الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

100 سنة من التصوير الفوتوغرافي في شبه الجزيرة العربية

100 سنة من التصوير الفوتوغرافي في شبه الجزيرة العربية
15 يونيو 2009 00:53
عرض الموروث الثقافي والحضاري والاجتماعي والاقتصادي، وتكريم منطقة شبه الجزيرة العربية، وإظهار تاريخ الأجداد ونقله للأجيال الحديثة، ليستشفوا منه كل معاني الصبر والقوة على تحدي الصعاب، اندرج ذلك كله في مشروع موحّد لدول شبه الجزيرة العربية، في معرض صور تحمل ذكريات جزيرة العرب لمائة سنة خلت، وتقرأ فترة ما قبل ظهور النفط. حصل ذلك في البدايات الأولى للصورة الشمسية التي عكست تفاصيل ومفردات الحياة اليومية العامة، وملامح التراث والفنون المعمارية والآثار والأشخاص في شبه الجزيرة العربية. أقيم معرض الصور ضمن الملتقى الإماراتي الفرنسي الأول، على يد الفرنسي باسكال جوييل الذي عمل على جمعها، وهي صور نادرة أغلبها لم يسبق نشرها، تؤرخ لحياة ما قبل البترول في المنطقة، وتعرض أنماط حياة في كل من الإمارات، البحرين، السعودية، الكويت، عمان واليمن. مصورون هواة في هذا الإطار صرح باسكال جوييل : هذه الصور التقطها بحّارة فرنسيون وأجانب في نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، وكان آنذاك التصوير حكراً على العسكريين والبحارة، وفي عام 1850 بدأ هذا الفن بالتوسع من ناحية استخداماته المتنوعة. ويضيف جوييل: في الحقيقة الصور لم تكن ملتقطة من طرف المصورين الفرنسيين، ولكنَّها أخذت من قبل زوار المنطقة من البحارة والسياسيين والمكتشفين والمهندسين، ومعظمهم من البريطانيين الذين أتوا وهي مأخوذة من طرف أجانب وبشكل فردي، وليست هناك صور ملتقطة من سكان المنطقة، وقد وجدت صعوبة كبيرة في تجميعها، وفي ضبط تاريخها ووضع المعلومات الحقيقية حولها. تنوع معبر عاش باسكال جوييل رحلة البحث المكثفة على مدار عدة عقود بين 7 دول لجمع طريقة عيش عرب شبه الجزيرة العربية قبل اكتشاف النفط، وفي سنة 2007 تلقى مدير المركز الثقافي الفرنسي بأبوظبي تكليفاً من حكومته بالعمل على إنشاء أبحاث وتكوين أرشيف صور للمنطقة، وبالتالي عزمت فرنسا على أرشفة الصور ما بين 1885 و1965 لتكون هدية منها إلى دول المنطقة، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، البحرين وقطر، السعودية، عمان واليمن، وهي صور جمعت من حول العالم ولم يتم عرض بعضها أبداً، صور نادرة التقطت بمبادرات شخصية من طرف مهتمين ومن أناس عاديين وأغلبهم من هواة جمع الصور، وهي صور معروضة اليوم في كثير من المواقع الإلكترونية. يقول باسكال إنَّ من بينها 20 صورة نادرة خاصة بأبوظبي، وجرى عرضها ضمن المعرض الذي أقيم سابقاً في جامعة زايد بأبوظبي والذي ضمَّ قرابة المئة صورة، وهي تحمل، برأيه، كثيراً من التنوع والتعدد في مواضيعها لتكون شاملة تحكي عن كفاح المنطقة وتحدياتها وتاريخها المجيد. تفاصيل حياة عكست محتويات المعرض تفاصيل ومفردات الحياة اليومية للسكان، وملامح التراث والفنون المعمارية والأشخاص في بلدان شبه الجزيرة