الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحية «أنين تيامت».. طقوس سومرية على مسرح جزائري

مسرحية «أنين تيامت».. طقوس سومرية على مسرح جزائري
15 يونيو 2009 02:25
قدَّمت فرقة رقص سويدية بقاعة «الموقار» بالجزائر العاصمة مؤخراً عرضاً كوريغرافياً جميلاً بعنوان» أنين تيامت» إنتاج وإخراج طلعت سماوي، وهو مخرج عراقي يعيش في السويد. و«تيامت» هي الأم الأولى للآلهة السومرية القديمة في بابل كما هو مذكورٌ في ملحمة «جلجامش» وهي رمز للعطاء والخصوبة عبر التاريخ. وعلى مدى 90 دقيقة قدمت الفرقة السويدية المتكونة من ثلاث فنانات لوحاتٍ فنية جميلة، وباقة من الرقصات المتنوعة على إيقاع موسيقى عراقية وشرقية مليئة بالحزن والشجن، اللذين يرتبطان بالعود الذي استخدمه المخرج كآلة أساسية، وقدَّم مقاماً عراقياً للفنان سامي نسيم من نوع «الكرد» وهو من أعقد المقامات، فضلاً عن استعانته بمقاطع خفيفة من الموسيقى الإفريقية والأمريكو- لاتينية. كل ذلك وسط ديكور يرمز إلى معابد قديمة وغرفة نوم ومقابر، فيما ارتدت الفنانات الثلاث ثياباً سوداء، ترافقهن إضاءة خافتة مع تنويع ضوئي يتابع حركاتهن في أشكال جميلة، كما يساير ريتم الموسيقى بتناغم وتكامل. وتمكنت الفنانات الثلاث من جذب الجمهور بإيقاعات حركاتهن المنسجمة والمليئة بالخفة والرشاقة والقدرة على الحركة والانسياب المرن على خشبة المسرح، حيث قدَّمن لوحات متنوعة متجدِّدة بعيدة عن الرتابة والتكرار بهدف الإبقاء على عنصر التشويق ودفع الملل عن الجمهور، وهو ما نجحت فيه الفرقة طيلة العرض. وفي ختام العرض، خفتت حركة الفنانات وهنِّ يحملن وسائدَ حمراء ويتحرَّكن في مشهد جنائزي أسود مهيب، في إشارة إلى ما تخلفه الحروب من دماء وموت وخراب... وأعقب ذلك التفافُ الراقصات على أنفسهن وإطلاق شعورهن، ما يحيل إلى مشاهد النواح في الجنائز والحزن على فقدان الأحبة، ثم دخلن في حالة سكون وحداد أطفئت خلالها كلُّ الأنوار وتوقفت الموسيقى للحظات، أسدل بعدها الستارُ على العرض. ويقول المخرج العراقي طلعت سماوي إنه «اشتغل في هذا العرض الكوريغرافي على الرمزية ولم يستند إلى حكاية»، وقد حول الرمز المجرَّد إلى «حالة حسية»، حيث أدت الفناناتُ الثلاث طقوساً ترمز إلى الولادة والأمومة في العهد السومري القديم بالعراق. وأضاف المخرج أنه يشتغل على مفهوم «الرقص الدرامي» للتعبير عن قضايا معينة، علماً أن هذا النوع من الفن منتشر بالأكاديميات العراقية، والعراقيون روَّاد في هذا المجال، أكاديمياً وطرحاً وأداءً. مؤكداً أن المشاهد الجنائزية التي قدمتها الفرقة في آخر العرض لها علاقة بالوضع السائد الآن في العراق.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©