الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إذا عرف السبب

5 ابريل 2017 21:44
إزاء صدمة «الأبيض»، متمثلة في خسارته الموجعة بأستراليا، والتي وعدت بالعودة إليها، نحن ثلاثة، إما واقفون على الأطلال نرثي زمناً ولَّى وجيلاً خرج ولم يعد، وإما منتصبون أمام جدارات المبكى، نبكي صرحاً قد هوى، وإما متوهمون أن للأبيض أملاً حتى لو كان واهياً في بلوغ كأس العالم 2018 من بوابة الملحق الآسيوي. وبين ما تكسر من مرايا وما خدش صورة الحلم الجميل، نقف على حقائق كثيرة، أولها أن هذا الجيل الخادع أكثر منه مخدوع، كان ينقصه الكثير ليمشي بإرادة المحاربين في دروب التصفيات الوعرة، ليربح بطاقة مرصودة للشجعان، وثانيها أن ما نقول عنه اليوم فشلاً ذريعاً، لم يكن فشل لاعبين أو جهاز فني فقط، بل كان فشل مقاربة وفشل تدبير للنجاحات كما الإخفاقات، وثالثها أن الأبيض هو من هزم نفسه بنفسه، فلم يتواضع أمام انتصاراته ولا تعلم من هزائمه. عندما سلم مهدي علي مفاتيح «الأبيض» مستقيلاً، وقد تمزق حلم المونديال إرباً إرباً، قال في حمأة كلام الوجع، ما نبهني إلا ما يمكن أن نحشره في زمرة الأسباب التي أودت بأمل التأهل، قال إنه قدم مرة ومرتين استقالته وتم حجبها تحت الإكراه، وقال إن اللاعبين تنقصهم ثقافة اللعب في المستويات العالية. لقد كان جرماً أن لا تكون استقالات مهدي علي المتستر عليها مادة للتداول الإعلامي، فقد كان ذلك سيقود إلى حقائق جرى دفنها، لتصبح بالتالي مثل رؤوس الأفاعي التي ستحرق الأبيض، كما كان القبول باستقالة مهدي علي إبان تقديمها، سيقود إلى فكر فني جديد ربما استطاع أن يغير شيئاً في محيط الأبيض، ولربما نجح هذا الفكر في اقتلاع ما يقال اليوم على أنه تسيب وانتفاخ للرؤوس. ولأن التأهل للمونديال عن قارة بها منتخبات مشكَّلة في غالبيتها من لاعبين بالدوريات الأوروبية، لا يمكن أن يأتي إلا بأداء جماعي، أساسه لاعبون محضرون ذهنياً وبدنياً وتكتيكياً للتطابق مع المستويات الاحترافية العالية، فإن الجزم بأن لاعبي الأبيض يملكون ثقافة احترافية هشة، فيه تسليم كامل بحتمية سقوط الأبيض أمام منافسين يتفوقون عليه بفكرهم الاحترافي، لوجود السواد الأعظم من لاعبيهم بدوريات ذات مستويات عالية. لنفتح بكل مسؤولية حوار المساءلة ونحصي ما كان من أخطاء وتجاوزات، وإذا ثبت أن من هم اليوم في غرف القرار لا يستجيبون لضرورات كرة القدم الحديثة، فالأجدر أن ندلهم على بوابات الخروج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©