«العين لصناعات الطيران» تحظى باهتمام الشركات العالمية في معرض باريس

كشفت شركة أبوظبي الوطنية للمطارات «أداك» رسمياً أمس عن مخطط المرحلة الأولى لمنطقة العين لخدمات وصناعة الطيران، المقرر إنجازها نهاية عام 2012، وسط إقبال واهتمام ملموسين حظيت بهما المنطقة حديثة الإطلاق من قبل الشركات العالمية في تكنولوجيا الطيران الراغبة في توسيع عملياتها. وبموازاة ذلك، وقعت شركة «أداك» أمس 3 اتفاقيات تعاون مشترك مع شركتين بريطانيتين وأخرى سويسرية في مجال الطيران، بهدف افتتاح مراكز حديثة لدعم صناعة الطيران، وتوسيع عمليات الشركات في مجمع العين لصناعة الطيران في مدينة العين، ليصل إجمالي الاتفاقيات الموقعة خلال اليومين الماضيين إلى 6 للتعاون والشراكة في قطاع الطيران والخدمات اللوجستية. ووقعت «أداك» الاتفاقيات مع «مسترال» السويسرية لصناعة محركات الطائرات، و»بيجل إيروسبيس» وشركة «جينيريشن ميتالز» البريطانيتين، بحضور نخبة من الوفود الرسمية من البلدين وممثلين من شركة «أداك» والشركات البريطانية، وذلك في مركز لابورجيه للمعارض في العاصمة الفرنسية باريس على هامش معرض باريس الدولي للطيران. وبموجب الاتفاقية الموقعة بين شركة أداك وشركة «بيجل إيروسبيس»، سيتم إنشاء مرافق لتخزين قطع الغيار مثل الكوابح وأغطية المحركات وغيرها في مدينة العين، الأمر الذي سيسهم في تحسين معدل زمن الاستجابة في الحالات الطارئة التي تستدعي ضرورة ترميم الطائرات وإصلاحها، على أن يتم في مراحل لاحقة إنشاء مرافق للصيانة وإصلاح الطائرات لدعم نمو قطاع الطيران المدني والعسكري في المنطقة. وتمتلك شركة «بيجل إيروسبيس» خبرة واسعة في صناعة الطيران، وتعتزم بناء مركز متخصص لتركيب قطع الغيار اللازمة وإصلاح الطائرات في مجمع العين لصناعة الطيران.وأشار رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للمطارات خليفة محمد المزروعي إلى أن صناعة الطيران البريطانية تمتاز بجودتها العالية في مجال تصنيع قطع الغيار الخاصة بالطائرات والمحركات وغيرها من الخدمات التي تخص صناعة الطيران. وجاء إطلاق مشروع منطقة العين لصناعات الطيران لتلبية الطلب المتوقع من قبل الشركات العاملة في مجالات صناعات «الهاي تك» وتكنولوجيا الطيران الساعية إلى فتح أسواق جديدة لصناعاتها والخروج لمناطق جديدة تساعدها على تحقيق المزيد من النمو. وأبدت العديد من الشركات العالمية والشركات المتوسطة والصغيرة اهتماماً بالغاً بالمنطقة التي تم الكشف عنها أمس الأول للمرة الأولى بشكل رسمي في معرض باريس الدولي. وقال رئيس منطقة العين لصناعات الطيران في شركة أبوظبي للمطارات فيصل محمد الزيدي لـ»الاتحاد» إن المنطقة ستسهم في استقطاب أهم الشركات البافارية العاملة في مجال صناعات الطيران لا سيما بعد توقيع اتفاقية التوأمة مع منطقة بافاريا الصناعية الألمانية. وأضاف «ستكون المنطقة واحة صناعات الطيران والتكنولوجيات المرتبطة بها على مستوى منطقة الشرق الأوسط». وأوضح الزيدي أن المنطقة التي تحظى باهتمام من قبل القيادة الرشيدة ستساعد في تعزيز التوجه العام لإمارة أبوظبي نحو تنويع اقتصادها والانتقال به من الاقتصاد القائم على النفط إلى الاقتصاد القائم على التكنولوجيا والمعرفة والصناعات المتقدمة التي تحقق قيمة مضافة كبيرة. وأضاف أن منطقة العين لصناعات الطيران والتي تتخذ من المنطقة المحيطة بمطار العين مقراً لها وتبلغ مساحتها نحو 25 كيلو متراً مربعاً ستكون مركزاً إقليمياً لصناعات الطيران ذات التكنولوجيا العالية، حيث أن اختيار المنطقة يأتي ضمن إطار تطوير المنطقة اللوجستية في مطار العين، وخلق مجتمع داعم لهذا التوجه. وذكر الزيدي أن اختيار العين جاء لكونها تحتضن أكاديمية العين للطيران، إضافة إلى الدعم الكبير الذي