المالكي يشكل لجنة للتحقق من تدخلات إيران

بدا العراق وكأنه ينأ بنفسه عن الاتهامات الأميركية لإيران بالتدخل في شؤون العراق وقال أنه لن يدفع إلى صراع مع جارته من جديد· وكشف علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية أمس أن حكومته قررت تشكيل لجنة أمنية مكلفة بجمع الأدلة التي من خلالها يمكن التأكيد أن إيران متورطة بالشأن العراقي، وأنها تتدخل بشؤونه الداخلية· وقال الدباغ في مؤتمر صحفي في بغداد إن رئيس الحكومة نوري المالكي ''أمر بتشكيل لجنة خاصة لتوثيق أي تدخل إيراني في الشأن العراقي من عدمه''، وقال إن اللجنة التي أمر المالكي بتشكيلها ستتكون من أعضاء من ''مكتب القائد العام للقوات المسلحة ووزارتي الدفاع والداخلية ووزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني، وهي الوزارات الأمنية المكلفة بتوثيق موضوع التدخل''· وكان عدد من المسؤولين العراقيين أعلنوا، في الأيام القليلة الماضية وفي أكثر من مناسبة وخاصة بعد الأحداث الأمنية التي مازالت تشهدها مدينتا بغداد والبصرة، عن تدخل إيران في الشؤون الداخلية من خلال تسليح ودعم الميليشيات التي يقاتل أفرادها القوات الحكومية العراقية والأميركية· وأوضح الدباغ أن الغاية من تشكيل اللجنة الأمنية هو ''الوقوف على معلومات مؤكدة وليس على معلومات مبنية على تخمينات من قبل أشخاص''، ومضى يقول: ''هذا الذي نريده·· لا نريد أن ندفع دفعاً إلى أن ندخل في صراع مع أي دولة وبالذات مع إيران''، وأضاف: ''يكفينا ماحدث من توترات دفعنا أثماناً باهضة بسببها نتيجة دفع الآخرين للعراق كي يتخذ موقفاً عدائياً مع إيران أو مع أي دولة غيرها·· نريد أن ننظم العلاقة مع دول الجوار بطريقة تحفط مصالح العراق''· وشدد الدباغ في المؤتمر على أن الحكومة العراقية لن تكون مسؤولة عن أي تصريح يمكن أن يصدر من قبل أي من المسؤولين العراقيين حتى وإن كانوا جزءاً من الحكومة، وقال: ''الحكومة تؤكد أن كل التصريحات التي تصدر من أطراف ومستويات الحكومة العراقية أو المتحدثين العسكريين أو المدنيين عن العلاقات مع دول الجوار، هي تصريحات غير مسؤولة، ويعبر رئيس الوزراء عن رفضه لهذه التصريحات''· ورفض الدباغ الحديث عن مهمة الوفد البرلماني العراقي الذي عاد من إيران أمس الأول بعد أن نقل للمسؤولين الإيرانيين ماوصفه بعض المسؤولين العراقيين عن أدلة تثبت تورط إيران بالشأن العراقي ودعمها للميليشيات، وقال الدباغ: ''الوفد العراقي لم يمثل الحكومة، وإنما كان يمثل كتلة برلمانية سياسية وهي كتلة الائتلاف''، وأضاف: ''بشكل عام كانت هنالك أسئلة محددة طرحت عن قلق ومخاوف وشكوك وأخبار عن التدخلات الإيرانية، وأتصور أن الوفد استلم أجوبة واضحة من طهران''· من جهته أكد مسؤول إيراني أمس دعم بلاده لجهود الحكومة العراقية من أجل نزع سلاح الميليشيات المسلحة في العراق، لكن من دون استخدام القوة، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية· فيما قال رئيس وفد الائتلاف الشيعي الموحد الحاكم في العراق العائد من زيارة لطهران، إن الأخيرة تؤيد الحكومة العراقية في حملتها ضد المتشددين· وذكر المسؤول الإيراني الذي طالب بحجب هويته: ''ندعم جهود الحكومة العراقية من أجل نزع سلاح الميليشيات، لكننا ننصحها بعدم خوض مواجهة مع السكان''، وكان المسؤول يشير إلى المعارك الدامية التي وقعت منذ نهاية مارس الماضي بين القوات العراقية والأميركية من جهة وأنصار ''جيش المهدي'' من جهة ثانية· وقال: ''الموقف الرسمي لإيران يكمن في دعم الحكومة الشرعية العراقية، سنبذل كل ما في وسعنا من أجل إرساء الأمن في البلاد''· ويتهم الأميركيون الإيرانيين بالعمل على زعزعة استقرار العراق عبر تسليح بعض المجموعات الشيعية، الأمر الذي تنفيه إيران باستمرار· وزار وفد برلماني عراقي طهران مطلع مايو الحالي لمناقشة الوضع الأمني في العراق· وقال النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي الشيخ خالد العطية للصحفيين في بغداد أمس الأول إن الوفد أجرى ''مشاورات بناءة مع المسؤولين الإيرانيين حول الأمن في العراق، وعبر هؤلاء عن دعم بلادهم لجهود الحكومة العراقية لإعادة إرساء الأمن ومحاربة المتمردين''· ولم يوضح العطية ما إذا كان الوفد التقى مسؤولين في تيار الصدر أو زعيمه مقتدى الصدر المتواجد حالياً في إيران·