الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كراهية.. احتيال.. استقطاب.. طلبة المدارس في خطر

كراهية.. احتيال.. استقطاب.. طلبة المدارس في خطر
15 مايو 2016 12:56
إبراهيم سليم (أبوظبي) كشفت نتائج استبانة أجرتها وحدة البحوث في مجلس أبوظبي للتعليم حول «استخدام الطلبة لوسائل ومواقع التواصل الاجتماعي»، عن تعرض نسب عالية منهم للاستقطاب وبث رسائل الكراهية، والاحتيال، وانتهاك الخصوصية، والتعريف بطرق الحصول على المخدرات والخمور، إضافة إلى مقاطع تحض على الفجور، مع تداعيات أخرى ومنها التنمّر. كما كشفت نتائج الاستبيان، الذي شارك فيه أكثر من 31 ألفا من طلاب المجلس، عن العديد من المشكلات التي تسببت فيها وسائل التواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء، وكذلك تأثيراتها على أداء الواجبات المنزلية، إلى غير ذلك من الأشياء التي تشير بوضوح إلى انغماس أجيال المستقبل في وسائل التواصل الاجتماعي، لأوقات تراوحت ما بين 5 إلى 10 ساعات يومياً. وكشف الاستبيان عن أن (42.1%) من الطلبة صادفوا أشخاصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يناقشون رسائل الكراهية التي تهاجم أو تستهدف جماعات معينة أو أشخاصا بعينهم نادرا أو أحيانا أو غالبا أو دائما. كما أظهرت النتائج أن (31.2%) من الطلبة صادفوا أشخاصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يناقشون طرق الانتحار، فيما صادف (37.2%) من الطلبة، من يناقشون الوسائل التي يتبعونها للتسبب بالأذى البدني لأنفسهم. وأظهر الاستبيان أن (33.6%) من الطلبة أظهروا أنفسهم كشخصيات مختلفة عما هي الحقيقة، وتبين أن (48.0%) من الطلبة أضافوا أشخاصا لا يعرفونهم. وحول الممارسات الشخصية الخاطئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كشف الاستبيان عن أن (25.1%) من الطلبة شاركوا معلومات، وإرسال صور شخصية أو مقاطع فيديو خاصة إلى أشخاص لا يعرفونهم. وفيما يختص بمشاركة المعلومات الشخصية على الحساب المتاح أمام الجميع، أظهرت النتائج أن (42.2%) من الطلبة شاركوا مثل هذه المعلومات. وعن طرق العثور على المخدرات والكحول والجنس، أظهرت النتائج أن (21.4%) من الطلبة صادفوا أشخاصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يناقشون طرق العثور على المخدرات واستخدامها نادرا أو أحيانا أو غالبا أو دائما، بينما صادف (25.7%) من الطلبة أشخاصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يناقشون تناول المواد الكحولية. كما تبين أن (28.5%) من الطلبة صادفوا أشخاصا يناقشون صورا أو مقاطع فيديو لأشخاص عراة، وأن (27.6%) منهم صادفوا أشخاصا يناقشون صورا أو مقاطع فيديو غير لائقة تظهر أنشطة جنسية. كما تعرض النتائج التي تعد الأكبر من نوعها في معدلات المشاركة، والأبرز في قيمتها وأهميتها إلى الاحتيال الذي يتعرض له الطلاب وانتهاك الخصوصية، والمشكلات مع الأهل والتعرض للإزعاج والتنمر ومحاولات الاستقطاب. تأثير الثورة الرقمية وتعليقا على النتائج، أكد معالي الدكتور علي النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي أن الثورة الرقمية أصبح لها تأثير بعيد المدى على حياتنا اليوم. وتابع: بينما نحن سعداء لرؤية فوائد وسائل التواصل الاجتماعيّ على التعليم، والتعلم، وأغراض تبادل المعرفة، ندرك أيضا أنّ استخدام الطلبة لها، دون توجيه سليم، يجعلهم عرضة لمخاطر مختلفة. دعوة