الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتهام بنك بريطاني بالعنصرية ضد النساء

10 ابريل 2010 21:11
كشفت صحيفة “الإنديبندنت” اللندنية أن بنك إنجلترا متهم بـ”العنصرية إزاء النساء الموظفات به، وبعضهنّ رفعن دعوى قضائية ضده، وخلاصة القصة أن البنك، وأمام تفاقم الأزمة الاقتصاديّة وانعكاساتها على مردوده المالي، قرّر أن يجمع كلّ موظّفاته في ملتقى خصّصه لتقديم نصائح لهنّ في كيفيّة لباسهنّ وأسلوب عنايتهنّ بزينتهنّ قصد جذب مزيد من الزّبائن. ففي الوقت الّذي أعلن فيه صندوق النقد الدولي أنّ الاقتصاد البريطاني هو من أكثر اقتصاديات البلدان الصناعية تضرراً، وبينما عمّت الاضطرابات كلّ مدن وقرى بريطانيا رأى مسؤولون في المصرف المركزي البريطاني، بغية كسب مزيد من الزبائن، أن يولوا اهتمامهم بأحمر الشّفاه والأحذية ذات الكعب العالي لموظفات المصرف، و تمّ تبعاً لذلك توزيع مذكرة إدارية مكتوبة موجهة للنساء الموظفات في الملتقى الّذي كان شعاره: “الأناقة.. للفوز والرّبح”، والوصايا التي تمّ تقديمها للموظّفات تتضمّن قائمة طويلة من أهمّها: - انتبهي إلى نوعيّة عطرك. - البسي دائماً أحذية ذات كعب عال، ولكن لا يجب أن تتجاوز 5 سنتمترات. - كوني دائماً متزينة حتّى ولو اقتصر الأمر على أحمر الشفاه. - يجب الحرص على التناسق بين لوني الأحذية والتنورة ومن المستحسن أن تكونا بلون واحد. - يجب تجنّب حمل حقائب اليد وهي مليئة جداً. - يجب عدم الإكثار من الخواتم في أصابع اليدين. - يمنع منعاً باتاً وضع إكسسوار “الخلاخيل” وتسمى أيضا بـ”أساور الكعب” التي تضعها فئة معينة من النساء ذوات “السمعة السيئة”. بعض الموظفات لم يتقبّلن هذه المعاملة ورأين فيها عنصريّة إزاءهن وهن يرين أنه إذا كانت الموظّفات يتمّ الحكم عليهنّ من مظهرهنّ، فهذا يعني أنّه ينظر إليهنّ بشكل مختلف عن زملائهن الرّجال، وهو ما يرفضنه. والقضية كبرت وكلفت بعض الموظفات في البنك محاميات لرفع قضية عدلية ضد المصرف، بل ووصل الأمر إلى البرلمان ومنظّمات الدّفاع عن حقوق المرأة، وأسالت المسألة حبراً كثيراً وجلّ الآراء كانت تقول إنّ المرأة الّتي بلغت مرتبة مهمة في وظيفتها لها من القدرة على التفكير بكيفية لباسها ما يغنيها عن حضور ملتقى يخصّص كلّه لتقديم الوصايا في اللّباس والماكياج. والجدير بالذّكر أنّ المستشارين والخبراء المتخصّصين في تلميع صورة المؤسّسات يقبضون 5 آلاف جنيه استرليني (16 ألف يورو) مقابل الحصّة الواحدة التي لا تدوم أكثر من نصف ساعة، وإن كان هناك من عارض واحتجّ على ما أقدم عليه بنك إنجلترا، فإنّ هناك آخرين رأوا في ذلك أمراً طبيعياً ومجدياً ليقينهم بأن كيفية اللّباس مسألة مهمة وليست هامشية، فالمرأة الموظّفة في بنك أو في غيره، إذا أحسنت اختيار ملابسها فإنّها تكتسب مزيداً من الهيبة والاحترام، وكثير من النّساء يجدن صعوبة وقلقاً في انتقاء الملابس الملائمة لهنّ في سائر الأيّام وفي المناسبات الكبرى سواء كانت المرأة محامية أو محاسبة أو موظّفة في بنك. ويقول الخبراء مخاطبين النساء: “إنّك محترفة لمهنة، وإنّ زبونك ينظر إليك كذلك، فالزي الأنيق الجميل لقائد الطّائرة يمنح الرّاكب الشّعور بالأمان والثّقة، وكذلك الأمر بالنّسبة لبقيّة المهن”.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©