الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«طفرة» إيرلندا الديمقراطية

28 فبراير 2011 22:41
أعلن "إيندي كيني" زعيم حزب "فاين جايل" من" يمين الوسط" الفوز يوم الأحد الماضي بعد أن رفض الناخبون الغاضبون حزب "فيانا فايل" المنتمي إلى "الوسط" وشركاءه من حزب "الخضر" حيث قال إن حزبه فاز بـ"دعم ضخم" لحكم البلاد، واصفاً انتخابات يوم الجمعة بأنها "ثورة ديمقراطية". ومع انتهاء عملية الفرز تقريبا و الإعلان عن النتائج النهائية، يتجه حزب "فاين جايل" نحو تأمين 75 مقعداً في البرلمان الإيرلندي، لا تفصله سوى ثمانية مقاعد عن العدد الذي يسمح له بتشكيل الأغلبية. ويتجه حزب "العمل" نحو 37 مقعداً، في حين يسير حزب "فيانا فايل" نحو نتيجة كارثية، حيث تراجع من 70 مقعداً إلى 20. وبذلك يكون الحزب، الذي حكم البلاد خلال معظم تاريخ إيرلندا، قد عرف أكبر تراجع في الدعم الشعبي لأي حزب منذ الاستقلال. أما حزب "الخضر"، فقد خسر كل مقاعده الستة في البرلمان. ونتيجة لذلك، يتوقع أن يحكم حزب "فاين جايل" البلاد الآن إلى جانب حزب "العمل" ضمن ائتلاف سيكون تركيزه منصباً على مواجهة التحدي الكبير المتمثل في إخراج البلاد من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي أفضت إلى غضب الناخبين الذي رآه الجميع يوم الجمعة. وفي غضون ذلك، سيتعين على "الحزب الطبيعي للحكم" في إيرلندا، "فيانا فايل"، أن يعيد بناء نفسه بعد هزيمة مدوية ستظل محفوظة في ذاكرة الناخبين الإيرلنديين طيلة سنوات عدة مقبلة. ويقول ديفيد فارل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كوليدج دبلن: "إن جيلاً بأكمله بات ينظر إلى حزب "فيانا فايل" باعتباره ساماً، كما أنه فقد جيلاً من الزعماء"، مضيفاً أنه سيتعين على الحزب الذي حكم إيرلندا لفترة طويلة من الزمن أن يعيد بناء نفسه من الصفر إذ قال:"لقد كان بلا شك واحداً من أنجح الأحزاب اليمينية في أوروبا الغربية، ولكن ها هو اليوم يكافح ويجاهد من أجل الحصول على عشرين مقعداً في البرلمان". بعد أزمة اقتصادية صعبة دفعت الآلاف من المواطنين الإيرلنديين إلى الهرب من البلاد بحثاً عن حياة أفضل، بعث الناخبون يوم الجمعة برسالة قوية وصارمة. وفي هذا السياق، يقول "روبرت كاسيدي"، وهو ناخب محافظ: "إنني راض كل الرضا بعد أن مني حزب "فيانا جايل" بهذه الهزيمة"، مضيفاً "إنها هزيمة تأخرت كثيراً وكان ينبغي أن تحدث قبل يوم الجمعة بالنظر إلى الضرر الذي ألحقوه بالبلاد". لكن نتيجة انتخابات يوم الجمعة ليست تحولاً واضحاً وصريحاً إلى اليمين، وذلك على اعتبار أنها أسفرت عن نتيجة جيدة لحزب "العمل"، وعن صعود دراماتيكي لحزب "شين فاين" الذي تمكن من مضاعفة عدد مقاعده في البرلمان بثلاث مرات إلى أن وصلت إلى 15 مقعداً. كما حصل المرشحون المستقلون من "اليسار" و"اليمين" على نتائج جيدة في هذه الانتخابات، مما يشير إلى بداية نقاش إيديولوجي في إيرلندا كانت تجنح عموماً في الماضي إلى "يمين الوسط". الرجل الذي من المرتقب أن يشغل منصب رئيس وزراء إيرلندا هو أقدم مشرِّع في البلاد حيث انتُخب لأول مرة عام 1975. وقد كان "كيني" وزيراً في آخر حكومة قادها حزب "فاين جايل" بين 1994 و1997، ثم أصبح زعيماً للحزب في 2002 بعد أن حصل بدوره على نتائج كارثية في الانتخابات. "إيندا كيني"، وهو معلم سابق من منطقة "كاونتي مايو" الريفية في غرب، ينظر إليه الكثيرون هنا باعتباره اختياراً آمناً، ولاسيما بعد نجاحه في إعادة بناء الحزب من جديد؛ غير أنه يعتبر من قبل البعض بالمقابل شخصية "جافة" وغير ملهمة. وعلى الرغم من ذلك، نجح في التغلب على تحد لزعامته للحزب خلال العام الماضي، كما يُشهد له بأنه زعيم يؤمن بقيمة وأهمية العمل الجماعي وروح الفريق، وليس زعيماً متمرداً. اليوم، سيتعين على حكومة "كيني" الجديدة إرساء أسس استعادة البلاد لعافيتها. ولكن ما الذي سيتطلبه ذلك؟ "بريان لوسي"، أستاذ المالية بكلية "ترينيتي كوليدج" في دبلن، يقول: "إننا في حاجة إلى تدابير تكنوقراطية خفيفة"، مضيفاً: "علينا أن نشجع أكبر عدد ممكن من الناس على العودة إلى صفوف القوة العاملة في أسرع وقت ممكن"، مقترحاً نقصاً تدريجياً لمدفوعات نظام الرفاهية الاجتماعية بدلاً من الوقف الحالي إضافة إلى خصم ضريبي للشركات التي تخلق الوظائف". جايسون وولش دبلن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©