العربية منذ البدايات الأولى لاكتشاف آلة التصوير. صور تناقلتها عدسات المصورين في كل من اليمن والبحرين، حيث وُجِدت صورة للبحرين في «دار كارتييه» لمصمم المجوهرات الشهير، وهي صور ملتقطة من مملكة البحرين، ومن أبرز صور البحرين واحدة أخذت عام 1912 لأعيان البلاد مع صاحب دار المجوهرات «جاك كارتييه»، وهو بدأ تاجراً للؤلؤ قبل اكتشاف اللؤلؤ الصناعي، وتبرز الصورة معالم الثراء وأناقة وفخامة البحرينيين من جهة، ومن بين الصور المعروضة صورة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة مع أبنائه سنة 1920م، كما تتناول الصور حقبة تاريخية تؤرخ لرحلة البحث عن الماء من الآبار والعيون العذبة القليلة، ونقلها في السترة سنة 1948، وتقرأ الصور واقع بلدان الخليج الاجتماعي والاقتصادي، بحيث كانت تقاوم هذه البلدان شظف العيش قبل اكتشاف البترول، كما تتناول بعض الصور الملتقطة عام 1904 النوق كوسيلة أساسية معتمدة آنذاك في التنقل، وهي الثروة الحقيقية والرفيق في التجارة. بلاد العرب السعيدة ضمَّ المعرض صورة «فندق ومطعم باسم الله»، وهو كان الفندق الوحيد في الدوحة سنة 1958م، وصوراً أخرى يظهر فيها ميناء «مسقط»، وهي تعكس طبيعة العيش ما بين العامين 1920 و1950م، وقد عرف عن العمانيين آنذاك أنهم يجوبون الدنيا تجارة وثقافة وعلماً. إحدى الصور المتناولة تحوي تلغرافاً كان موجوداً في منطقة قريبة من مضيق هرمز سنة 1927، وصورة لميناء «مطرح» تبدو فيها طبيعة التنظيم والرخاء التجاري الذي كانت تعيشه المنطقة، أما اليمن فكانت تسمى زمن الصور الملتقطة «بلاد العرب السعيدة»، حيث كانت تتحدى أجمل المدن الأوروبية من خلال بناياتها المكونة من عدة طبقات. كما تطالعنا صور أخرى لبوابات الكويت الأربع التي كانت تميزها عن باقي مدن الخليج، إضافة لصور سوق الفحم سنة 1903م وصور مدربي الصقور 1904م، وصور أول منظر جوي لمدينة الكويت عام 1950، وصور الشيخ مبارك الصباح أمير الكويت عام 1903، وصور أخرى من قطر من مسجدها القديم عند ميناء الدوحة والمسمى بمسجد الأربعين قبة، وقد التقطت عام 1904م. زايد الأول وأبناؤه يضم المعرض صوراً تتحدث عن ماض مجيد، وتروي عطش أجيال اليوم لمعرفة تاريخ أجدادهم، ومن بين الصور المميزة واحدة تضم زايد الأول وأبناءه، فيما هو يجلس بينهم، في قلعة الجاهلي في مدينة العين عام 1904. كما تظهر إحدى الصور قصر الحصن بين الصور التي التقطت سنة 1904م، ولقطة لحصان عربي أصيل أهداه شريف مكة لزايد الأول عام 1904، كما تظهر صورة جوّية لمدينتي دبي وأبوظبي، ثم تأتي فترة الأربعينيات من القرن الماضي لتوثق الحب الذي جمع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع أبناء شعبه في العين. أيضاً ثمة صور كثيرة جمعها باسكال جوييل توثق وتؤرخ للمنطقة كان من بينها صورة نادرة التقطت عام 1936 لسيارة إنجليزية الصنع غاصت في الرمال على مدخل أبوظبي، وصور أخرى لمناطق العبرة القائمة لغاية اليوم في مدينة دبي، وهي التقطت عام 1958م.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©