمي خصّص له وقف يقدّر بمبلغ 7.9 مليار دولار. وسيوفر المركز الرعاية السريرية وتعليم الطب وأبحاث الطب الحيوي. نهضة وعطاء تحتل التنمية الاجتماعية مكاناً بارزاً في اهتمامات مؤسسي المدينة التعليمية كي تكتمل دائرة العطاء والنهضة التي أقيمت من أجلها، وبما أن مفهوم التنمية متشعب فلذلك فإن التنمية تصلح في عدة مجالات وتفيد المصلحة العامة وقد أنشأت عدة مؤسسات وصروح تنطوي تحت مظلة التنمية وخدمة المجتمع كمؤسسة (أيادي الخير نحو آسيا) وهي مبادرة خيرية تركز على توفير المساعدة لمشاريع التنمية الاجتماعية في دول قارة آسيا. وقد قدمت مساعداتها في فترات الأزمات لدول مثل باكستان وإندونيسيا ولبنان وغزة، ولم يتوقف سيل المشاريع التنموية عند هذا الحد فلقد أنشئت أوركسترا قطر الفلهارمونية سنة 2008 وتتضمن 101 موسيقي. تهدف إلى تعزيز الثقافة الموسيقية في قطر والعالم، وأقامت حفلات عديدة في إسبانيا وإيطاليا وأميركا وعزفت سيمفونيات قطرية تحاكي الواقع والموروث التاريخي للجزيرة العربية والمواطن الخليجي، ومن أهم المشاريع التي قدمتها مؤسسة قطر للعلوم في المدينة التعليمية برنامج «نجوم العلوم» برنامج تلفزيون الواقع يبرز المبدعين العرب الشباب الذين يتنافسون لتحويل أفكارهم إلى منتجات تسويقية، وهو برنامج ستار أكاديمي للمبدعين في العلوم لكي يجذب الشباب إلى البرامج المفيدة بلغة العصر ويبعدهم عن برامج الواقع الهابطة. مناخ علمي من المراكز الأخرى التابعة لمؤسسة قطر والمعنية بتنمية المجتمع (الجمعية القطرية للسكري، دار الإنماء الاجتماعي، مركز التطوير الثقافي، معهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية، ومعهد قطر لتطوير المعارض والمؤتمرات) . وتقدم مستويات متميزة في مجال إدارة المؤتمرات والندوات وغيرها من الفعاليات، ومركز قطر الوطني للمؤتمرات يجري حاليا بناؤه ويتوقع تدشينه سنة 2011 ويوفر تسهيلات عالمية المستوى للمؤتمرات كما يتضمن مسرحاً سعته 2300 مقعد. لذلك إن المدينة التعليمية جديرة بأن تكون مدينة غير عادية ومكانا زاخرا بالعلم، ومنارة سيسجلها التاريخ في صفحاته بأحرف من ذهب، ولعل مخرجات التعليم للجامعات والكليات التي جمعها هذا الصرح الحضاري المميز ستدعم سوق العمل وتساهم في تطوير العالم العربي خلال السنوات القليلة القادمة، وعلى اعتبار أن المعرفة هي أساس النهضة وثروة لكل العصور، فالاستثمار في المدينة التعليمية هو ادخار ناجح ومشروع اقتصادي كبير سيدعم البلدان في توفير مناخ علمي من الطراز الفريد، لتدريب أجيال المستقبل على اكتساب أفضل الخبرات لتكون رافداً لهم في التخطيط للتطوير. والجدير بالذكر أن المدينة التعليمية قد جلبت جامعات عالمية وذات شهرة وصيت واسع، ومعروفة بعراقتها، وتطرح هذه الجامعات نفس المناهج التدريسية وتم التعاقد مع مدرسين من نفس الجامعات، قدموا إلى قطر بإغراءات كبيرة كي يدرسوا الطلاب، وبذلك لا يحتاج الطالب إلى السفر للغرب كي يحظى بتحصيل عملي راق، بل إن قطر جلبت الجامعات المهمة إليه في المنطقة،. ولأن الكثير من العائلات لا تحبذ سفر أبنائها للخارج، فهناك البديل القريب منهم والذي لا يبعد مسافة كبيرة في أي دول من الدول العربية، وفي بلد إسلامي وعربي محافظ، يكون فيه فلذات الأكباد في مأمن ويطمئنون عليهم.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©