السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنزويلا: سيناريوهات التغيير القادم

14 مايو 2016 22:41
شهدت فنزويلا هذا الأسبوع انطلاق تظاهرات رافقتها اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين المحتجّين على نقص المواد الغذائية ومصادر الطاقة وعلى المسار السياسي المسدود للبلاد. وقال مسؤولون أمنيون في الولايات المتحدة إن الأمور هناك قد تتطور إلى انتفاضة شعبية عامة ربما تؤدي إلى إقالة الحكومة هذا العام، وأضاف أحدهم: «يمكنك أن تسمع صوت التكسير والتحطيم في الشوارع كي تتأكد من وجود أزمة مقبلة». وفنزويلا على مشارف كارثة حقيقية في وقت تعتقد إدارة أوباما أنها ساهمت في تقوية مكانة الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية بشكل كبير. وسبق للولايات المتحدة أن عبرت عدة مرات خلال العقدين الماضيين عن رغبتها في إسقاط الثورة البوليفارية اليسارية التي أطلقها الرئيس السابق هوجو شافيز ويقودها منذ العام 2013 نيكولاس مادورو الذي حل محله. ودأبت إدارة أوباما والإدارات التي سبقتها على اتهام حكومة كاراكاس بالفساد وخرق قوانين حقوق الإنسان وتهريب المخدرات، كما دعمت المعارضة السياسية للحكومة الفنزويلية، لكن صنّاع القرار السياسي في الولايات المتحدة يعتقدون بأنهم عاجزون عن العمل على وقف التدهور السريع للأوضاع في فنزويلا، ويكمن الخوف الأساسي للولايات المتحدة في أن ينهار تماماً ذلك البلد الأميركي اللاتيني المهم. وقال مسؤول مخابرات أميركي: «لقد ولّت الأيام التي كانت تعمل خلالها الولايات المتحدة على عزل شافيز ومحاولة القضاء على حركته الثورية. ولا يتعلق الأمر الآن بعوائد يمكن أن تجنيها الولايات المتحدة في فنزويلا»، وتتفق آراء مسؤولين أمنيين كبار عمدوا إلى جمع تقارير حول الأوضاع في فنزويلا، على أن الأمر يتعلق بالأحوال الصعبة التي يعاني منها المواطنون هناك في ظل القوانين الجائرة التي تضعها الحكومة، ونظمت المعارضة حملة لسحب الثقة من مادورو، لكن الحكومة التي لا زالت تسيطر على مقاليد السلطة رغم انتصار المعارضة في انتخابات ديسمبر النيابية، اتخذت إجراءاتها لتأخير عملية التحقــق من التواقيع التي تدعم إجراء استفتاء حول الموضوع. وإذا خسر مادورو نتيجة الاستفتاء قبل تاريخ 10 يناير المقبل، فسوف تتم الدعوة لانتخابات جديدة. أما إذا حدث ذلك بعد التاريخ المذكور، فسوف يتولى نائبه منصب الرئيس حتى نهاية فترة ولاية الرئيس الحالي العام 2019. وقد تؤدي المشاكل الاقتصادية المعقدة التي تعانيها فنزويلا إلى انتفاضة شعبية واسعة النطاق، وقد أدى سوء الإدارة السياسية والاقتصادية للبلاد، إلى جانب انخفاض سعر البترول الفنزويلي بنسبة 69%، علماً بأنه يمثل المدخول الرئيسي لميزانية البلاد، إلى عجز الحكومة عن تغطية نفقات الواردات وخدمة الديون الخارجية. وبلغ التضخم معدل 700%، وهو الأعلى في العالم، كما أن موسم الجفاف الأسوأ منذ نصف قرن، أدى إلى تسجيل شحّ في المياه وانخفاض في القدرة على توليد الطاقة الكهربائية. وفي ظل هذه الظروف، اضطرت الحكومة لتقنين ساعات التموين بالكهرباء وعمدت إلى منح عدد كبير من الموظفين الحكوميين إجازات مفتوحة. وكان شافيز قد دأب على توظيف جزء مهم من مداخيل النفط في مساعدة الفقراء وتمويل مشاريع محو الأمية، مما ساعده على الاحتفاظ بالسلطة، لكن بعد موته بمرض السرطان العام 2013، أدى الفساد المالي في مؤسسات الدولة إلى انخفاض مداخيل الفقراء ومنتسبي الطبقة الوسطى، للدرجة التي فجرت العنف على نطاق واسع. ويضع المسؤولون الأمنيون الأميركيون ثلاثة سيناريوهات محتملة لتغيير الحكومة. يكمن أولها في أن فشل تنظيم استفتاء سحب الثقة من مادورو يمكن أن يدفع المتظاهرين لتنظيم حملة ثانية العام المقبل، لكن المعارضة منقسمة على نفسها مما أثار استياء وخيبة أمل إدارة أوباما، ويكمن السيناريو الثاني في حدوث «انقلاب قصر» بحيث يعمد بعض أعضاء حكومة مادورو إلى عزله بمساعدة وحدات عسكرية، ويتعلق السيناريو الثالث بحركة عسكرية خالصة يمكن أن يتزعمها ضباط من الرتب المتدنية وبتأييد مسؤولين غاضبين من الحالة الاقتصادية البائسة التي وصلت إليها البلاد، لإطاحة الحكومة برمتها. *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©