لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تتهيأ حديقة المشرف المركزية التي تشكل أيقونة من أيقونات التصميم المعاصر في مجال الحدائق لتصبح إحدى الواجهات البارزة لمدينة أبوظبي وأجمل حدائقها، لتستقبل زوارها وتقدم لهم تجربة فريدة من المتعة والترفيه والتعليم والتثقيف في 20 مارس المقبل بعد استكمال جميع مرافقها.
يستفيد من الحديقة، التي شيدت على مساحة 14 هكتارا ونصف وتمتد بطول 690 مترا وعرض 205 أمتار، جميع شرائح المجتمع وستكون مفتوحة للعوائل بعد أن كانت مخصصة للنساء والأطفال، وأعيد تطوير الحديقة لتصبح مركزا مجتمعيا بامتياز، لما ستوفره من بيئة جاذبة ومشوقة للاسترخاء والاستكشاف والاستمتاع والترفيه الهادف، في بيئة طبيعية خلابة من المناظر الطبيعية والأشجار والجداول المائية والنوافير والإضاءة الحديثة والأماكن المخصصة للجري وقيادة الدراجات الهوائية سواء على نطاقها الداخلي أو حزامها الخارجي، ومساحات عشبية كبيرة.
«حديقة الحكمة»
ويهدف تصميم الحديقة الذي جمع بين العمارة الإسلامية والتصميم العصري الحديث الجاذب بمزج عناصر توجد فى الحدائق الإسلامية التقليدية مع الحركات المعاصرة في الهندسة المعمارية وتصميم الحدائق إلى خلق بيئة تهتم بتقاليد وعادات وطابع أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وبالإضافة للميزات العديدة للحديقة لما توفره من عناصر استدامة فإنها تشكل عنصر إبهار أيضا، كما تقابلك «حديقة الحكمة» وهو عبارة عن بناء مهيب تنساب من جنباته المياه وتعلوه مجموعة مأثورة من أقوال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبعد الانعطاف يمينا عبر ممر من النخيل تظهر مناطق الألعاب المخصصة للأطفال، ومناطق ممارسة الرياضة والمماشي المنسابة مياهها والمضاءة، أيضا الحديقة توفر الهدوء التام لكبار السن ولمحبي القراءة وما يزيدها جمالا انعكاس القمر من خلال شاشة عملاقة مضاءة بطريقة حديثة، كما صممت ممرات خاصة بالمعاقين وسهلت لهم ولوج الحديقة.
مركز مجتمعي
وحسبما يقول عبدالعزيز حسين الرئيس التنفيذي لشركة العين للعقارات، الشركة المطورة للمشروع، فإن حديقة المشرف المركزية ستفتح أبوابها للزوار من مواطنين ومقيمين وسياح في الدولة بعد أن استغرق تطويرها سنتين، لتصبح مركزا مجتمعيا تثقيفيا تعليميا، لافتا إلى أن الحديقة ستشكل إضافة للمجال الأخضر والمستدام في أبوظبي نظرا لما تشتمله من مرافق عالمية الجودة ومساحات خضراء ونباتات وأشجار وشجيرات.
صرح ترفيهي
من خلال الجولة التي خصت بها الحديقة جريدة «الاتحاد» تبين أنها ستمثل أيقونة رائعة في أبوظبي كما ستكون متنفسا لسكان أبوظبي الذين يرتبطون بها ارتباطا وجدانيا وعاطفيا، كما ستشكل إضافة في المجال الثقافي والتعليمي إلى جانب الترفيه، حيث تشتمل على مجموعة من القاعات والمعارض التي تستضيف نوادي القراءة والمعارض الفنية والندوات والمحاضرات ومختلف الفعاليات الهادفة، كما ستدعم الحراك الرياضي من خلال ممراتها الداخلية والخارجية.
وأضاف عبدالعزيز حسين أن بلدية أبوظبي كلفت شركة العين للعقارات بإدارة جميع أعمال التطوير والإنشاءات بالمشروع، مؤكدا أن هذا الصرح سيشكل حديقة مثالية هادفة. وأردف حسين أن التصميم روعيت فيه مجموعة من العناصر أهمها المرونة، التي تسمح بإقامة فعاليات وأنشطة مختلفة طول السنة وحسب المواسم، حيث يمكن استضافة مسرحيات وفرق موسيقية عالمية وفرق محلية، وعروض فنية تترجم رؤية الحديقة في أن تكون مركزا ترفيهيا تعليميا وثقافيا.