للاحتواء وقال: إنه تم تصميم هذه الاستبانة لفهم خبرات الطلبة مع وسائل ومواقع التواصل الاجتماعيّ على الإنترنت في أبوظبي. ولفت معاليه إلى دعوة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائيّ العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، (أم الإمارات)، إلى ضرورة احتواء الأبناء، ورعايتهم، والاستماع إليهم، وتقنين استخدامهم للوسائل التكنولوجية الحديثة، وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، التي شغلت الأبناء، وأصبح خطرها واضحا عليهم من خلال تعاملهم وارتباطهم الدائم بها؛ ممّا أخلّ بعلاقاتهم الأسرية، وأضرّ بعقول بعضهم وتوجهاتهم الفكريّة. وأضاف: دعت سموها إلى احتواء الأبناء، والحرص عليهم، ومتابعتهم، والجلوس معهم، والاستماع إليهم، وعدم تركهم ضحايا للمؤثرات الخارجيّة، التي قد تأخذهم بعيدا عن المنزل، وتلهيهم عن مستقبلهم، الذي هو في الحقيقة مستقبل وطنهم، والذي يتطلب منهم الكثير من البذل والجهد والعطاء، لخطورة ترك الأبناء برفقة هواتفهم النقالة وأجهزتهم الحاسوبيّة ووسائل التواصل الاجتماعيّ، والتي يمكن أن تعرضهم لأخطار كثيرة، خاصة في حالة الجهل بمنهجية التعامل معها، والجهل بمنهجيات التعامل مع الآخرين الذين يحاورونهم ويتعرفون إليهم من خلال هذه الوسائل الحديثة. ولفت إلى أنّ الحقيقة تشير إلى أن أبناءنا يعيشون في عالم مختلف عن ذلك الذي نشأنا فيه، لكنّنا يجب ألا نعتبر ذلك عذرًا كي نجلس ونكتفي بمشاهدتهم. ونوه إلى أن الكثير من أولياء الأمور يخبرون بأنّهم يشعرون أحيانًا بالذهول، مما يفعله الصغار في العالم الرقميّ. خطوة استباقية وتابع النعيمي: لحسن الحظ، فإنّنا في مجلس أبوظبي للتعليم، وتماشيا مع توجهات القيادة الرشيدة في هذا البلد المعطاء، نسعى بكل ما أوتينا من معرفة وعلم إلى استباق الأمور، ومتابعة أبنائنا الطلبة في مدارسنا وخارجها، لكي نقدّم لهم كلّ ما تتوصل إليه جهود علمائنا وباحثينا من توجيهات، وأدلة، وتعليمات، قد تفيدهم، وتفيد المجتمع بأسْره في التعامل مع كل مستجدات العصر الحديث، لا سيَّما حماية أنفسهم من أولئك الأشخاص الذين قد يسعون إلى إيذائهم، إننا نسعى من خلال هذه الاستبانة إلى التعرف إلى كل هذا وغيره. وقال معاليه: بصفتنا في مجلس أبوظبي للتعليم أولياء أمور، فإنّه يقع على عاتقنا مسؤولية توجيه أطفالنا بشكل استباقيّ عند التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعيّ بطريقة تربوية سوف تساعدهم في إعداد أنفسهم لمعرفة كيفية استخدام شبكات التواصل الاجتماعيّ بشكل صحيّ وآمن مدى الحياة. وأضاف النعيمي: إن هذه الشبكات ليست أمراً سيئاً بالضرورة؛ لذا، فإنّ تَعرّفنا إلى كيفية استخدام هذه الأدوات هو ما يجب أن يشغلنا في المقام الأول. الجيل القادم من جهته، أكد الدكتور مسعود بدري، رئيس وحدة البحوث والتخطيط وقياس الأداء، والتي أنجزت الاستبيان، أن القيادة الرشيدة، تولي أهمية خاصة لتشجيع الريادة في شتى المجالات، وترسيخ ثقافة التميز في المجتمع المحليّ، والاستثمار في العقول الناضجة، والتي تأتي نتاجا لبناء معرفيّ رصين، مُعَزَّز بالمعارف العلمية، والرؤى التربوية المستندة لأحدث ما توصلت إليه المعارف الإنسانية العالمية في تطوير فهم الإنسان لما حوله، بعيدا عن العشوائية، والانتقائية، خاصة عقول النشء، الذين يَسْتَقون كل ما يتعرفون إليه من المجتمع المحيط بهم، خاصة مجتمع الأسرة