تلقته من حكومة أبوظبي نحو تحويل منطقة العين لتكون متخصصة في خدمات الطيران وبناء مدينة متكاملة لخدمة القطاع بمختلف مجالاته، وتقديم حوافز مهمة لشركات صناعات الطيران. وتعمل شركة أبوظبي للمطارات على تطوير الحلقات الأساسية في صناعات الطيران، حيث سيتم الإعلان عن برنامج مهم لاختيار أفضل وأهم الشركات المتخصصة في «الهاي تك» أو التكنولوجيا المتقدمة. وأفاد الزيدي «نسعى من خلال معرض باريس الى جذب الشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في تقديم خدماتها لصناعات الطيران، وتقديم حوافز استثمارية للشركات الراغبة في إقامة مشاريع لها في منطقة العين لصناعات الطيران». وأكد استعداد المنطقة من الآن لاستقبال طلبات الشركات الراغبة في إقامة مشاريع لها. وتتولى «أداك» مهمة تطوير البنية التحتية للطيران والنقل الجوي في الإمارة، كما تتولى مسؤولية تشغيل وإدارة المطارات الدولية في مدينتي أبوظبي والعين منذ شهر سبتمبر من عام 2006. وفي عام 2008، ضمّت أداك إلى المرافق والمنشآت التي تتولى إدارتها مطار البطين للطيران الخاص ومطار جزيرة صير بني ياس السياحية ومطار جزيرة دلما. ويخضع مطار أبوظبي الدولي حالياً إلى أهم وأكبر عملية إعادة تطوير وتوسعة على الإطلاق تصل كلفتها إلى 25 مليار درهم (8.6 مليار دولار)، وتهدف هذه العملية في المقام الأول إلى زيادة مجمل الطاقة الاستيعابية للمطار إلى أكثر من 20 مليون مسافر سنوياً. وقال روب لودفورد، رئيس مجلس إدارة شركة «بيجل إيروسبيس» إن هذه الاتفاقية «تمنحنا فرصة مثالية لتقوية الروابط المشتركة وأطر التعاون مع شركائنا في شركة أداك وتفعيل خطط التطوير وتبادل الخبرات لدعم صناعة الطيران في المنطقة، كما أننا نعتبر هذه الخطوة مهمة كونها تدعم خططنا للتوسع والتنمية وتطوير أعمالنا في منطقة الشرق الأوسط وآسيا». وبخصوص اتفاقية التعاون المشترك التي أبرمتها شركة «أداك» مع شركة «جينيريشن ميتالز»، فهي تهدف إلى الاستفادة من خبرة ومعرفة الشركة في مجال التموين وتوفير مجموعة كاملة ومتكاملة من المعادن المستخدمة في صناعة الطيران إلى مختلف الشركات العاملة في المنطقة. وبدوره، علق كيفن بولدرستون، المدير التنفيذي لشركة «جينيريشن ميتالز» بالقول «تعتمد استراتيجية الشركة، التي تعتبر رائدة عالمياً في توفير قطع الغيار اللازمة للطائرات وخدمات الطيران، على توسيع عملياتها إلى الخارج. لذلك، فإننا نعتبر مدينة العين وجهة رئيسية لتعزيز نمونا على النطاق العالمي. كما أننا نسعى إلى توفير احتياجات مجمعات الأعمال المماثلة لمجمع العين لصناعة الطيران وتعزيز تقدّمنا في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا». تجدر الإشارة إلى أن شركة «بيجل إيروسبيس»، التي تقع في الساحل الجنوبي لبريطانيا، قد تأسست منذ أكثر من خمسين عاماً لخدمة صناعة الطيران. وتحرص الشركة على إبرام عقود حصرية لتصنيع قطع الغيار اللازمة لشركات الطيران المدني وتوفير خدمات الدعم اللازمة للطائرات النفاثة العسكرية إضافة إلى تشييد مراكز متقدمة لإصلاح وترميم الطائرات. وتقع المراكز المتخصصة في إصلاح وترميم الطائرات، والمطابقة للمعايير الدولية بحسب الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران والإدارة الفيدرالية للطيران، في مقر الشركة بالمملكة المتحدة. وتعمل الشركة على تصليح وترميم قطع الغيار الخاصة بالطائرات مثل الهياكل المعدنية وأغطية المحركات لمعظم شركات الطيران المدنية التي تعتمد على طائرات من طراز بوينج وإيرباص. من جهة أخرى، تأسست شركة «جينيريشن ميتالز» منذ أكثر من 25 عاماً، وهي شركة مستقلة متخصصة في توفير خدمات التموين وإنتاج المعادن المستخدمة في صناعة الطيران. وتطمح الشركة إلى توسيع نطاق عملياتها في مدينة العين.