تولوز (ا ف ب) - يصل عدد قتلى الحوادث المنزلية في فرنسا إلى 11.500 شخص، أي ما يعادل أربعة أضعاف عدد قتلى حوادث السير، الأمر الذي أثار اهتمام باحثة في جامعة “تولوز - لو ميراي” لفهم الصمت الذي يحيط بهذه الحوادث. تقول الباحثة ميشيل لالان التي وضعت دراسة بعنوان “سوسيولوجيا المخاطر المنزلية: حوادث غير منظورة” في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية “الرأي العام يقلل من تقدير عدد هذه الحوادث، وكذلك يفعل الباحثون، هذه الحوادث لا تثير القلق الكبير ربما لأنها تحدث في نطاق خاص”. وتضيف الباحثة أن السلطة العامة تلتزم الصمت أيضاً حيال هذه الحوادث. وتشير إلى أن رئيس الوزراء أعطى وصف “القضية الوطنية الكبرى” في العام 2011 لـ “مكافحة الوحدة” بدلا من مكافحة الحوادث المنزلية.
لا تنفي الباحثة أهمية الجهود التي أطلقت من أجل السلامة في دور الحضانة وأحواض السباحة الخاصة وأجهزة الإنذار من الحريق المقرر وضعها في المنازل، لكنها ترى إنه “لا يوجد جهد منسق في هذا الشأن”.
وتقول “قلما تحظى المساحة الخاصة باهتمام عام، وهذا أمر حسن من دون شك، لأن عكس ذلك يعني انتهاك الحرية. لكن هذا يفسر عجزا في تفسير هذه الحوادث المنزلية اجتماعيا. وغالبا ما يعيدها الشهود عليها أو الناجين منها إلى المصادفة أو إلى حادث غير مهم وغير متوقع”. وتضيف “الشعور بالذنب من خلال الحديث عن خطأ أو نقص في الانتباه عندما يقع الأطفال ضحية تلك الحوادث” يشكل جانباً آخر من غياب التفسير الاجتماعي، وفقا للباحثة.
وتشير الباحثة إلى أن هذا الخطر لا يلقى الاهتمام المطلوب، في الوقت الذي تشكل الحوادث المنزلية السبب الثالث للوفيات في فرنسا، بعد مرض السرطان وأمراض القلب والشرايين، كما تعتبر السبب الأول لوفيات الأطفال دون سن الخامسة عشرة.
في العام 2006، أظهرت دراسة أعدها معهد الحماية من الإشعاع النووي أن 39% فقط من السكان يعتبرون أن الحوادث المنزلية تشكل خطراً كبيراً، مقابل 57% يرون الخطر في حوادث السير، و75% يرون الخطر في تلوث الجو. واحتلت الحوادث المنزلية المرتبة 21 من بين قائمة من ثلاثين خطراً.
عدد اليوم