والمدرسة، ولتعزيز حضور إمارة أبوظبي على المستوى العالميّ. وقال من هذا المنطلق جاءت استبانة (استخدام الطلبة لوسائل التواصل الاجتماعيّ)، والتي خاطبت جميع الطلبة في الحلقة الثانية والثالثة (أي الصفوف 6-12 أو المجموعات العمرية المقاربة) في جميع المدارس الحكومية والخاصة في إمارة أبوظبي. محاور الاستبيان ولفت بدري إلى أن أبرز ما تضمنه الاستبيان من محاور هو مدى إجادة الطلبة للتعامل مع هذه الوسائل، ومدى معرفتهم بالمخاطر التي تحيط بهم أثناء استخدام هذه الوسائل، الميزات التي يراها الطلبة في هذه الوسائل، والمسائل والقضايا المثيرة للاهتمام والقلق. وقال: ويدور هذا المحور حول القضايا التالية: المخاوف التي شعر بها الطلبة خلال استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعيّ، الإزعاجات التي تعرض لها الطلبة خلال استخدام هذه الوسائل، الأشخاص الذين يلجأ الطلبة إليهم بوصفهم مستشارين فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعيّ، الإجراءات التي يتخذها الطلبة إذا ما تعرضوا لإزعاجات خلال استخدام هذه الوسائل، مدى إلمام الطلبة بإعدادات هذه التطبيقات وخاصة إعدادات الخصوصية، مدى التزام الطلبة بالآداب والأخلاقيات أثناء التعامل مع الآخرين من خلال وسائل التواصل الاجتماعيّ، الأنشطة التي يمارسها الطلبة عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، الموضوعات التي يناقشها الطلبة مع الآخرين عبر هذه الوسائل، التعامل مع قراصنة مواقع التواصل الاجتماعيّ، تأثير مواقع التواصل الاجتماعيّ على الحياة الأسرية والاجتماعية والمدرسية للطلبة. وأشار الدكتور بدري إلى استجابة (31109) طلاب وطالبات إجمالًا لهذا الاستبيان، وهم يمثلون الطلبة في (278) مدرسة حكومية وخاصة، في المناطق التعليمية الثلاث في إمارة أبوظبي، حيث شكل طلبة المدارس الخاصة نسبة (72.1%) من العينة المشاركة، فيما مثل طلبة المدارس الحكومية (27.9%) من العينة. من ناحية أخرى، مثَّل الطلبة من منطقة أبوظبي التعليمية الأغلبية (59.3%) من إجماليّ المشاركين في الاستبانة، ثم تلتها منطقة العين التعليمية، وبنسبة (35.3%)، بينما كانت نسبة المشاركين من المنطقة الغربية (5.4%) فقط. وبينت النتائج أن (59.0%) من الطلبة المشاركين في الاستطلاع كن إناثًا، في مقابل (41.0%) من الذكور. وأوضح أن الاستبيان وجه للطلبة من الصف السادس وحتى الثاني عشر، وكانت نسب مشاركتهم على النحو التالي: (18.8%) السادس، (17.8%) السابع، (18.1%) الثامن، (17.6%) التاسع، (10.4%) العاشر، (9.0%) الحادي عشر، (5.4%) الثاني عشر. وبقي (3.0%) لم يحددوا صفوفهم. وبلغ إجمالي الطلاب المواطنين المشاركين في الاستبانة (39.0%) من الطلبة، وهي أعلى نسبة في الجنسيات المشترِكة، ثم جاءت البلاد العربية بما فيها دول الخليج الأخرى وشمال أفريقيا والشرق الأوسط بنسبة: (33.3%)، تلتها دول شرق آسيا بنسبة: (21.8%)، أما دول أوروبا الغربية فـ(2.0%)، ودول أميركا الشمالية (أميركا وكندا) وأستراليا: (1.8%). مشاهد من «أزقّة» مواقع التواصل: أشخاص يناقشون طرق الانتحار أشخاص مجهولون بالنسبة للطلبة صور شخصية ومقاطع فيديو خاصة طرق للعثور على المخدرات والكحول والجنس مناقشات حول فيديوهات لأشخاص عراة مناقشات حول مشاهد جنسية انتهاك خصوصية ومشكلات مع الأهل إزعاج وتنمر ومحاولات استقطاب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©