الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا أُجيد التمثيل

5 ابريل 2017 22:39
«أنت فاشل ولن تفهم الحياة ولن تستطيع أن تبني حياتك، أنت لم تدرك بعد طبيعة البشر، وتبني قصراً من السراب، سوف يزول وينتهي فتستيقظ وأنت مهزوم! نعم سوف تخسر رهانك، وسوف تصبح في لحظة ما كالجندي المهزوم في معركة كان يظن أن النصر أقرب له من حبل الوريد، فأصبح ينتظر الحكم عليه بعد أن تركه الجميع وبقي أسيرا مقيدا في يد العدو! أنت لست أنت الحقيقي، والواقع هو ليس الواقع الحقيقي، أنت لست أنت إن لم تُجد التمثيل!» هكذا كان حديث دكتورة جامعية معي! فقالتها بصراحة وشفافية، يجب أن تمثل؛ فالجميع يمثلون والواقع يفرض عليك وعلي التمثيل! ومن شدة ذهولي، ظننت أنها تمثل، ولم أعد أعرف الحقيقة، وما يثير العجب أن تسمع هذا من أصحاب المستوى العلمي العالي، ما جعلني مشوشاً أفكر في الأمر كثيراً، فربما تكون على حق، فأعيد النظر في حالي. بدأت أعيد الكلام يوماً بعد يوم، أضع النظريات والفروض، اختلقت ألف عذر وعذر، وأسأل نفسي، لعلي أصل لإجابة شافية! أنا لا أتحدث عن فنون التمثيل، بل أشكو من التمثيل بالمشاعر، فهل يستطيع الإنسان أن يعيش دورين في الحياة؟ بدأ الحديث بكيفية بناء الأسرة، وما يفرضه الواقع المجتمعي في الشرق لنواجه الكثير من المشكلات التي تضع إطاراً معيناً ومعقداً أحياناً في طريق بناء الأسرة، وتطرق الحديث إلى موضوع زواج الحب بين النجاح والفشل، وعندما طرحت رأيي بأنه من الصعب أن يعيش الشخص بمشاعر شبه زائفه، كأن يتزوج فتاة وعقله وقلبه متعلق بأخرى، ففي هذا ظلم للأطراف الثلاثة، فكان الرد الذي لم يخطر على بالي قط هو: لماذا لا تمثل فالجميع يمثلون! وهكذا يكون بناء غالبية الأسر. يمكن لمن يفهم الحياة والواقع والسعادة الحقيقية أن يمثل، ولا يمكن له أن يتقبل فكرة البعد عن الذات، فأنت لا تكذب على الطرف الآخر، بل تكذب على نفسك، وتعيش الكذبة حتى تصدقها، ولا تدرك هذا إلا في الساعة الأخيرة، عندما تعيد شريط الذكريات في ثوانٍ معدودة، متأسفاً على واقع لم تفهمه، ومتألماً من كذبة انطلت عليك وعلى الجميع، وترحل من هذه الحياة وأنت مهزوم المشاعر، فالذي يعيش الوهم لا يمكن له أن يعرف معنى الحياة. عبدالناصر أبوعلي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©