قدوري و بنزي تقدمان ليالي شهرزاد والأندلس

على مدى ساعتين شاركت فيهما فرقتا العازف العراقي فرات قدوري والعازفان المغربيان طارق وجوليا بنزي قُدمت الموسيقى العربية في المهرجان الموسيقي ''أنغام من الشرق'' الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بأمسية أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي· وحضر الحفل عبدالله العامري مدير ادارة الثقافة والفنون في الهيئة وشخصيات اجتماعية وصحفيون وجمهور مهتم بالموسيقى· ابتدأت الأمسية بفرقة فرات قدوري العازف على القانون يصاحبه 4 عازفين وهم سمير نيسان وليستر على الدرامز وزيد هشام وزيد شهاب على الكيبورد، وفي مستهل العزف قدم قدوري شكره الى ابوظبي باحتفائها بالموسيقيين العرب في هذا المهرجان وكذلك لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث على استضافة فرقته لتقدم فنها الى الجمهور المحتشد في القاعة ووصف المهرجان بالرائع· وفرات قدوري درس الموسيقى بمدرسة الموسيقى والباليه في بغداد ثم اصبح استاذا فيها وفي معهد بغداد للموسيقى وفي المدرسة الانجليزية الحديثة بالأردن والمركز الثقافي العربي في بلجيكا، كما أسس فرقاً موسيقية في كل من العراق والأردن والمانيا وبلجيكا وهولندا وشارك في مهرجانات موسيقية في القاهرة والفحيص وجرش وبابل الدولي وكمنادا في المانيا ومطر الصحراء في ايطاليا وموزارت في بلجيكا، حيث عزف موسيقى موزارت باستخدام الآلات العربية· عزف قدوري مجموعة من الأعمال الموسيقية التي ألفها وهي ''الرحيل'' و''ريا الريح'' و''نداء الروح'' و''ليلة شهرزاد'' و''في ذكرى السياب'' وقد اختار من شعره قصيدة أنشودة المطر و''اليوم الجديد - نوروز'' و'' ما تكتبه الأقدار'' و''غزل عشتار'' و''وداعاً كواتيمالا''· في القسم الثاني من الأمسية الموسيقية قدم العازفان المغربيان طارق بنزي على آلة العود وجوليا بنزي على آلة الجيتار يصاحبهما عازف على الكمان أجمل ما لديهم، مما اثاروا اعجاب الجمهور الذي صفق لهم كثيرا· لقد أدى العازفون الثلاثة موسيقى عربية كلاسيكية وموسيقى الفلامينجو ومعزوفات أندلسية معاصرة، وطارق وجوليا بنزي عازفان يمزجان المهارة في الأداء بالمعرفة العلمية لهذا الفن، حيث حصل طارق بنزي على درجة الدكتوراه في الفنون الجميلة، بينما نالت جوليا بنزي درجة الدكتوراه في موسيقى الأعراق والأجناس، وتعد هذه الفنانة الوحيدة التي تعزف الفلامينجو على الجيتار، كذلك هي بارعة في عزف الموسيقى الأندلسية، هذا بالاضافة الى انهما معاً يعزفان على أكثر من آلة موسيقية وبخاصة العود والجيتار والناي والكمنجة والطبلة والدف الصغير· ابتدأ العازفون الثلاثة بانفراد طارق بنزي بالعزف على العود ثم تعاقب مع الكمان والجيتار حوارا، ثم انفرد الكمان في تقديم انغام سيمفونية كلاسيكية مما استحوذ على اهتمام الجمهور المحتشد في القاعة الكبرى في المجمع الثقافي وتلاه الجيتار بيد جوليا بنزي واخيرا اشتركت الآلات الثلاث في العزف الجماعي وبذلك قدموا عزفا بوليفونيا في البدء ثم عزفا مونوفويا منفردا، ومن ابداعات هذه الفرقة التنوع في العزف على أكثر من آلة حيث عزف طارق بنزي بعد آلة العود على الناي بحزن واضح ذي سمة عربية كلاسيكية مما اثار الإعجاب·