روسيا تؤيد تغيير نظام الاحتياطي العالمي

قال اركادي دفوركوفيتش ابرز المستشارين الاقتصاديين للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن روسيا تؤيد توجهاً حذراً نحو تغيير نظام عملات الاحتياطي العالمي، فيما بدأت مجموعة «بريك»، التي تضم أكبر 4 اقتصادات ناشئة في العالم، أول قمة رسمية لها أمس في إيكاترينبورج الروسية. وتركز دول «بريك»، البرازيل وروسيا والهند والصين، التي تمثل 15 في المئة من الاقتصاد العالمي البالغ حجمه 60.7 تريليون دولار على سبل إعادة تشكيل النظام المالي عقب الأزمة الاقتصادية. واستخدمت جولدمان ساكس مصطلح «بريك» في عام 2001، وهي تتوقع أن تتفوق الدول الأربع، الأعضاء في المجموعة، في غضون عشرين عاماً على مجموعة السبع، وأن يتقدم اقتصاد الصين علي اقتصاد الولايات المتحدة من حيث الحجم الإجمالي. وقال وو هايلونج المسؤول البارز بوزارة الخارجية الصينية «تؤثر الدول الأربع إلى حد كبير على التنمية الاقتصادية الدولية واعتقد أنه في حالة طرح الاجتماع بعض المقترحات والمبادرات فإنها ستكون عادلة ومقبولة»، وتابع «بصفة خاصة اقترحت بعض الدول إصدار عملة متجاوزة للسيادة الوطنية وأعتقد أن حماسهم يرجع إلى الرغبة في ضمان امن احتياطي العملات الأجنبية لكل دولة». وقال دفوركوفيتش إن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يدعم قضية عملة احتياطي عالمية في الاجتماع، وتابع في مؤتمر صحفي «هناك إدراك لأن آخر ما نحتاج إليه في الوقت الحالي هو اضطراب في الأسواق المالية.. ليس هناك من يريد تدمير الدولار بما في ذلك نحن». وقال دفوركوفيتش إن قادة دول «بريك» التي تمتلك احتياطيا أجنبيا نحو ثلاثة تريليونات دولار سيناقشون أيضا فكرة تبادل استثمار احتياطيهم في عملة كل منهم. وقبل اجتماع «بريك» قال ميدفيديف للقادة المشاركين في قمة منظمة شنغهاي للتعاون (سكو)، والتي تضم الصين أيضاً انه ينبغي على المنظمة أن تدرس استخدام العملات المحلية في التجارة بين دول المنطقة وبعضها البعض. وتابع «ينبغي أن ندعم نظام العملة الدولي ليس من خلال تعزيز مكانة الدولار فحسب، بل بإيجاد عملات احتياط جديدة وربما وجود عملة سداد تتجاوز السيادة الوطنية وسبل لتسوية التعاملات»، كما دعا ميدفيديف الأعضاء للتفكير في الاستثمار في الأدوات المالية في الدول الأخرى. وفي الأيام الأخيرة قلل مسؤولون صينيون من شأن الحديث عن مناقشات حول عملة احتياطي جديدة تتجاوز حدود الدول للحد من الاعتماد على الدولار الأميركي. وفي سياق متصل أعلن الرئيس الصيني هو جينتاو أمس أن بلاده ستقدم 10 مليارات دولار إلى الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون لمساعدتها على التغلب على الأزمة المالية. وقال هو جينتاو أمام قمة المنظمة المنعقدة في روسيا إن «الصين قررت أن تقدم للمنظمة مبلغ 10 مليارات دولار لمساعدتها على المحافظة على الاستقرار المالي, وتخصص مساهمتها لجهود الدول الأعضاء لمكافحة الأزمة الاقتصادية»، ولم يكشف عن مزيد من التفاصيل. وتضم المنظمة إضافة إلى الصين كلاً من كازاخستان وروسيا ودول أفقر هي أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان المتضررة بشدة من الأزمة المالية. وقال هو جينتاو «سنشكل وفوداً للمساعدة على الاستثمار التجاري تزور الدول الأعضاء بهدف تعزيز الواردات والصادرات والاستثمار المتبادل».