الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأميرة الصغيرة والأقزام السبعة» يتألقون في كرنفال الربيع

«الأميرة الصغيرة والأقزام السبعة» يتألقون في كرنفال الربيع
10 ابريل 2010 21:06
يحلق الأطفال في فضاءاتهم الرحبة مستمتعين بكل عزف يسمعونه أو رقصة تعبيرية يؤدونها. وهم على براءتهم ينفذون دوما ما هو مطلوب منهم لكن على طريقتهم. يصيبون حينا ويخطئون حينا، غير أنهم ظريفون في مطلق الأحوال. لوحات مسرحية لقصص كرتونية جسدها أطفال صفوف الحضانة في مدرسة «لوي ماسينيون» في إطار كرنفال الربيع السنوي الذي تنظمه الإدارة تشجيعا للمواهب الصغيرة. عشرات البنات والأولاد في أعمار الزهور تدربوا على مدى أكثر من شهرين للقيام بأدوارهم. حفظوا الأناشيد، تمرنوا على الرقصات، وأمضوا الساعات يعيدون ويكررون خطواتهم ليقفوا أخيرا على منصة العرض أبطالا في مواقعهم. وتمهيدا لذلك كله، عملت خلفهم خلية نحل من الطاقم التعليمي بحيث تولت كل معلمة من قسم رياض الأطفال مهمة معينة لإنجاح الحفل. وقد توزعت المهام بين طرح الأفكار وإعداد الملابس وتوزيع الأدوار والتدريب على الغناء والحركة بمعدل ساعة في اليوم. أمير وساحرة الاستعداد لافتتاح الكرنفال بدأ منذ السابعة صباحا، حيث جهزت الملاعب الكبيرة لتستقبل عشرات الطلاب «النجوم» الذين نزلوا إلى ساحة العرض يتبخترون في أزيائهم. هذا طفل يرتدي لباس الأمير، وذاك الأنيق الصغير يقوم بدور المعلم فتزيده نظاراته وقارا، فيما الساحرة تقف معتزة بقبعتها الكبيرة وعصاها البراقة ترمق الأميرة الجميلة من بعيد. المقاطع المسرحية ومنها «الأميرة الصغيرة والأقزام السبعة» و»بياض الثلج»، ظلت تتوالى الواحدة تلوى الأخرى في الهواء الطلق وعلى مدى ساعتين. أما الأهالي وطلاب المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، فقد تحلقوا حول المكان بانتظار مرور أبنائهم كل بدوره فيما عدسات كاميراتهم لم تهدأ بالتنقل من زاوية إلى أخرى. ألوان المعرفة أجواء من الفرح والبهجة ملأت الأرجاء، فيما علا صوت الموسيقى في المدرسة كما لم يحدث ذلك من قبل. وبينما أنظار الجميع متجهة ناحية «الممثلين»، كان الصغار أنفسهم منشغلين في أمورهم الخاصة. يسيرون بالضبط كما هو مخطط لهم، وبانسجام تام أتموا مهامهم بتميز يستحق التقدير مقارنة بأعمارهم التي لا تتجاوز الخمسة أعوام. مدير المدرسة أوليفييه لا مار الذي رافق برنامج التحضير للكرنفال بتفاصيله، كان هناك يستقبل أولياء الأمور بفخر يوازي فرحتهم بأبنائهم. ولشدة اعتزازه بالحدث التثقيفي الذي رافق خطواته منذ البداية، قدم عبر المذياع لكل فقرة شارحا مضمونها. وهو الذي يحرص على الجانب الأكاديمي بالتوازي مع الجانب الترفيهي، يعتبر أنه من المهم جدا تعزيز ثقة الطفل بنفسه عبر تكليفه بأداء الأدوار التمثيلية وسط الفريق. ويرى أن دور المدرسة يجب أن يتكامل مع دور البيت في إيجاد بيئة صحية يستفيد منها الطفل وتخوله من اكتساب شتى ألوان المعرفة. «وهذا ما نلتزم به في كافة المراحل التعليمية، ولا سيما في المراحل الأولى التي تشكل النواة الأساسية لشخصية الطالب». مواهب بينما كانت جمانة أشقر معلمة صف الحضانة الثانية منهمكة في ربط حزام طفل سيقوم بدور واحد من الأقزام، سألناها عن مدى قابلية الصغار على حفظ الأدوار الموكلة إليهم ابتسمت قائلة: «إمكانيات الأطفال في هذه السن ليست متساوية، فالبعض يتميزون بسرعة الحفظ وتطبيق المطلوب، فيما آخرون قد لا يملكون هذه الملكة». وهي بحسب خبرتها الطويلة في المجال التعليمي، ترى أن الصغار عموما يهوون التغيير ويرغبون دوما بإثبات قدراتهم أمام المجموعة كنوع من الفخر ورغبة منهم في الحصول على المدح والإطراء. وتلفت إلى أهمية اكتشاف مواهب الأطفال منذ مرحلة الحضانة، إضافة إلى تشجيعهم على مختلف نشاطات الحركة والرياضة والتركيز وسواها. «فكل ذلك من شأنه أن يصقل قدرات الطفل التعليمية والتثقيفية». الساعات الأخيرة على القدر نفسه من الاهتمام بصغائر الأمور كانت تتصرف منال بواش الناشطة في رياض الأطفال، حرصا على راحة التلامذة وتأكيدا على أن كل شيئ سيكون على ما يرام. «الأطفال رائعون بتصرفاتهم وبراءتهم، وهم في الإجمال يصغون إلى أوامر المعلمة ويلتزمون بالقوانين. لكن لا أحد يعلم ما الذي يمكن أن يحدث في الساعات الأخيرة». فقد يشعر أحدهم بالخجل ويرفض المشاركة، وقد تنتاب آخر نوبة بكاء غير مبررة كنوع من الممانعة. وتكمل حديثها وهي تسرح شعر إحدى «النجمات» مشيرة إلى ما لمسته طوال فترة التدريب، من جدية عند الأطفال. «فهم على صغر سنهم يعرفون جيدا أن أداءهم لمختلف الأدوار أمام الإدارة وكافة الطلاب والكثير من الأهل فيه مسؤولية كبيرة». وقد أدوها بالفعل على أكمل وجه وأكثر بكثير من المتوقع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©