حظيرة للحيوانات
وأشار حسين إلى أن الحديقة مقسمة إلى ثلاثة أقسام، بحيث يوجد على يمين المدخل مكان مخصص للأطفال دون عمر 8 سنوات، مفتوح على مساحة كبيرة تتضمن حظيرة للحيوانات وأماكن مظللة بمظلات ضخمة، ونافورة راقصة.
تصميم مدروس
وتحتوي الحديقة على ممر مزدان بالنخيل روعي فيها أن تكون مقاساتها متناسبة، بحيث يشتمل هذا الممر على أكثر من 100 نخلة يتوسطها جدول مائي منساب ومضاء ليلا، ويؤدي هذا الممشى إلى حديقة الأطفال والتي تسمى «حديقة الوادي» والمخصصة للأطفال تحت عمر 8 سنوات، وهي مصممة لتشجع الأطفال على النشاط البدني، بحيث تسمح لهم بتسلق بعض الأحجار لاستكشاف الطبيعة الخلابة في البيئة الصحراوية والمنطقة مستوحاة من صحراء الإمارات. وبجانبها حظيرة الحيوانات التي تشغلها حديقة الإمارات للحيوانات بالباهية، وتشتمل على جمال وبوني وأرانب وماعز، وتمثل هذه الحيوانات ما مجموعه 12 نوعاً موطنها الإمارات.
مساحات خضراء
حديقة المشرف المركزية التي شيدت عام 1982 كمتنزه للسيدات والأطفال، تعد من أقدم الحدائق في أبوظبي، وتحظى باهتمام كبير من طرف شريحة عريضة من المجتمع، وتمت إعادة تسميتها «حديقة المشرف المركزية» في عام 2010، وهي تضم أكثر من 1000 شجرة إلى جانب حديقة النباتات وبيت الظل كما تتضمن المرافق الجديدة حديقة نباتات صحراوية، حظيرة الحيوانات، حديقة المساء، مسرحا مفتوحا، حديقة للأطفال، ومناطق للتنزه وممارسة الرياضة وأيضاً سوق رايب، إضافة إلى مئات من أشجار النخيل، والأشجار المعمرة التي يبلغ عمرها 25 عاما، والتي تم الحفاظ على 200 شجرة منها أثناء عملية الإنشاء باقتلاعها من جذورها والاحتفاظ بها في حضانات عملاقة عند بداية التطوير ليعاد غرسها من جديد.
بانوراما «بيت الظل»
تضم حديقة المشرف «بيت الظل» الذي يعد أحد عناصر الإبهار، وهو عبارة عن حديقة أنجزت بـ 215 طناً من الصلب وتتميز بانخفاض درجة الحرارة داخلها بخمس درجات عن الحرارة الخارجية، وتوفر رؤية من عبر الأدراج أو المصعد، ويضم البيت مجموعة من النباتات المحلية وغيرها من النباتات من الخارج التي تضفي عليها الإضاءة ونوافير المياه والجداول رونقاً خاصاً، ويوفر المبنى منظرا بانوراميا للحديقة بأكملها.
القراءة في الهواء الطلق
إذا كنت من محبي الهدوء والقراءة في الهواء الطلق فإن «حديقة المساء» سوف تكون وجهتك المفضلة، ويفضي إلى تلك الحديقة ممشى النخيل وجداول المياه، وهي حديقة عشبية دائرية تتوسطها نافورة مياه تضفي عليها صورة القمر المعكوسة عبر شاشة إلكترونية ضخمة مضاءة ليلا، جمالا لافتا. وكانت الحديقة قد أقامت جولات لأطفال المدارس للاطلاع على تجربة اقتلاع الأشجار وإعادة وضعها في حضانات للعناية بها لإعادة غرسها من جديد، وبعد عامين رجع الأطفال أنفسهم لحضور غرس هذه الأشجار المعمرة في الحديقة.
350 نبتة في «الصحراوية»
«الحديقة الصحراوية» تشتمل على أكثر من 350 نبتة، كما تضم أكبر مساحة عشبية تتمثل في المساحة المقابلة للمسرح المفتوح الذي يتسع لأكثر من 3 آلاف زائر بين وقوف وجلوس، تم تصميمه ليكون مرناً ويتأقلم مع كل الفعاليات التي سيحتضنها من مسرحيات وأنشطة وعروض ثقافية وترفيهية بما يتماشى مع رؤية وأهداف الحديقة المجتمعية.
عدد اليوم
