تعلم ركوب الهجن في «السمالية» رجولة مبكرة واستنطاق لتراث الأجداد

يهرع الأطفال باتجاه الهجن المسترخية في صحراء السمالية، يلبسون الخوذ الواقية على عجل، ويساعدهم العمال على امتطاء ظهور الإبل. يعتري بعضهم الخوف عندما يتحرك الجمل، لكن رجولتهم الصغيرة تمنعهم من الصراخ، لتكتفي عيونهم بالتعبير. وما أن تتهادى «سفينة الصحراء»، حتى تتوارى نظرة الخوف في أعينهم، لتحل مكانها نظرة التحدي والمغامرة. ولا يتدرب الطلاب في صحراء السمالية على ركوب الإبل فحسب، بل يستنطقون أرواح الأجداد في مهارات تركيب العتاد. يقول مبارك محمد مدرب الأطفال الذين تبدأ أعمارهم من سبع سنوات «أعلمهم كيفية وضع الفراش والعتاد، والركوب والنزول من على ظهر الهجن». ويتألف العتاد عادة من الحسرة، والبطان، والزرار، والحبل الذي يمسك ما بين البطانة والحسرة، والمجر. إضافة إلى المحوى حيث يجلس راكب الهجن والمحقبة. ويعرب أحد الأطفال عن حماسته لركوب الهجن، «فهي المرأة الأولى التي أركب بها جملاً». يقول: «علمني المدرب أنه عنما أريد أن يذهب الجمل يميناً أضربه بالعصا الرفيعة برقة على جهة اليسار، أما إذا أردت أن يذهب إلى اليسار أضربه برفق على اليمين». ويفكر عند سؤاله عما يفعله عندما يريد من الهجن أن يركض، وينظر بعدها إلى المدرب، فيجيب المدرب مبارك: «تضربه بالعصا بقوة». يوضح مبارك أنه لا يمكن السماح بركوب الجمال «إلا بعد أن يبلغ عمر الحوار خمس سنوات»، لكن يمكن البدء بتعليم الطفل كيفية ركوب الجمل وهو - أي الحوار- في هذه السن». ويضيف: «أما إبل السباقات، فيمكن للجمال المشاركة بعمر عامين، لكن يتم وضع رجل آلي على ظهره». ويستخدم نادي تراث الإمارات في ملتقى السمالية 30 جملاً لتدريب الطلبة، وهي جمال عمانية. وبعد شهر من خضوع الطالب للتدريب يمكنه ركوب الهجن بمفرده. وتخضع كل مجموعة من الطلاب للتدريب ساعة. ويسمع أحد الطلاب صوت احد الجمال، فيفسر ذلك بقوله: «هذا الصوت رغاء، فالجمل الآن يرغي لأنه خائف من شيء ما»، ويشرح «أما إذا احتاج شيئاً فإنه يحن». يشرب الطلاب حليب الإبل قبل المباشرة بالتدريب، ويلفت الطالب نايف محمد، 12 عاماً، إلى أنه «اعتاد ركوب الهجن في عزبة والده، لكنها المرة الأولى التي يركب بها الهجن في السمالية». في حين أن فيصل خالد «يحب ركوب الهجن، لكن يفضل ركوب الخيل»