الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحضان الأم

15 مايو 2016 23:04
نرى أماً احتضنت أطفالها وبذلت ما تستطيع من وقتها لتقضيه معهم، تتحدث إليهم، تشرح ما تقول، تتفهم أفكارهم، تترجم لهم أحداث العالم من حولهم، تزيل الغموض عما صعب عليهم، تنير طرق الخير وتعلمهم كيف يسيرونها آمنين، تعلمهم كيف يجتنبون سبل الظلام المليئة بكل ما اختبأ عن الحياة ويسعى لإيذاء الأحياء، تبرر لهم أوامرها ونواهيها لينفذوها مقتنعين. تتلمس مواطن عطاءاتهم وتشجعهم على العمل المبدع، تلعب معهم ما تتقن من ألعاب، فهي الأوقات الخالدة في ذاكرتهم. كم هي جميلة تلك الأم بلا حواجز تقطيب الوجه والصراخ، وإصدار الأوامر والنواهي، والانشغال بأجهزة الهاتف التي سرقت الأم من أبنائها الذين لا يزالون بحاجة لشرب كأس ماء نقي من يدها. نشتكي كثيراً بالذات، نحن معشر النساء، ونتذمر من ابن لا يطيع لنا أمراً، وآخر قليل الكلام، وثالث يعيش التوحد الإلكتروني مع جهازه العظيم، ورابع لا يحب المدرسة ولا يقبل على الدروس، وخامس وسادس.. ونسأل الله العافية من تصرفات أطفال صغار لا مكان لذكرها، وندعي بأننا بذلنا كل ما يمكن بذله، لكن ذلك الابن الصعب لا رجاء في إصلاح اعوجاجه، ونحن في حقيقة الأمر لم نبذل سوى الصراخ والصوت العالي الذي يسوقه إلى معاندتنا، أو العقاب الذي يصور لعقله البريء أننا أعداء نريد إيذاءه. إذابة كل حاجز بين الأم وأطفالها أمر مطلوب، بل ضروري، لا سيما في فترة صار الطفل هدفاً بالنسبة لمن أراد الفساد في الأرض وإراقة الدماء، فليس أسهل من طفل بريء لم يعرف شيئاً عن الخيرين، ولم يسمع أمراً عن الأشرار، ولم يقل له احذر ولا تكن لقمة سائغة لمن يريد بك وبأسرتك ووطنك سوءاً. العلاقة بين الأم وأبنائها مهمة، وإنْ ضحت الأم العاملة بساعة من وقتها لتقضيها مع هؤلاء الأطفال، في الفترة التي نواجه فيها تحديات من نوع جديد لم نعهده من قبل، ذئاب بشرية لا يمتعها سوى القتل والحرق والفساد، ترمي بشباكها وتصطاد كل سهل لم يتم تطعيمه بلقاح ضد مرض الإرهاب والتخريب والتفجير. وليس الأب أقل أهمية في تأدية دور إيجابي في حماية الأبناء، لكن الأم ذلك الحضن الدافئ والصدر الواسع والصبر الطويل، التي هيأها الله للحمل والولادة والتربية، يقع على عاتقها دور أهم في هذا الشأن، نسأل الله العظيم لصغارنا العافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©