عيون السائقين في مدينة العين موزعة بين الشارع و «البلاك بيري»

تتقافز عينا علي حمود وهو يمسك مقود سيارته بين الطريق وشاشة جهاز “البلاك بيري”، وسط توالي أصوات رنات وصول “الإيميلات” و”الرسائل المصورة والقصيرة”، التي سرعان ما تختلط بأبواق السيارات المستنكرة انحرافه عن مساره في كثير من الأحيان. وانتشر استخدام البلاك بيري بين الشباب والأطفال، بغض الطرف عن حاجتهم إليه، في مشهد بات عادياً في الأماكن العامة والمراكز التجارية، إلا أن استخدام الجهاز أثناء القيادة يلفت الانتباه إلى خطورة هذه الظاهرة. ويعترف محمد علي أن قيادته لسيارته كانت تشكل خطراً على نفسه وعلى الآخرين في بدايات استخدامه البلاك بيري، باعتبار أن الانتباه الكلي كان للتواصل عبر البلاك بيري وما تبقى من انتباه كان لقيادة السيارة، مشيراً إلا أن هذا هو حال العديد من الشباب الآخرين الذين تملكهم هوس التواصل عبر “البلاك بيري”. ويقتني محمد سالم “البلاك بيري” لسبب واحد فقط على حد قوله وهو “حشر مع الناس عيد”، يقول إنه ما أن يدخل في هذا البحر بأمواجه المتتالية التي تمثلها الرسائل، حتى يغيب بإدراكه عن العالم المحيط به، مشيراً إلى أن اللقاءات التي تجمعه مع أصدقائه أصبح يسودها الصمت وعدم تجاذب أطراف الحديث لانشغال كل منهم بعالم “البيبي” الخاص به. وينطبق ذلك أيضاً على حال اجتماع أفراد الأسرة التي دخل هذا الجهاز كفرد جديد فيها ليستحوذ على اهتمامهم ومناقشاتهم عن ما هو جديد فيه ويشغلهم بعد ذلك عن بعضهم بعضاً. ويناشد المقدم حمد ناصر البلوشي رئيس قسم مرور العين التابع للقيادة العامة لشرطة أبوظبي جميع سائقي المركبات، بضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة بالمركبات، خصوصاً فيما يتعلق باستخدام الهواتف النقالة، فهي بالغة الخطورة أثناء القيادة حيث تفقد السائق التركيز، مما يؤدي إلى وقوع الحوادث المختلفة، التي كثيراً ما ينتج عنها الوفيات والإصابات. وأوضح أن استخدام الهاتف أثناء القيادة يعتبر أحد الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها السائقون وتؤدي إلى وقوع الحوادث وتتمثل هذه الأخطاء في الانحراف المفاجئ وعدم ترك مسافة كافية وعدم استخدام الإشارات عند تغيير اتجاه المركبة ودخول الشارع دون التأكد من خلوه. وأكد أن هناك العديد من الأخطاء التي يرتكبها السائقون عند سماع رنين الهاتف أثناء القيادة بعدم الانتباه والبحث عنه في أحد الجيوب أو في صندوق السيارة أو على المقعد المجاور للرد عليه، ما يؤدي إلى تخلي السائق عن الإمساك بعجلة القيادة بكلتا اليدين وعدم الانتباه بالنظر إلى شاشة الهاتف للتعرف على المتصل ومن ثم فقدان التركيز على الطريق بمتابعة الحديث مع المتصل وكلها اخطاء يتوجب التوقف عن ممارستها ضمانا لسلامة السائق ومرافقيه ومستخدمي الطريق.