الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مذكرة تفاهم لتدريس مناهج الطاقة المتجددة وعلوم الاستدامة في المدارس

16 يونيو 2009 00:21
وقعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» أمس مذكرة تفاهم مع «وزارة التربية والتعليم» و«مجلس أبوظبي للتعليم»، يتم بموجبها إضافة برامج دراسية في علوم الاستدامة والهندسة والطاقة المتجددة إلى المناهج الدراسية المقررة و تطوير برامج مختلفة لتشجيع دراسة علوم الاستدامة والطاقة المتجددة ونشر الوعي البيئي في مدارس الدولة كافة. وبموجب الاتفاقية تتولى «مصدر» تطوير برامج تعليمية لتحفيز اهتمام طلبة المدارس بالجوانب العلمية بشكل عام وتشجيعهم على دراسة علوم الاستدامة والطاقات المتجددة بشكل خاص، بجانب تزويد المختصين بتأليف وإعداد المناهج بالمادة العلمية المطلوبة، تعزيزا لجهود التطوير الساعية إلى ربط الطالب بالحياة وعلومها المختلفة. وتحدد مذكرة التفاهم، إطار العمل المشترك الرامي للاستفادة من خبرات شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في تطوير برامج تعليمية من شأنها تحفيز اهتمام طلبة المدارس بالجوانب العلمية بشكل عام، وتشجيعهم على دراسة علوم الاستدامة والطاقات المتجددة بشكل خاص. وقع الاتفاقية من جانب الوزارة معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم، وعن مجلس أبوظبي للتعليم معالي مغير الخييلي مدير عام المجلس، ومن جانب شركة أبوظبي لطاقة المستقبل الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي للشركة. وأكد معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم أن مذكرة التفاهم تمثل تحولا مهما في حياة الطلاب علميا مشيرا إلى أنها تفتح أمامهم آفاقا جديدة لتعزيز ثقافة الطاقة المتجددة التي تعد الإمارات رائدة فيها عالميا، ولاكتساب مهارات ومعارف متقدمة وتحقيق مخرجات تعليمية تمكنهم من مواكبة حركة التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة. وقال معاليه إن ربط الطالب بالحياة وواقعها أصبح المنطلق والأساس في النظم التعليمية المتطورة وما تشهده الإمارات من إنجازات متلاحقة في شتى المجالات لابد وأن يقابله بالضرورة الرقي بالمناهج الدراسية وتوسيع دائرة المعارف التي يمتلكها الطالب، ومن بينها ما يرتبط بمجالات العلوم والهندسة والطاقة المتجددة. وأشار معاليه إلى أهمية ربط طلاب الإمارات بعلوم العصر وتقنياته وبأنماط من المعرفة والكفاية والمهارات المطلوبة والآخذة في التطور والنمو. ولفت إلى أن التعليم يحظى بالرعاية المستمرة والتوجيه الدائم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. ونوه باهتمام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وحرص سموه على أن يواكب التعليم في الإمارات أعلى المستويات العالمية، بحيث يكون الطالب أساس ومحور العملية التربوية قادرا على المشاركة بفعالية ومبادرا في العملية التعليمية وفي البحث والاستقصاء. تعزيز الشراكة وأشار معاليه إلى أن الوزارة بصدد تعزيز شراكاتها مع المؤسسات الحكومية والخاصة لخلق بيئة تعليمية تفاعلية يكون فيها الطالب أكثر تحصيلا للعلم وأكثر اقترابا من التخصصات المهمة التي تمثل ركائز رئيسة لمسيرة ومتطلبات التنمية، واحتياجات سوق العمل. وأعرب معاليه عن شكره وتقديره لمجلس أبوظبي للتعليم للحرص الدائم على الأخذ بكل مقومات التقدم في عملية إعداد أجيال الغد. كما ثمن الدور البارز لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في مسيرة التنمية، معتبرا أن مذكرة التفاهم التي تجمع بين الوزارة والمجلس والشركة، تمثل تجسيدا مهما للشراكة بين المؤسسات المجتمعية لما لها من آثار إيجابية كبيرة على الساحة التعليمية. من جهته، قال معالي الدكتور مغيِّر الخيلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم: «لدينا إيمانا أن طلاب اليوم لديهم الوعي البيئي الكافي ليدركوا مسؤولياتهم اتجاه البيئة واتجاه حماية كوكبنا، فهم يهتمون بقضايا حقيقية عدة إضافة إلى الحقائق الموجودة بكتبهم المدرسية. وأضاف «نحن في مجلس أبوظبي للتعليم نتطلع للتعاون مع مصدر من أجل الوصول إلى أفضل المستويات التعليمية في مدارس الدولة من الناحية العلمية، ونود أن نشجع طلابنا على التفكير المبتكر والخلاَّق، وإعطائهم كافة الفرص والوسائل المتاحة للوصول إلى أعلى المستويات العلمية والمساهمة الفعالة في المحيط الذي يعيشون فيه». معهد مصدر ومن جانبه أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»: لـ «الاتحاد» نسعى لأن يكون 10% من طلبة الدفعة الأولى لمعهد مصدر من المواطنين الذي يبدأ عامه الدراسي سبتمبر المقبل والوصول بعدد الطلبة المواطنين إلى النصف في الدفعات المقبلة. وأكد أن معايير القبول لمعهد مصدر مطابقة لمعايير القبول في «معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا» (MIT). ويعتبر «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا» (MI) الذي تم تطويره بالتعاون مع «معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا» (MIT)، الحاضن المثالي لخريجي مدارس الدولة للانخراط في هذا المجال كونه أول مؤسسة أكاديمية متخصصة على مستوى العالم تهتم وتركز على الأبحاث والدراسات العليا في مجال الطاقة المتجددة. و قال الجابر: إن طريق الوصول لمستقبل مستدام يبدأ حتماً بتثقيف أجيالنا الصاعدة علمياً وزيادة وعيهم بالمجالات الحيوية الهامة لعصرنا الحالي كالاستدامة، والتغير المناخي، وأمن الطاقة، والطاقات البيئية النظيفة. وأكد أنه لتحقيق هدفنا المنشود، نعمل باستمرارية جادة للوصول بدولة الإمارات لتكون محوراً رئيسياً للطاقة المتجددة والتكنولوجيا المستدامة، وترسيخ مكانتها على المستوى الدولي في هذا المجال. فهذه هي رؤية قيادتنا الحكيمة التي يتشرف الجميع بامتلاكه حصة منها وكونه طرفاً فاعلاً في تحقيقها». وبين أنه تم مناقشة فكرة هذه الشراكة مع مجلس التعليم العالي ثم تم طرحها على وزير التعليم وتم الاتفاق للارتقاء بمفاهيم الطاقة المتجددة وترسيخها في مناهج أبوظبي. وأشار الى الجانب الأكاديمي والبحث والمتمثل في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا الذي يقدم الدراسات العليا، وهو معهد متخصص بالطاقة المتجددة بحيث أنه يساهم في تعزيز مكانة أبوظبي في مجال العلوم والتكنولوجيا النظيفة. وأكد قائلا «نبحث دائما عن الكوادر الوطنية من خلال برامج استراتيجية لتطوير الكوادر الوطنية. وهي فرصة للطلبة المتميزين للدخول في معهد مصدر. وتعتبر هذه الاتفاقية جزءاً مكملاً للجهود المستمرة لدولة الإمارات العربية المتحدة وسعيها لترسيخ مكانة رائدة لها في مجال تكنولوجيات الطاقة المتجددة، والتي بدأت بإطلاق «مبادرة مصدر» في عام 2006. وضمن هذا التوجه، أعلنت حكومة إمارة أبوظبي في وقت سابق من العام الحالي عن التزامها بالوصول لنسبة 7% من اعتماد