الحصار الإسرائيلي يغرق غزة في الظلام

غرق قطاع غزة امس في ظلام دامس بعد أن توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل بشكل كامل امس بسبب نفاد الوقود. وذكر بيان صادر عن سلطة الطاقة أن “محطة كهرباء غزة أطفأت الساعة الثامنة صباح امس جميع مولداتها بعد نفاد الوقود”. وأشار البيان إلى “أن الحكومة الفلسطينية في رام الله برئاسة سلام فياض قلصت كمية الوقود الواردة للمحطة” إلى ما يقارب الثلث أسبوعيا. وحذر البيان من آثار أزمة الكهرباء المتفاقمة على جميع مناحي الحياة في القطاع الذي استقبل عدة مسؤولين دوليين وعدوا بالعمل على تخفيف الحصار دون نتائج عملية. وقال نائب رئيس سلطة الطاقة المهندس كنعان عبيد إن المولدات الأربعة في المحطة تم إيقافها بسبب نفاد السولار الصناعي اللازم للتشغيل والمستورد من إسرائيل.وأضاف أن المحطة كانت تنتج 60 ميجاواط وأصبحت نسبة العجز في الكهرباء في محافظات غزة بعد توقفها أكثر من 50%، وحمل الحكومة في رام الله المسؤولية عن تقليص الوقود اللازم لتشغيل المحطة. وأوضح عبيد أن سلطة الطاقة وشركة الكهرباء سوف تعملان من أجل توزيع الخطوط الإسرائيلية التي تغذي قرابة 50% من القطاع إلى المناطق التي لا توجد فيها كهرباء. وأشار إلى أن الوقود كان يصل إلى المحطة بنسبة قليلة في الأشهر الثلاثة السابقة مما كان يؤدي إلى عمل المحطة بشكل جزئي إلى أن نفد تماما الآن فتوقفت. ويصل عادة الجزء الأكبر من إمدادات قطاع غزة من الوقود والغاز المنزلي عبر معبر الشجاعية (يعرف إسرائيليا بمعبر ناحال عوز) بين إسرائيل والقطاع. وفي الأوقات العادية تزود إسرائيل القطاع بنحو 120 ميجاواط من الكهرباء. والمناطق المتضررة من انقطاع الكهرباء هي مناطق وسط القطاع وأجزاء من الجنوب والشمال. ويتم تزويد منطقة رفح بالكهرباء من مصر، وقسم من شمال القطاع من إسرائيل. وناشد المدير التنفيذي لشركة كهرباء فلسطين ورئيس مجلس ادارة محطة توليد كهرباء غزة جميع الأطراف العربية والدولية والفلسطينية الى المسارعة في ايجاد حل جذري لمشكله انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة . وقال المهندس وليد سعد صايل “إن انقطاع التيار الكهربائي عن ثلثي سكان قطاع غزة أمر كارثي يستوجب وضع الجميع أمام مسؤولياته لإنقاذ المواطن الغزي باعتباره إنسانا قبل كل شيء ، لا سيما ان احتياجه للكهرباء يوازي احتياجه للماء والهواء وإلا فنحن أمام كارثة انسانية خطيره لا يعلم عواقبها الا الله . وكشف صايل أن شركة كهرباء فلسطين تجري جهودا واتصالات حثيثه مع كافة الأطراف لتذليل هذه العقبة والعمل على استئناف عمل محطة توليد الكهرباء في غزة. ودعا صايل الرباعية الدوليه وفي مقدمتها طوني بلير اللجنة الرباعية العمل على ايجاد التمويل اللازم لتوفير الوقود الذي تحتاجه المحطة لضمان استمرار عملها على مدار الساعة بكامل قدرتها الانتاجية . وطالب صايل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التدخل الفوري والعاجل والضغط على الاتحاد الأوروبي لإعادة تمويل الوقود اللازم لمحطة توليد الكهرباء، وعلى إسرائيل لإدخال ما يحتاجه القطاع من احتياجات أساسية وتجنب حدوث كوارث إنسانية. الى ذلك أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح امس المعابر التجارية المؤدية إلى قطاع غزة . وقال رئيس لجنة إدخال البضائع إلى قطاع غزة المهندس رائد فتوح إن الجانب الإسرائيلي ابلغهم بإغلاق معبري كرم أبو سالم والمنطار امس واليوم على أن يعاد فتحها غدا الأحد.