الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السَدّة».. موطن الملوك ومنبع الشلالات والوديان الخضراء

«السَدّة».. موطن الملوك ومنبع الشلالات والوديان الخضراء
16 يونيو 2009 00:41
تدهشك ألوان أوراق أشجارها المستديمة الخضرة، وحين تتحرك أغصانها تفوح رائحة زهورها تتناغم مع غناء عصافير الوادي التي تغرد ناطقة باسم منطقة «السدة الساحرة» بوديانها وشلالاتها ومعالمها التاريخية، بحيث يتمنى زائرها ألا يرجع منها إلا ليعود إليها مجدداً. مدن تاريخية عندما يصل الزائر إلى «السدة» يدرك أنها احتضنت ملوك دولة حمير، ففيها العديد من المعالم التاريخية الأثرية المشهورة التي تعود إلى عصور مختلفة تظهر أصالتها ومكانتها، وتعد إحدى أشهر المناطق الأثرية في المديرية التي يجد الزائر فيها مدناً تاريخية قديمة، وصهاريج مياه حميرية محفورة في الصخور، وسدودا ومعابد وقصورا قديمة. يقول عبدالتواب عبدالرحيم - أستاذ جغرافيا: «إن منطقة «السدة» التي تتبع لمحافظة إب «اللواء الأخضر» وتبعد عنها حوالى 37 كيلومتراً، وتسمى السَدّة بفتح السين وتشديد الدال، وهي مركز المديرية يتبعها (وادي عصام وجبال الحبالي وجبل العرافة وجبل عفار ووادي حجاج ووادي الأعماس والمرخام). ومن معالم المنطقة يوجد مبنى المتحف البسيط عند مدخل قرية «ظفار» ويضم تشكيلة قيمة من الآثار التي عثر عليها الأهالي خلال السنوات الأخيرة، وجمعت تلك الآثار من خلال مبادرات ذاتية للأهالي، فقاموا بوضعها في هذا المتحف المتواضع، حتى يتسنى للزوار مشاهدة الحضارة التي كانت تتمتع بها أرض يحصب. مواضع ظفار يطلق اسم ظفار على العديد من المواضع في اليمن منها: ( ظفار ذيبين- ظفار يَرِيْم) وكانت ظفار يَرِيْم هي الأكثر شهرة فهي المدينة التي حلت محل مدينة مأرب عاصمة مملكة سبأ، وتقع منطقة ظفار حمير، أو ظفار يريم، بمحافظة إب على سفح جبل ريدان بعزلة العرافة مديرية «السدة» جنوب مديرية يريم بنحو 20 كيلو مترا، وترتفع على مستوى سطح البحر بنحو ألفين و750 مترا. وتفيد المصادر التاريخية أن هذه المنطقة «شهدت قيام الدولة الحميرية التي أسسها الملك الحميري ذي ريدان عام (115 قبل الميلاد)- وانتهت عام (525 ميلادية) بمنطقة ظفار يحصب أو ظفار قاع الحقل أو ظفار منكث، أو ظفار وادي بناء، كل هذه الأسامي أخذتها «ظفار حمير» نتيجة قرب الأماكن التي تنتسب إليها، فقد اختيرت ظفار على سفح ريدان عاصمة لهذه الدول الحميرية التي استمرت قرابة 650 عاماً إلى أن وصلت قوتها السنام». حصون حميَرية واصل الحميريون زحفهم شمالاً وجنوباً حتى ضموا إليهم الدول السبئية والتي كانت قائمة في مأرب، وتوحدت الدولتان لتصبح اليمن بذلك أول دولة عرفت التوحد منذ أكثر من 2000 عام وكونت مملكة «سبأ وذي ريدان» على يد الملك الحميري شرحبيل بن يعفر بن أبو كرب أسعد، وعاصمتها ظفار، وقد برزت المملكة الحميرية فيما بين 300 إلى 525 ميلادي كأقوى مملكة في جنوب الجزيرة معتمدة على التجارة ما بين الغرب والشرق. وقد توصلت فرق تنقيب ألمانية إلى اكتشاف العديد من الحصون الحميرية القديمة، وصهاريج صخرية ترجع إلى عصر الحميريين منها ما هو على «جبل مجاح» ومنها يقع بالقرب من الطريق المؤدي إلى «بيت الأشول» عند مستوى حاجز أحد السدود القديمة الواقع عند «رأس الوادي». وكشفت الفرق عن جزء من محتويات قصر أثري أو معبد لملك يمني قديم يعتقد أنه يدعى «قس الأقداس». كما ترك ملوك حمير آثارا وأوابد تاريخية عظيمة في قرى المنطقة، تتراوح ما بين حصون وقلاع. يقول الحاج علي اللهبي، معدداً أشهر قرى منطقة «السدة» التي تشتهر بآثارها: «عمام، مدار، ذي سعيد، ذي قودان، الجرف، أشمح، المقالح، مقولة، مصنعة، ذي عسال، المنازل، براقش، كوبة، الجمري، بيت اللهبي، منزل جبير، الجنح، بيت الغزير، الجلوب، نمران، بيت اللبود، بيت الدبيلي، بيت علاية، الأغبري، الصول، بيت البناء، الجرين، المصابيح، كحلان، الرباط، العروم، حفاف، السر، صرواح، الخليل، الضمادي، ذي عملان، شيعان، ذي الحباشي، منزل غراب، الريامي، بيت الدكيني، بيت الماس، جرف المولد، بيت الفائق، الأحواد». ويضيف اللهبي: «أيضا، كل هذه القرى مشهورة في التاريخ اليمني وتنتسب إليها أهم الشخصيات الثقافية والسياسية والاجتماعية في المنطقة». شلالات وادي بنا تتمتع «السدة» بأوديتها المدهشة وشلالاتها المتدفقة، ومن ضمنها أشهر أودية اليمن «وادي بنا» الواقع في قرية «عزلة الأعماس» حيث تجري الشلالات في الوادي باتجاه الجنوب حتى منطقة «العود» ثم تصب في دلتا محافظة أبين عند البحر مكونة دلتا أبين، وهي من أخصب الأراضي الزراعية. يقول اللهبي: «تنتشر قرى مديرية «السدة» على أطراف سائلة وادي بنا، حيث النهر المتدفق الآتي من روافد الوادي من أعالي الجبال. وتوجد قناة ضخمة تجري فيها المياه من منبع مجمع الغيول «غيل العرش» حيث تنبع مياه غزيرة توزعت على أكثر من أربع قنوات إسمنتية حديثة تجري المياه فيها إلى عدة كيلومترات تسقي الأرض. والفائض يذهب إلى سائلة «وادي بنا» وهناك عند سفح جبل حبالي نبع آخر له اسم حميري «ذلمان» وعلى مبعدة منه تنتشر قرى «المقالح، الجلب، بيت الماس، بلاد مسلم». وتمتلك الشلالات شهرة كبيرة في اليمن ويقصدها العديد من اليمنيين والأجانب والسياح العرب القادمين من منطقة الخليج لما تتمتع به من طبيعة خلابة جميلة.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©