الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أردوغان يربط مصيره السياسي بالانتخابات البلدية

أردوغان يربط مصيره السياسي بالانتخابات البلدية
6 مارس 2014 00:09
أنقرة (وكالات) ــ أبدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، استعداده لترك العمل السياسي في تركيا إذا خسر «حزب العدالة والتنمية» الحاكم بزعامته الانتخابات البلدية المقرر اجراؤها يوم 30 مارس الجاري، وتعهد بشل نشاط حركة «خدمة» التركية وتدفيع زعيمها الداعية فتح الله جولن ثمن كشفها فضيحة الفساد المالي والسياسي التي تهز حكومته منذ يوم ديسمبر الجاري، لو فاز بالانتخابات، فيما أظهرت تسجيلات جديدة منسوبة له تم بثها في موقع «يوتيوب» الإلكتروني للتواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت تورطه شخصياً في فضيحة الفساد. وقال أردوغان أمام صحفيين في أنقرة «إذا لم يحتل حزبي المرتبة الأولى في الانتخابات البلدية، فإنني سأكون مستعدا للانسحاب من الحياة السياسية». وأضاف أن شعبية «حزب العدالة والتنمية» لم تتأثر بالفضيحة، على الرغم من إظهار آخر استطلاع للرأي العام في تركيا وحصوله على 40% من نوايا التصويت مقابل 50% في الانتخابات العامة الأخيرة عام 2011. وكرر أردوغان اتهام حليفه السابق وغريمه الحالي فتح الله جولن، الواسع النفوذ والمقيم في الولايات المتحدة، بتدبير «مؤامرة» و«محاولة انقلاب» لزعزعة موقفه قبل الانتخابات البلدية التي ستليها انتخابات الرئاسة في شهر أغسطس المقبل. وأعلن وقال «إن هذه المنظمة (حركة خدمة) توغلت بطريقة خبيثة داخل الدولة، حيث أقامت دولة موازية». وأضاف «سنتحرك (لشل نشاطها وتطهير أجهزة الدولة من أتباعها) من خلال عدد من الاجراءات بعد انتخابات 30 مارس، لأن المسألة باتت قضية دولة». وفي سياق حملته الانتخابية، قال أردوغان في كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره في مدينة كيريكالي وسط تركيا مساء أمس الأول «سنجعلهم يندمون على هذه الأعمال الانقلابية. سنكشف ابتزازهم وتهديداتهم واحدا تلو الآخر. من خانوا هذا البلد سيدفعون الثمن». لم يبد أي تراجع عن تأييده وهو يتصدى لأكبر تحدٍ لحكمه منذ توليه السلطة عام 2003. وقال أحدهم، وهو تاجر يدعى علي عثمان جليك «أعتقد أن هناك فساداً، لكن انظروا إلى مدى التقدم الكبير الذي حققته تركيا في ظل حزب العدالة والتنمية». وأضاف «كنا ندفع فوائد كبيرة على القروض، لكن أردوغان يستثمر في البلاد». وظهرت في موقع «يوتيوب» أمس الأول ومساء الاثنين الماضي 4 تسجيلات أُخرى عن تورط أدروغان وأفراد الدائرة المحيطة به في الفساد. ويطلب صوت منسوب لأردوغان في أحد التسجيلات من رجل أعمال معروف في مجال الشحن البحري أن يطعن في نتيجة مناقصة قيمتها مليارات الدولارات لبناء ست فرقاطات حربية بعدما فازت شركة «كوج القابضة»، كبرى شركات تركيا، بعقد لبناء أربع منها في مطلع العام الماضي. وكان مشروع الفرقاطات يفضل في البداية شركات القطاع الخاص المحلية بالكامل. ومنح العقد في نهاية المطاف لترسانة القوات البحرية التركية. ومنح عقد آخر لبناء مهبط مروحيات حربية لشركة تركية ــ إسبانية مشتركة. وقد أبدى أردوغان علناً كراهيته لشركة «كوج» التي يسهم انتاجها بنحو 10% من اقتصاد البلاد، معتبراً انها تتدخل في السياسة. وتعرضت الشركة والشركات التابعة لها لسلسلة من الغرامات والدعاوى القضائية والتدقيق في حساباتها الضريبية خلال السنوات الاخيرة. وفي تسجيل صوتي آخر يدعو أردوغان، هاتفياً، وزير العدل التركي بكير بوزداغ إلى تسريع دعوى قضائية مقامة على رئيس شركة «دوجان» العائلية العملاقة الناشطة في مجالات متعددة أيدين دوجان وهو أحد أفراد النخبة «العلمانية» المناهضة لحكومة «حزب العدالة والتنمية. وقالت الشركة في بيان نشرته صحيفة «حرية» التابعة لها إن الحديث الهاتفي لو كان صحيحا فهو يمثل «تدخلا واضحا في العملية القضائية ينطوي على خطر زعزعة الثقة في حكم القانون في تركيا». إلى ذلك، طلب مدعي عام اسطنبول من البرلمان التركي أمس الأول رفع الحصانة القانونية عن وزراء الداخلية والاقتصاد والبيئة والشؤون الأُوروبية الأتراك السابقين معمر غولر وظافر جاغلايان وأردوغان بيرقدار وإغمان باغيس، المشتبه بضلوعهم في فضيحة الفساد عبر دفع رشاوى في صفقة لتهريب الذهب إلى ايران، تمهيداً لمحاكمتهم. وقد اضطر غولر وجاغلايان وبيرقدار إلى تقديم استقالاتهم بعد بضعة ايام من اتهام أبنائهم بالفساد وأقيل باقيس من منصبه في تعديل وزاري الذي بعد استقالة زملائه. واستنكر «حزب الشعب الجمهوري» التركي المعارض الرئيسي التأخير في احالة ملفات أولئك الأربعة إلى البرلمان، وخصوصا أنه علق اعماله نهاية الاسبوع الفائت عشية الانتخابات البلدية. وقالب النائب عن الحزب دنيز بايكال أمام صحفيي في أنقرة، بلهجة ساخرة، «متى ستصل هذه الملفات الى البرلمان؟ لو تم إرسالها على ظهر سلحفاة لكانت وصلت إلى البرلمان قبل ذلك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©