الإمارة على الطاقة المتجددة من أصل مجمل احتياجات الإمارة للطاقة بحلول عام 2020. وفي إطار الالتزام ذاته، أعلنت الحكومة عن تقدمها رسمياً بطلب استضافة المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» (IRENA) بمدينة مصدر في أبوظبي. وفي السياق ذاته، قال الجابر لـ «الاتحاد» إنه ينتظر التصويت لاستضافة مقر الوكالة مشيرا الى أن من أكبر المنافسين للإمارات ألمانيا. ويتمثل الهدف الأساسي لـ»إيرينا» بمساعدة جميع بلدان العالم للوصول إلى المعلومات وأفضل الوسائل والممارسات والتقنيات المالية الفعالة والخبرات في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة. كما تهدف «إيرينا» أيضاً إلى إيجاد الحلول اللازمة في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية للطاقة مثل تبني جميع أشكال الطاقة المتجددة وتطوير سياسات فعالة خاصة بها على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي. وأضاف الجابر: «باعتبار الطاقة المتجددة أحد القطاعات المستقبلية الهامة في الإمارات، فإنه من الضروري بدء العمل على تطوير قدراتنا الوطنية والتركيز على إعداد الكوادر البشرية الماهرة لتكون جاهزة لخدمة هذا التوجه في المستقبل». علوم الاستدامة تشتمل بنود الاتفاقية على تحديد الخطوط العامة لمجالات العمل المشترك بين الأطراف وصيغ التعاون المستقبلي في طرح البرامج المقترحة بما في ذلك دعم تطوير المنهاج الدراسي، وتدريب وتنمية مهارات الكادر التعليمي، والآليات العملية لتحقيق التقدم المطلوب على صعيد تشجيع طلبة المدارس على الاهتمام بدراسة علوم الاستدامة والطاقات المتجددة وجذبهم لعالمها. وستعمل «مصدر» على تأمين الخبرات الفنية اللازمة، بالإضافة لإتاحة فرص غنية من المعرفة والبحث العلمي للطلاب والمدرسين من خلال فتح أبواب «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا» أمامهم، وإعداد برامج متخصصة للمعلمين وسلسلة من المحاضرات العلمية لنخبة من الخبراء. وتأتي الاتفاقية الجديدة في إطار توجه «مجلس أبوظبي للتعليم» وجهوده الحالية للارتقاء بمستويات التعليم في أبوظبي. وسيعمل المجلس على دعم تنفيذ البرامج المتضمنة في الاتفاقية الجديدة وتأمين كافة التسهيلات لـ»مصدر» للوصول للمدارس والبدء بتطبيق البرامج المتفق عليها، والمعنية بالطلاب والمدرسين على حد سواء. حضر توقيع مذكرة التفاهم من جانب وزارة التربية والتعليم راشد سالم لخريباني النعيمي مدير عام الوزارة و يوسف الشرياني المدير التنفيذي للشؤون التعليمية و علي ميحد السويدي المدير التنفيذي لشؤون الخدمات المؤسسية والمساندة وأمينة صالح المران مديرة مدير إدارة التميز المؤسسي. وتنص مذكرة التفاهم على اتخاذ آليات وإجراءات متقدمة لتطوير المناهج، بهدف الإعداد لدراسة العلوم والهندسة حيث تتولى «مصدر» تقديم الموارد والخبرات اللازمة لإعداد المواد التعليمية في هذه العلوم، مع التركيز بشكل أساسي على الطاقة المستدامة والمتجددة وهي الأولى من نوعها بالمنطقة. كما تقضي بتدريب المعلمين من أجل تقديم أفضل الممارسات وتطوير طاقات العلوم والتعليم المستدام إذ سيقوم «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا» الذي تم تطويره بالتعاون مع «معهد ماساشوسيتس الأميركي للعلوم والتكنولوجيا»، بتقديم الدعم التدريبي للمعلمين من خلال ورش العمل والندوات والتدريب الفردي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©